رجل أتى للحاضر والمستقبل.. ونادر في زعامات هذا العصر من يقومون بمسؤوليات انفرادية التميز، لتطوير حاضر قائم وتوفير ضرورات أهمياته، وفي نفس الوقت فتح مسالك الوصول إلى احتياجات المستقبل اقتصاداً وعلوماً وتقارب قدرات وتفوق امتيازات لتكون طرق الوصول إلى المستقبل الأرقى واضحة في واقع الحاضر.. وعندما أقول زعامات هذا العصر فإنني أجمع بين واجهات عالم ثالث متعثر في كثير من قدراته، وعالم علمي متقدم تسير زعاماته عبر مسالك نظّمت من قبل.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي هو رجل الحاضر والمستقبل، وهذه صفة بشواهد منجزاتها تفرض هذا الانطباع الواقعي عنه، فلم يكن رجل أحلام وأمنيات مثلما هو واقع تخدير ذهني في كثير من دول العالم الثالث حين تتعثر بمشاكل الحاضر فلا يكون للمستقبل أي صورة واقع فيما هو حلم أن يكون.. وإذا كنا عايشنا في عالمنا العربي وبامتداد لا يقل عن الستين عاماًً، وفي أكثر من عشر دول عربية كيف كانت الوعود في مغلف الأحلام هي ما يرسم خيال واقع غير موجود وتتعثر في أن تجد أي صورة لأي مستقبل.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مشاريع الحاضر الذي نعيشه - وعبر أعوام ليست بالطويلة إطلاقاً - استطاع أن يفرض تطورات واقع فرض وجوده بمقنعات العقل إلزاماً بإيقاف التخلف وركود الوعي وعزلة الابتعاد عن إيجابيات العالم الأول، وذلك بطرح حقائق لم تكن مجرد أقوال ووعود وإنما كانت إيجابيات تغيير منطقي ومتوفر الإمكانيات لكل ما تحتاجه الحياة الاجتماعية من تعدد مصادر دخل عبر تعدد مجالات التوظيف بدءاً بالمرأة كي تلحق بالرجل، وأيضاً البرهنة على توفر ميزانية البيت كمنطلق اجتماعي له روافد استفاداته مما توفره كثافة ميزانية الدولة وتحويلها الحاضر نحو تطوير تنوعات التعليم وتعدد قدرات الاقتصاد وإيجابيات تكاثر التبادلات المصلحية مع دول لها قدرة التعامل في العالم المتقدم وليس قسوة الانتظار للمساعدات في معظم دول العالم الثالث.. إن الملك عبدالله هو صاحب انفراد تاريخي بجزالة ما يقدمه من مشاريع تطوير، ومن ناحية بتنوع ما يشمله هذا التطوير، وهو أمر مستحيل التواجد في دول العالم الثالث، وفيما يخص دول العالم الأول نجده يعني أمراً آخر تمت مباشرة تنفيذه قبل عدد ليس بالقليل من رؤساء سابقين في أوروبا أو أمريكا أو اليابان.. إن الملك عبدالله بطل تعدد الأدوار وبطل جزالة مبررات الدخول في وجاهة التاريخ.. إن المقارنة البسيطة.. السهلة.. هي كذلك بسبب احتوائها لكثير من البراهين والدلائل تقف بنا عند تلاحق مشروعين مهمين للغاية، وفي منتهى جزالة التكاليف، لكن الأمر عنده أن القدرات المادية لا تؤدي دورها ما لم يتوفر ذلك في مشاريع بجزالتها هي الأولى من نوعها.. تطوير الحرم المكي قبل زمن قصير.. ثم تأتي المفاجآت العظيمة بامتداد مسؤولية تطوير وجزالة الحضور المادي بما سيكون عليه حرم المدينة من جزالة استيعاب للمتعبدين حيث سيمتد الاستيعاب إلى ما لا يقل عن المليونين..