اتخذت العديد من المستشفيات الأهلية طريقة جديدة لصرف الدواء، فاعتبروا الرقم الذي يتوجّه به المريض إلى الصيدلية هو كامل الوصفة، وتصل الصيدلية بواسطة الحاسوب. تلك الطريقة عصرية وتتصف بالسرعة وأيضا ندرة احتمال الخطأ. لكن بعضا من العامة يرون في تلك الحركة تحويلا إجباريا لصرف الدواء من المصحة ذاتها، أو إنعاش مبيعات المؤسسة. واحتاج الناس إلى فترة لفهم أن التنظيم الإداري في عصرنا يفرض أشياء قد لا نفهمها بسرعة أو لا نحبها أو نشك في إخلاص المصحة لمراجعيها. والفاهم من الناس يود تلقي الدواء بتلك الطريقة، لأن علبة الدواء ستحتوي على معلومات مطبوعة إليكترونيا باسم المراجع ورقم الملف وتاريخ المعاينة والصرف وعدد الجرعات. وهذا سيوفر على الصيدلي الإجابة عن سيل الأسئلة من المريض، وإشغال الصيدلي وخلق معاناة انتظار لمراجعين ينتظرون دورهم. وهذا بدلا من أن يضع الصيدلي خطوطا على العلبة تعني عدد مرات الاستعمال، وهل للاستعمال علاقة مع أوقات الطعام. وتداول الناس طرفة مفادها أن الطبيب قال لمريضه: في المساء اعتمد على الزبادي والخيار، وكان رد المريض: قبل العشا أو بعده؟ والوصفة الآتية بطريق الحاسوب تجعل المريض لا يُراجع المطوية الورقية داخل العلبة. وبعض المطويات (تْوحّش) فكل مخاطر الدنيا موجودة في "المحاذير". وأعتقد أن شركات تصنيع الدواء مُتفقة على النص، فهي تنسخهُ من دواء لآخر، لتحمي نفسها عن المساءلة القانونية فيما لو لم تُحذّر. ولذا كتبت كل المخاطر مثل: الاغماء، الدوخة، عدم انتظام دقات القلب، الغثيان، وجع المفاصل. ويسأل المرء نفسه بعد إكمال القراءة: لماذا جئتُ إذا إلى الطبيب؟ ولم تنس شركات توريد وتصنيع الدواء نصيحة "مجلس وزراء الصحة العرب". شكا مريض حرقان المعدة بعد الغداء وبالأخص عندما يتناول البهار أو يُكثر منه. وتلك الحالة كنتُ شاهدا عليها. عند طبيب بريطاني في لندن. قال الطبيب: بسيطة.. فانتظر المريض نصيحة باقتراح دواء معيّن يساعده على التمتع بوجبته الغذائية الحارة "الحرّيقة". لكنه سمع من الطبيب العبارة: بسيطة.. لا تأكل طعاما فيه فلفل.