«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لافتات عربية بأنامل آسيوية تشوه جماليات اللغة
لغة الضاد تشكو من ظالميها
نشر في الرياض يوم 28 - 09 - 2013

يلوى عنق اللغة العربية كل يوم في اللافتات المختلفة في الشوارع والساحات والميادين وهي ظاهرة تشد الانتباه، رغم القرارات التي تتخذها المؤسسات الحكومية والبلديات والجمعيات المهتمة بلغة الضاد، فاللغة العربية ضحية لا حول لها ولا قوة بسبب تسخير عمالة آسيوية لإعداد هذه اللوحات دون رقابة تذكر في بعض الأحيان مما خلف العديد من المهازل اللغوية التي من شأنها أن تثير السخرية أحيانا، ومن الطرائف أن العديد من اللوحات الإرشادية تثير سخرية البعض إذا تعمقنا في معانيها من ذلك مثلا الإشارة التي تقول: ممر خاص بالحوامل (الرجال) أو الأخطاء المثيرة للانتباه على غرار (عمال يشتعلون) والمقصود عمال يشتغلون، فيكفي أن تغير نقطة واحدة من السياق جملة وتفصيلا، فتعصف بالمعنى المراد لتحوله إلى معنى آخر مختلف تماما عن المقصود مثل (المفروسات) والمقصود المفروشات، أو(الندي) والمقصود المندي، وممنوع الدفول.. والمقصود ممنوع الدخول.. وما إلى ذلك مما تضيق به هذه المساحة... "الرياض" حققت في الأمر وتحدثت إلى العديد من الذين لهم صلة بهذا الموضوع فكان التقريرالتالي:
د. جمال يوسف الزرعوني
د. جمال الزرعوني: إنهم يلوون عنق اللغة العربية في عقر دارها
أصل اللغة العربية
اللغة العربية هي أكثر اللغات تحدثا ضمن مجموعة اللغات السامية وهي امها، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 500 مليون نسمة، كما يتكلمها البعض في بعض البلدان المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا و(إسرائيل)..
اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة إذ هي لغة القرآن، ولغة اهل الجنة وهي لغة الدنيا والآخرة ولا تتم الصلاة (وبعض العبادات الأخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها العربية الفصحى، وهي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، وأثّر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كما أنها تُدرَّس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.
خطاط آسيوي يرسم بالخطأ
أمر مخجل ومهين
يعتبر تمثيل اللغة العربية والأسماء العربية في اللافتات التي توضع في الشوارع سواء بالمؤسسات العامة أو الخاصة مخجلا في بعض الأحيان باعتبار التداخل الحاصل بين اللغات المختلفة مع اللغة العربية سواء من خلال الترجمة الحرفية من اللغة الأجنبية أو من خلال اللافتات التي تلفت النظر بأخطائها اللغوية.
الأسماء العربية واللغة العربية تعاني من أخطاء إملائية يندى لها الجبين، كما تفتقر اللغة العربية إلى حضور لائق في الفضاء الجغرافي مقارنة باللغات الأجنبية وإدراج عناوين الماركات العالمية.
(إسرائيل) وتخريب اللغة
المشهد اللغوي في لافتات الشوارع والطرقات والبلدات في الدول المتحضرة ليس بالأمر العرضي إنما يحمل مدلولاً رمزيًا وهو جزء من التفاعل الثقافي والسياسي. في إسرائيل مثلا تجسد لغة اللافتات العلاقات غير المتكافئة في الحيز الجغرافي العام بين الأغلبية اليهودية والأقلية العربية التي تقطن في هذه الدولة، فلقد تبين من دراسة شاملة أجراها أحد الإعلاميين العرب توصل من خلالها إلى أن تمثيل اللغة العربية والأسماء العربية في اللافتات التي تضعها أجهزة المؤسسة الحاكمة في الشوارع العامة الموصلة بين البلدات مخجل ومثيرة للسخرية إذ تعاني الأسماء العربية واللغة العربية من أخطاء إملائية يندى لها الجبين، كذلك تفتقر العربية إلى حضور لائق في الفضاء الجغرافي، مقارنة بالتمثيل البارز للأسماء العبرية، إضافة إلى ذلك فان مكانة الأسماء العربية في اللافتات تقبع تحت الأسماء العبرية حتى عندما يدور الحديث عن لافتات منصوبة في مداخل البلدات العربية، هذا الواقع هو ناتج عن سياسة رسمية يتم إملاؤها من "أعلى" إلى "أسفل". وبحسب اللافتات التي تم إضافتها مؤخرا إلى الشوارع الجديدة والى الطرقات التي تشهد تطويرا وتوسّعا، فإن تمثيل الأسماء العربية في هذا المضمار يسير من سيىء إلى أسوأ، فاللغة العبرية فوق اللغة العربية، كما أن الأخطاء اللغوية لا تحصى ولا تعد.
