الرِّعْيان؛ تنطق بكسر الراء المشددة (عامية) أو الرُّعْيان بالضم (فصيحة), جمع كلمة الرّاعي. ويُقصد الشخص الذي يخرج بالماشية في البرّيّة لترعى الأعشاب ويقوم أثناء ذلك بحراستها. وملهي الرعيان وملاعبة الرعيان (اسمان) دارجان (شعبيان) في عدة مناطق من المملكة لنوعين من الطيور أحدهما مهاجر والآخر محلي, لكن الاسمين يسريان مسرى المثل الشعبي. وثمة من يخلط بين دلالتيهما. وعلى أيّة حال فملهي الرعيان, أو كما يصفه البعض ب (مسهي الرعيان) نوع من الطيور المهاجرة ينتمي إلى ما يعرف بفصيلة السُّبديات ومفردها السُّبَد, ويمكن مشاهدته في الحقول الزراعية والبراري خلال عبور الطيور المهاجرة سماء المملكة وأرضها مرتين من كل عام, الأولى خلال أواخر يوليو وشهري أغسطس وسبتمبر وأوائل شهر أكتوبر والأخرى خلال أواخر شهر مارس وشهري أبريل ومايو. وهو بحجم الحمامة ويطلق عليه في حاضرة نجد اسم (لِبّيْد السَّحَا), ويتميز بأنه ليلي المعيشة فيبقى في النهار على سطح الأرض خاملا لا يتحرك إلا إذا داهمه خطر فيطير لمسافة قصيرة ثم يحط فجأة وكأنه يسقط ويكرر تلك العملية كلما طارده أحد, لكن ليس من السهل مسكه باليد. وبسبب هذا السلوك كان الرعاة يطمعون في صيده فيلاحقونه وينسون مهمة حراسة الماشية ولهذا أطلق عليه (ملهي الرعيان), وإذا استخدم هذا كمثل عامي فهو يضرب لوصف شخص, أو للانشغال بأمر, لا فائدة تجنى من ورائه على حساب إهمال ما هو أهم. أما ملاعبة الرعيان فهو طائر محلي في المملكة, والاسم أو الكنية الدارجة الأكثر شهرة له (أم سالم), ويكنى أيضا في بوادي من نجد (أم صالح), قال الشاعر شقير بن عقيل العتيبي في سياق وصفه للأرض البرية التي يرغب التوجه إليها بعيداً عن صخب المدينة: ما فيها غير الطيور تصج وتلالي مع شقة النور والأصوات مسحوبة فيها أم صالح تجر الصوت موالي تطلع وتنزل تقول بسلك مجذوبة لا حصل فيها شبة نار ودلالي هذيك غاية مناي وكل مطلوبه وفي مصادر التراث العربي يعرف الطائر باسم المُكَّاء, وأصلها من مَكا يَمْكُو مَكْواً ومُكاء أي صَفَرَ بفِيه. والمكاء تعني الصفير. وهو من الطيور البرّيّة المحلية الصغيرة التي لا تألف التجمعات السكانية, وينتمي إلى فصيلة القبرات, ويعرف في المصادر المتخصصة باسم القُبَّرة الهدهدية. ولدى جنس الذكر من هذا الطائر سلوك يمارسه غالبا في فترة التزاوج خلال فصل الربيع إذا يصفر بنغمات متقطعة مع طيران عمودي لعدة أمتار ثم يهوي على الأرض بشكل رأسي إلى قبيل ملامسة سطحها, والغرض من ذلك جذب الإناث وتحذير الذكور الأخرى من الاقتراب من منطقة نفوذه التي تكون في حدود مسافة كيلومتر تقريبا. وهذا المشهد الجميل يغري البشر ومنهم الرعيان بالنظر إليه وتتبع تنقله في المكان فينشغلون عن الماشية التي يرعونها, ولهذا أُطلق على أم سالم أو أم صالح أو المكاء (ملاعبة الرعيان), وإذا استخدم هذا كمثل فإنه يضرب لمن يشغلك بالكلام المعسول عن أمر هام. ملاعبة الرعيان