تتفاوض شركة الأسمنت العربية مع شريكها شركة (ينكسبو) وهي شركة يساهم فيها عدد من التجار وشركة الصادرات السعودية لاستيراد نصف مليون طن من الأسمنت (ما يعادل عشرة ملايين كيس). وقال المهندس منصور بن عبد الرحمن السحيمي المدير العام لشركة الأسمنت العربية في تصريح ل «الرياض » ان هذه المفاوضات لا تزال جارية حتى يتم الحصول على أفضل مواصفات من حيث جودة الأسمنت المستورد وكذلك الأسعار المنافسة التي تتناسب مع متطلبات المواطن في الوقت الراهن، متوقعا أن يكون الاستيراد من مصر أو تركيا أو روسيا لتغطية جزء من الطلب المتزايد على الأسمنت المكيس في المنطقة الغربية حتى نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن (مدير مصنع أسمنت العربية) هو الممثل من قبل هيئة المواصفات السعودية للتأكد من سلامة إنتاج الأسمنت السعودي ومطابقته لأفضل المواصفات العالمية. وحول وضع سوق الأسمنت في الوقت الراهن أوضح أن أزمة الطلب يكاد أن يكون جزء كبير منها مفتعلا وسببه دخول السماسرة إلى السوق والتأثير على حركة مناولة إنتاج المصانع إلى الموزعين، وقال على سبيل المثال فإن (أسمنت العربية) ملتزمة بالبيع بالأسعار المتعارف عليها للموزعين الذين حددتهم وزارة التجارة والصناعة في كل من جدةومكة والطائف ورابغ وتقوم بالوفاء بالتزاماتها خلال الأربع والعشرين ساعة ويهمنا بالدرجة الأولى وصول المنتج إلى المواطن بالسعر المناسب، وقد تلقت الشركة شكر الوزارة على انتظام عملية تزويد الموزعين باحتياجاتهم من الأسمنت المكيس. وأوضح السحيمي أن الوزارة حددت سعر البيع من قبل الموزعين ب 14ريالا ولكن لا يزال هناك من يبيع بأسعار تتراوح ما بين 17و20ريالا للكيس وأيضاً بسبب ارتفاع أسعار النقل والمناولة في الموانئ فإن الكميات التي تم استيرادها تباع بأسعار مقاربة للتي تم الإشارة إليها. وأفاد بأن شركة (الأسمنت العربية) كانت تطلب في بداية الأزمة من بعض شركات الأسمنت الدخول إلى أسواق المنطقة الغربية لتغطية النقص في العرض وأصبحنا نشاهد في الوقت الراهن سيارات غالبية شركات الأسمنت تسوق إنتاجها في مدن المنطقة الغربية . وأضاف بأن 70٪ من إنتاج (أسمنت العربية) هو أسمنت سائب يباع لشركات الخرسانة الكبرى والمتوسطة التي تنفذ مشاريع عملاقة مثل مشروع قلعة اجياد في مكةالمكرمة ومشاريع الصرف الصحي والكباري في المشاعر المقدسة وليس هناك أية مشاكل نحو تزويد هذه الشركات بالأسمنت السائب و30٪ من إنتاجنا هو أسمنت مكيس يتم توزيعه عن طريق الموزعين المعتمدين من قبل وزارة التجارة والصناعة. وشرح أبعاد أزمة الطلب بقوله: كنا نتوقع حدوث زيادة خلال العام الجاري بكميات تقدر بين مليون ومليوني طن عن حجم الطلب في العام الماضي الذي بلغ حوالي 24مليون طن وكان بالإمكان تغطية هذه الزيادة ولكن ظهور مشاريع عقارية جديدة لم تكن على أجندة الطلب لدى شركات الأسمنت أدى إلى حدوث أزمة في الطلب، وعلى سبيل المثال فإن الفترة بين العشرين من ذي القعدة والعشرين من ذي الحجة كانت فترة توقف إجبارية للأسمنت العربية تم استغلالها في إجراء عمليات الصيانة وبعد انتهاء موسم الحج وجدنا أنفسنا مطالبين لمواجهة الطلب المتزايد وضاعفنا إنتاجنا حتى 25٪. وتطرق إلى مشروع التوسعة الذي تنفذه شركة الأسمنت العربية، بقوله ان سبب التأخر في تنفيذ هذه التوسعة يعود إلى ارتفاع أسعار الحديد العالمية التي زادت ضعف ما كانت عليه.. وأشار إلى أن هذه الزيادة سترفع إنتاج الشركة من 8400 طن يومياً إلى 11400طن يومياً. وتوقع المدير العام لشركة (الأسمنت العربية) انتهاء الأزمة الحالية للأسمنت مع اقتراب انتهاء توسعة مصنعين مع نهاية العام الجاري أو بداية العام القادم. وقال ان التوسعات التي تنفذها غالبية شركات الأسمنت من المتوقع أن تبدأ إنتاجها في غضون عام أو عامين وهو الأمر الذي يوفر مؤشرات كافية لتغطية حجم الطلب المتوقع على الأسمنت خلال الأعوام القادمة بإذن الله مع احتمال وجود فائض كبير قد يضطر غالبية الشركات في حينها إلى تصديره للخارج.