المملكة العربية السعودية.. الاستثناء
يرجع العديد من المهتمين بشأن اللغة العربية الأمر إلى مدى اهتمام مؤسسات الدولة في كل بلد بهذا الأمر، وتعتبر المملكة العربية السعودية من الدول التي لا تسمح للخطاطين بالعمل في هذا الإطار دون إجراء اختبار ناجح في اللغة العربية، وهذا ما جنب لافتات وشوارع المملكة العديد من الأخطاء المنتشرة في الكثير من البلدان العربية..
واستمرارا لجهود المملكة العربية السعودية في عنايتها باللغة العربية جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بإنشاء مركز يعنى باللغة العربية في جميع أنحاء العالم، ولهذا المركز أهداف تتواءم مع عالمية المركز ورؤيته وهي المحافظة على سلامة اللغة العربية وإيجاد البيئة الملائمة لتطويرها وترسيخها والإسهام في دعمها وتعلمها ووضع المصطلحات العلمية واللغوية والأدبية والعمل على توحيدها ونشرها وتقديم الخدمات ذات العلاقة باللغة العربية للأفراد والمؤسسات والهيئات الحكومية.
دبي ومسميات الشركات
وأسماء اللافتات
يقول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "اللغة أداة الفكر، وهي وعاء الثقافة، وهي المعبرة عن قيمنا وأصالتنا وجذورنا العربية والإسلامية، ولا بد لأبنائنا أن يرتبطوا بثقافتهم ومجتمعهم وقيمهم" ويأتي ذلك مبادرة سموه في حماية اللغة العربية مؤكدا أن اللغة العربية هي لغة حية غنية نابضة بالحياة بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من ألفي عام وتتميز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل والمساهمة في الحفاظ على اللغة هي قيمة إسلامية وفريضة وطنية وهي ترسيخ لهويتنا وجذورنا.
كما أطلق المجلس الاستشاري للغة العربية في اجتماعه بدبي ورشات نقاشية مع الدوائر الاقتصادية بالدولة حول مسميات الشركات وأسماء لافتات المحال التجارية وتطرق الاجتماع إلى أهمية مراجعة لافتات المحال التجارية التي يشوبها الكثير من الأخطاء في كتابة الحرف العربي، بل وفي أسمائها العربية وكتابة أسماء غربية بالحرف العربي ينتج عنها جميعها إساءة للغة.
وأوصى بضرورة إعداد حملة إعلامية لنشر مرتكزات ميثاق اللغة العربية لدعوة أفراد المجتمع للاحتفاء باللغة العربية وإبراز مكانتها ومناقشة واقتراح المشاريع والدراسات الخاصة بتعزيز ورعاية جهود الحفاظ على اللغة العربية على مستوى الدولة.
اللوحات الإرشادية
والتجارية الخاطئة
أصبحت الأخطاء اللغوية في اللوحات التجارية والارشادية تشهد تزايدا ملحوظا مع زيادة الطلب المرتفع على مثل هذه الخدمة من قبل المحلات والمؤسسات التجارية وشركات المقاولات التي تنفذ مشروعات في جميع المناطق والتي يتطلب الحصول على تراخيص عمل لهذه المشاريع تنفيذ لوحات تعريفية بها الى جانب اللوحات الارشادية وكتيبات الدعاية التي توزعها المجمعات والمحلات التجارية التي تحمل في طياتها الكثير من الاخطاء اللغوية الواضحة.
وحمّل مختصون في هذا المجال المحلات التي تقوم بتشغيل عمالة غير عربية ولا تعرف التعامل مع اللغة مسؤولية الأخطاء التي تقع في هذا المجال نظرا لأن المهنة تتطلب أن يكون القائمون عليها أصحاب خبرة ودراية بمراحل الطباعة وبالكلام الذي تتم طباعته بأسلوب احترافي مع متابعة مراحل العمل حتى نهايتها.
أشكال عشوائية
"الرياض" التقت عددا من الخطاطين الذين أشاروا إلى أهمية التأكد من المعلومات المكتوبة في اللوحات ومتابعة طباعتها حتى المراحل النهائية لتخرج خالية من الأخطاء التي تقع نتيجة عدم المتابعة المستمرة لمراحل الطباعة ونوهوا بانهم يقومون بطباعة اللوحات حسب الطلب وفي حال استعصت عليهم بعض الكلمات العربية ومعانيها فانهم يسألون عنها بعض أصدقائهم العاملين في نفس المجال، وقال لنا خطاط آسيوي (بابا انا مافيه معلوم عربي.. أنا يشوف أنا يكتب)!!
