شبكات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين فهي نعمة ونقمة! نعمة من حيث تواصل الأقارب مع بعضهم البعض. فمنها بدأنا نتعرف على أحوال من لم نشاهدهم لسنوات طويلة بل وقد نتعرف على جيل جديد من أسرنا الممتدة لم نسمع حتى بخبر ولادتهم! ولكن المشكلة الكبيرة هي أنها قد تبعد بالذات المراهقين عن أسرتهم الصغيرة وبالتالي يعيشون معهاً جسداً فقط! وتنعدم صلتهم العاطفية وتنقطع علاقتهم بأقرب الناس لهم وهذه مشكلة كبيرة لا يستهان بها!! فحين يكون التواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء نعمة يصبح التواصل مع الوالدين ضعيفا جداً داخل البيت! كنا في السابق نجلس معاً نأكل معا.. نضحك معاً، كان تواصلنا داخل البيت وثيقا وجميلا كانت بيننا حميمية وحب وحوار. جاء التلفزيون وقلل الحوار وثرنا وغضبنا وطلبنا إقفال التلفزيون لو ساعة في اليوم لتجتمع الأسرة! ثم جاءت الوظائف بمواعيدها المختلفة وكذلك الدراسة وبدأ أفراد الأسرة يعودون في أوقات مختلفة للبيت وبالتالي فقدنا اجتماع الأسرة على مائدة الغداء ودعونا إلى تناول الغداء كأسرة لو يوم الجمعة! والآن الإخطبوط الأكبر حتى لو تحكمنا في التلفزيون وجلسنا معاً على مائدة الغداء من يضمن أننا سنطفئ جوالاتنا!! الحقيقة أن سؤالا ما دور وسائل الاتصال الحديثة في تحقيق المزيد من التواصل بين الأسرة والأصدقاء، قد لا تكون إجابته سهلة ففي الوقت الذي قد يعرف المراهق أو المراهقة ما يجري في حياة قريب له أو صديق فإنه قد لا يعرف ما يدور من أحداث داخل بيته الذي يعيش فيه!! وهذا يضع عبئا أكبر على الوالدين اليوم من حيث دورهما في لم شمل الأسرة وجذب المراهقين بالذات للعيش داخل بيوتهم قبل العيش في بيوت الآخرين ومعرفة شؤونهم. وفي النهاية ألا تتفقون معي في أن التلفزيون أرحم من هذه الشبكات!!