لمَ يطول الانتظار والأمر هين؟! خذ.. هات الدواء.. وأعطني.. وانتهى الأمر، بلا تعقيد وتصعيد، وبلا شدّ ومدّ وتحجج بالعدّ! فاصرف دوائي.. واصرفني. بالرغم من قصر المسافة التي يقطعها الدواء من الرفْ إلى شباك الصرفْ في عين الرائي، إلا أن طريقه للصرفْ محفوف بالمخاطر، وقد يجهل رائينا تشابه بعض الأدوية في الشكل والاسم، ويجهل توفر المتشابه منها في أرجاء الصيدلية. ولا حرج إن غفلت عينه، والأَولى تيقظها، لكن الخطورة في عين المختص إذا سهت! والخطأ وارد. لسنا في صدد سرد الأعذار، ولكن لنبين حجم الخطر الذي قد يهدد سلامتك! ولتعي أهمية دورك في المساهمة بالحد من أي خطأ طبي قد يرتكب بحقك، وكما أثبتت الدراسات أن استخدام جرعة غير مناسبة من الدواء، يمثل 41% من الأخطاء الطبية القاتلة، فالوصفة الطبية ليست قائمة بالأطعمة التي تشتريها من البقال، بل هي خطة علاجك، ومحصلة تشخيصك الطبي، وبالضرورة تحتاج لأن تفحص وتدرس وتصرف بحذر! وهي مسؤولية تقع على عاتق الصيدلي، أما دوره في التعامل مع الوصفة فيتلخص ب: * التأكد من صحة بياناتك المذكورة في الوصفة، ومطابقتها مع ملفك الطبي، فوزنك وعمرك وطولك وجنسك عوامل قد يؤدي الإخلال بأحدها إلى التفاوت في سُمية العلاج وفعاليته. * التأكد من ملاءمة الأدوية الموصوفة مع تشخيصك الطبي. * التأكد من صحة الجرعات الموصوفة، ومن انعدام التداخلات بين مفعول الأدوية، ومن عدم تكرار ذوي المفعول الواحد. * مناقشة الطبيب لاستيضاح أي لبس في الوصفة. * تحضير الوصفة، والتأكد من صحة ما تم تحضيره من أدوية مع ما وصفه الطبيب. * صرف الأدوية والتنبيه على ما استجد في خطة العلاج، وشرح كيفية استخدام الدواء. وحتى تساهم أنت في حماية نفسك، وتفلتر أخطاء الصرف والوصفة: * تأكد دائماً من مطابقة اسمك ورقمك الطبي مع الاسم الملصق على أي دواء تستلمه. * تأكد من مطابقة اسم الدواء في الملصق. * استمع جيداً للتعليمات التي يلقيها عليك الصيدلي، ولا حرج في أن تطلب الإعادة. * كن حاضر الذهن أثناء الصرف، وتأكد من الجرعات الموصوفة، ومن قوتها، وتأكد من التوقيت الأمثل للاستعمال، إن كان صباحاً، أو مساء، وإن كان قبل الأكل، أو بعده. * تأكد من المدة العلاجية لأخذ الدواء، وهل الكمية التي صُرفت تجزيك للموعد المقبل. * إذا كنت تعاني حساسية من بعض الأدوية، فيجب عليك إبلاغ الطبيب، أو الصيدلي بذلك. * ويفضل بأن تحتفظ بقائمة الأدوية، وطريقة استخدامها معك عند كل مراجعة للطبيب.