لاشك أن قرار تحويل البريد السعودي من المديرية العامة للبريد إلى مؤسسة عامة، جاء بقرار - حكيم وموفق - من مجلس الوزراء في 29/3/1423ه الهدف منه تطوير الخدمات البريدية لتواكب النهضة التنموية المتسارعة التي تعيشها بلدنا - ولله الحمد -، إلا أننا وبعد مضي أكثر من عشر سنوات على هذا القرار لم نلمس التطور الحقيقي كما يجب أن يكون في هذه المدة الطويلة ويكون على مستوى الحدث في التغيير، ليواكب التحولات التنموية التي تعيشها المملكة العربية السعودية حالياً. إنه وبالرغم من هذا العمر الذي عاشته (مؤسسة البريد السعودي) إلا أن إنجازاته لاتزال أقل من المأمول - ومن وجهة نظري - أن التطور في البريد السعودي لازال يخطو بخطوات السلحفاة نحو التطور، نعم هناك تطور ولكنه بطيء جدا ولم يصل للمطلوب وكمال الرضا، بسبب بعض السلبيات البسيطة التي يمكن معالجتها، وقد يكتشفها العميل في تعاملاته مع البريد، وكان بالإمكان أن يشركه البريد في عملية التطوير من خلال صناديق للاقتراحات والشكاوى تنشر في كافة أرجاء مبان البريد لتلقي الاقتراحات والشكاوى، وخصوصا المقر الرئيسي وسط الرياض، وطرح استبانات، وتوزيعها بشكل متكرر بواسطة صناديق العملاء أو عبر وسائل الإعلام المختلفة لتلمس احتياجات عملاءه وإشراكهم في عملية التطوير وتسريعها فهم من أهم المستهدفين لخدمات البريد. ولقد شد انتباهي أنا عند زيارتي لمقر البريد السعودي بالرياض لإرسال رسالة لخارج المملكة، أنه وبالرغم من بعض القفزات التطويرية التي حققها البريد السعودي، إلا أنه لم يستطع التغلب على بعض الجوانب السلبية التي تعيق تطوره في ظل الدعم غير المحدود من الدولة خصوصا وأنه تحول إلى مؤسسة ربحية وقد لخصت ملاحظاتي في عدة نقاط من أهمها: الأولى: عدم وجود مترجم في نوافذ الاستقبال، وأنا هنا أتحدث عن المقر الرئيسي لمبنى البريد الرئيسي وسط الرياض، ووجود المترجم في مقر البريد لبلد مثل المملكة تضم العديد من الجنسيات يتوجب على البريد إيجاد مترجمين باللغة الإنجليزية واللغات الآسيوية، وقد رأيت بعض العمالة يرغبون إرسال رسائلهم لدولهم، ولا يستطيعون لأن الموظف طلب منهم ترجمة العنوان باللغة الإنجليزية، وهذه الخدمة من المفترض أن يوفرها البريد السعودي طالما أنه مستفيد ماديا من العميل ويستحصل المبالغ المجزية لإرسال الرسائل. النقطة الأخرى: أن العميل يفاجأ بعدم وجود شبكة لسحب تكلفة إرسال الرسائل، ويطلب منه الموظف الدفع نقدا، أو أن يتوجه لأقرب صراف (لا جود لصراف آلي داخل مقرات البريد). وهاتان النقطتان لاحظتها فقط لأول تعامل، وقد غاب عني الكثير لأني لم استفد من خدمات البريد الأخرى ولكن قد يكون غيري قد عانى منها.