يتصاعد غبار أبيض فيما تشق آلة حفر في منحدر تلة عند نقطة تفتيش على مشارف القدس حيث تبني (إسرائيل) معبرا متقدما تقنيا يخشى الفلسطينيون أن يتحول في يوم ما إلى حدود دائمة. وأقيمت حوائط رمادية شاهقة على مقربة من نقطة التفتيش الجديدة التي تقع تحت برج مراقبة خرساني وجري تشييد هذه المنشآت جميعا في إطار الاستعداد لانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة من المقرر أن يبدأ يوم الأربعاء. والمعبر واحد من نحو 38 نقطة عبور جديدة كثير منها على وشك التشغيل تبنيها (إسرائيل) على طول جدار في الضفة الغربية تزعم إنه يمنع الفدائيين من الوصول إلى مدن إسرائيلية. قال باروخ شبيجل مستشار وزارة الحرب لرويترز «هذه ليست الحدود وهي ليست دائمة». - على حد ادعائه -. ومضى يقول «لكن في الوقت الحالي وإلى أن نتوصل إلى تفاهمات أخرى ستكون هذه هي الأماكن التي يتعين على الفلسطينيين العبور منها». وأيدت الولاياتالمتحدة انسحاب (إسرائيل) من قطاع غزة المحتل ومن شريط صغير شمال الضفة الغربية باعتباره فرصة جديدة لاستئناف محادثات السلام. وتصف (إسرائيل) الانسحاب بأنه «فك ارتباط» مع الفلسطينيين. ويخشى الفلسطينيون أن يجدوا أنفسهم بعد انقشاع الغبار في غزة محاصرين خلف جدار لا يمكن اختراقه يعرقل حركتهم ويخنق اقتصادهم. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين «المزيد من المعاناة.. ذلك كل شيء». وأضاف «هذه الشبكة ستقيد الحركة وتقيم حواجز غير طبيعية بين الفلسطينيين والفلسطينيين». ويخشى الفلسطينيون كذلك من أن يكون الجدار العازل وشبكة نقاط التفتيش التي يجري بناؤها حدود دولتهم المستقبلية وأنهم سيفقدون في أفضل الأحوال مناطق عربية رئيسية تقع في الجانب الإسرائيلي مثل القدسالشرقية العربية. وقال شبيجل إن (إسرائيل) تبني ما يصل إلى 38 معبرا تتراوح بين نقاط عبور بسيطة وصالات عبور كبيرة للمسافرين والبضائع على طول الجدار العازل وتأمل في تشغيلها جميعا في أوائل عام 2006. كما تقوم أيضا ببناء أكثر من 60 بوابة لتتيح للمزارعين الوصول إلى أراضيهم في الجانب الإسرائيلي من الجدار. وتم الانتهاء تقريبا من ثلاث نقاط عبور رئيسية على الأقل في الضفة الغربية بالقرب من قلقيلية وبيت لحم وجنين. وتم بالفعل افتتاح معبر رئيسي رابع بالقرب من طولكرم. وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن بناء الجدار ونمو المستعمرات خصوصا في منطقة القدس قد يدفعان الفلسطينيين إلى العنف ويلحقان الضرر بفرص التوصل إلى اتفاق سلام شامل. وسيصبح 55 ألف فلسطيني من سكان القدسالشرقية في جانب الضفة الغربية من الجدار رغم أن (إسرائيل) تزعم أنها ستسمح لهم بالعبور. وسيبقى ما يقرب من 200 ألف آخرين على الجانب الإسرائيلي وقد يحتاجون إلى تصاريح للذهاب إلى مناطق في الضفة الغربية تديرها السلطة الفلسطينية. ورفضت (إسرائيل) الانتقادات وتبني ما يصل إلى 14 معبرا رئيسيا حول القدس بما في ذلك مجمع كبير مجاور لنقطة عبور حالية على الطريق إلى رام الله المركز السياسي والاقتصادي الفلسطيني. وقام العمال هناك بتمهيد قمة تل صخرية لإفساح السبيل للمعبر الذي تشير لافتة عبرية إلى أنه معبر عطروت نسبة إلى مطار صغير قريب لا يستعمل هو مطار قلنديا. وفي هذه الاثناء يمر الفلسطينيون من خلال نقطة التفتيش الحالية حيث تحميهم مظلة من المعدن من شمس الصيف المتوهجة ومن المطر في الشتاء. ويزعم الإسرائيليون إن المعابر الجديدة ستيسر المرور. وسيستخدم الفلسطينيون لعبور نقاط التفتيش الجديدة بطاقات هوية عبر بوابات تفتح وتغلق عن بعد وستجري خصخصة المعابر وسيكون الاتصال مع الجنود الإسرائيليين محدودا لتقليل الاحتكاكات المحتملة. قال شبيجل «بمجرد أن نكمل بناء الجدار وهذه المعابر سيكون من الأسهل المرور وبقدر أكبر بكثير من الكرامة والكفاءة والأمن وستكون أفضل في كل شيء». لكنه قال إن (إسرائيل) لا تزال تضع المعايير التي تحدد من يمكنه أن يعبر أو ما هي الخطوات التي ستطبق.