يقدم بحث جديد وعداً للمصابين بالصرع بتوفير أسلوب أكثر أهمية وصوناً للكرامة لوقف النوبات الطويلة حتى لا ينتظروا وقتاً طويلاً لكي تزول النوبة أو يتم نقلهم إلى غرف الطوارئ في المستشفيات. وقد وجدت دراسة وهي الأكبر من نوعها حتى الآن لمقارنة طرق المعالجة أن الأسلوب الجديد الذي ينطوي على بخ مادة مسكنة في الفم بين اللثة والخد له ضعف فعالية طريقة المعالجة التقليدية التي يحقن فيها الدواء في الشرج. وقال الخبراء ان استنتاجات العلماء التي نشرت في مجلة لانسيت جفَكمُّ الطبية البريطانية تشكل خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال معالجة المصابين بالصرع. وقال الدكتور غريغوري باركلي رئيس الهيئة الاستثمارية المهنية لمؤسسة الصرع في الولاياتالمتحدة ان هذه الدراسة طاولت نوبات صرع استثنائية، «إلا أنني أعتقد أن الدواء سوف يستعمل على نطاق أوسع بكثير. وإذا كان رخيصاً واستعماله أسهل فإن معظم المرضى سيودون توفر دواء من هذا النوع في الصيدليات للحالات الطارئة من قبيل الضمانة». ثمة حوالي 40 مليون شخص في العالم يعانون من الصرع الذي يجعل المصابين عرضة للصرع الذي ينجم عن اضطراب كهربائي قصير في الدماغ. وتتراوح حدة النوبات من قصيرة لاتكاد تحسن من اضطراب الحواس إلى التشنجات والتقلبات الشديدة». وتدار الإصابات بالدرجة الأولى بالأدوية ومعظم المصابين يتخلصون من النوبات إذا استعملوا الأدوية الصحيحة، إلا أن النوبات تستمر عند حوالي 20 في المائة من المرضى رغم الأدوية. وفي غالبية الحالات تخف النوبات في غضون دقيقة أو دقيقتين، إلا أنها قد تستمر مدة أطول مما يعرض المصابين للتلف الدماغي أو حتى الموت. وتستعمل أدوية مهدئة مثل الفاليوم عادة لمنع حدوث مثل هذه النوبات. وفي غرفة الطوارئ تعطى الأدوية كمصل بالوريد للبالغين، ولكن عند الأطفال تعطى الأدوية- ديازيبام- كحقنة شرجية. وهذه طريقة متبعة منذ عشرات السنين. كذلك كان للمرضى والمسؤولين عن العناية بهم خيار استعمال المعالجة الشرجية في المنزل كمداخلة طارئة. وهذا الخيار ليس مرغوباً كثيراً عند المراهقين والبالغين، إلا أن الأهل يمارسونها إذا تعرض أطفالهم لنوبات حادة لاتستكين في غضون خمس دقائق. وهناك أيضاً أقراص إلا أن مفعولها يبدأ بعد نصف ساعة من أخذها لأن الجسم يمتصها عن طريق الجهاز الهضمي وبعض المرضى لايستطيعون الابتلاع خلال النوبات التشنجية. في الدراسة قارن أطباء في عدة مستشفيات في إنكلترا الأدوية الشرجية والفموية في 219 نوبة صرع عند 117 طفلاً نقلوا إلى غرفة الطوارئ لإصابتهم بنوبات طويلة. ولم تكن كافة النوبات ناجمة عن الصرع بل كان بعضها ناجماً عن الحمى. وقيم الأطباء نجاح كل طريقة في وقف النوبات في غضون عشر دقائق وإبقاء حالة الخلو من النوبة لمدة ساعة واحدة على الأقل. وفي المعالجة عن طريق الفم التي استعمل فيها الدواء المهدئ ميدازولام السائل، كان النجاح ضعف ماتحقق عن طريق المعالجة الشرجية والتي استعمل فيها الديازيبام السائل أو الفاليوم. وللدواءين اللذين ينتميان إلى نفس عائلة المهدئات، نفس المفعول. ونجحت المعالجة الفموية في 61 من أصل 109 حالات، أو 57 في المائة فيما نجح الحقن الشرجي في 30 من 110 حالات، أي 27 في المائة. واكتشفت الدراسة أن المعالجة الفموية تعطي مفعولاً بصورة أسرع ولمدة أطول. وأشار الدكتور جون دنكان المدير الطبي للجمعية الوطنية للصرع ورئيس دائرة خدمات الصرع في المستشفى الوطني للأمراض العصبية وجراحة الأعصاب في لندن، إلى أن العلاج عن طريق الفم بدأ يلقى إقبالاً في أوروبا بعد ان أظهرت دراسات سابقة أنه على الأقل بنفس فعالية المعالجة الشرجية. إلا أنه لايستعمل على النطاق الذي ينبغي أن يستعمل نظراً إلى أن دواء ميدازولام مرخص فقط للإعطاء في الوريد وليس بالفم. وثمة دراسات قيد الإجراء في أوروبا لتجربة دواء للبخ عن طريق الأنف يعتقد بعض الخبراء أنه قد يكون خياراً أفضل من الخيارين السابقين.