هي مفاهيم لا شك محمودة، ومهنية.. يتردد معظم المؤهلين والعصريين طبياً في مجتمعنا عن الخوض في مهنهم واختصاصاتهم في مجلس عام، أو في حوار هاتفي.. البعض من عامة الناس يعتقد أن هذا السلوك شحّ أو بخل من الطبيب أو الصيدلي، لكني أقول إن هذا السلوك يجب أن يكون القاعدة. أصدقاء الطبيب أو الصيدلي يجد البعض منهم متعة في سؤال الطبيب - في مجلس عام - عن حالة.. أو عن دواء ثم «ينقل» ما قاله الطبيب أو الصيدلي أو الصيدلانية إلى معارف وأصدقاء.. وهكذا. إحدى قريباتي صيدلانية مؤهلة، ويعجبني فيها أن سائلها أو سائلتها تتلقى منها دائما الجواب القاطع التالي: - طبيبك أعرف منّي. بعض السائلين - لو أمعن النظر - لا يحتاج إلى الاستشارة . وقال لي طبيب باطني: أحد مرضاه يأكل فلفلاً وبكثرة، ويشعر بحرقان المعدة بعد الوجبة. سأل الطبيب أن يصف له علاجاً« لهذه الحالة أو «يصْرِف» كما تقول العامة. فقال له الطبيب: عندي لك دواء مجاني..! وليس له آثار جانبية، وعندما سأله مريضه أن يكتب له اسم الدواء، كتب في الوصفة. - لا تأكل فلفلاً.. ومن موروثاتنا تبديل الدواء بناء على السماع، وأستطيع القول إن نصف مراجعي العيادات لا يستطيعون ضبط سلوكهم الصحي والسواد الأعظم عندنا - للأسف - يشكو حالته إلى الصيدلي. قديماً.. وفي إحدى مدن نجد.. كان ضمن تركة متوفى نظارات طبية كان رحمه الله «قصّها» بالبحرين، ويفترض أنها جيدة..! وحاول أحدهم شراءها ليهديها إلى قريب له، لأن عُمريهما متقاربان..!