من جهته قال محمد نور صاحب محلات بدبي أنه قام بطباعة لوحة لأحد محلاته وقد راجع اللوحة أكثر من مرة قبل الطباعة لكن بعد أن تم الانتهاء منها بشكل نهائي لاحظ بعد تركيبها اختلافا في الأحرف ولم تكن كما طلبها ما جعله يتأخر في تركيبها حتى تم تلافي جميع الاخطاء مشيرا الى أنه دخل في خلاف مع صاحب المحل وكان من جنسية آسيوية ولا يفقه في اللغة العربية ولو كلمة واحدة.وأضاف نور أن الأخطاء الإملائية لا تقتصر على اللافتات التجارية فقط بل أن هناك أخطاء كثيرة تقع في الكثير من البطاقات الإعلانية التي توزع على المنازل وفي المولات التجارية حيث يجد القارئ فيها أخطاء إملائية عديدة تؤكد أن من قاموا بها يستهترون باللغة العربية ولا يولونها اهتماما كبيرا.
شروط ولوائح
وللتعليق على هذه الظاهرة التي تنتشر في العديد من الشوارع العامة وعلى المحلات والمكاتب التجارية قال مصدر مسؤول في بلدية الشارقة بدولة الإمارات ان هناك شروطا ومواصفات محددة لجميع اللوحات سواء كانت تجارية أو اعلانية أو تلك التي توضع أمام المحلات وعلى الطرقات العامة ولا يتم السماح لأي محل بتنفيذ هذه اللوحات الا بعد الالتزام بالشروط المسبقة منوها بان هناك بعض المخالفات تتم ازالتها من مواقعها فور العلم بها أو لا يقع تجديد رخصة المحل إلا عند إصلاحها.
وأضاف أنه يتم بشكل دائم التنبيه على أصحاب المحال التجارية بضرورة التقيد بالشروط واللوائح التي وضعتها البلدية وخاصة التصاميم التي وضعت للإعلانات والتقيد بكتابتها خالية من الأخطاء الإملائية وعدم تضمينها أي أخطاء تتنافى مع العادات والتقاليد منوها إلى أنه في حال وقوع مخالفة لتلك اللوائح والقوانين فانه يتم التعامل معها وفق الاجراءات المتبعة والمنظمة لهذا الامر.
مؤكدا أنه يتم اخطار الخطاطين في مختلف مناطق الدولة للالتزام بالتعليمات وكتابة اللوحات الإعلانية بصورة صحيحة بعيدا عن الأخطاء اللغوية وبما يتماشى مع الاسماء المصرح بها من قبل البلدية.
ملاحظة وتغريدة ورد مباشر
امتدح إمام الحرم المكي سابقاً الشيخ عادل الكلباني مطار دبي، وأشار إلى أنه مطار فخم وأنيق وعملي، ولكنه اكتشف بعض الأخطاء النحوية والإملائية الفادحة في بعض لوحاته الإرشادية هو ما يشوه هذا الجمال. وأضاف الكلباني في تغريدة عبر حسابه الشخصي بتويتر قائلاً: مطار دبي جميل أنيق فخم وعملي يشوهه اللحن الفاحش في لغة العرب مثل (مصاعد القادمون) والصحيح (القادمين) حاملي والصحيح حاملو. وعلى صعيد متصل قامت شركة مطارات دبي المسؤولة عن إدارة المطار، بالرد سريعاً على تغريدة الكلباني عبر حسابها الرسمي حيث قالت: شكراً لك وسوف يتم تحويل الملاحظة للقسم المختص.
أخطاء فاضحة فما
رأي المختصين؟
تتفاجأ بكثير من اللوحات المعلقة في الشوارع بكلمات فاضحة الأخطاء، لا تكاد تراعي شيئاً من القواعد الإملائية أو النحوية، فضلاً عن اللجوء إلى الكتابة باللهجة العامية، ويعمد البعض أحيانا إلى الإثارة لجلب الانتباه، من ذلك أن أحد أصحاب المطاعم في دولة عربية ذهب به الأمر إلى كتابة مطلع أغنية معروفة (مع بعض التحوير) على واجهة محله، يقول فيها: ما خطرشي على بالك يوم تفطر عندي "!!
وآخر كتب "ممنوع الدفول.. يعني ممنوع الدخول.. بينما وجدت لافتة مقروشاق بدلا من مفروشات.. وهكذا دواليك.." وتصدمنا بعض اللوحات التي تكتب باللغتين العربية والإنجليزية، فترى العربية ركيكة العبارة، مهلهة التركيب، مليئة بالأخطاء اللغوية والإملائية والتشويه، بينما الإنجليزية دونت بعد مراجعة وتمحيص، وفحص وتدقيق.
ويعزو الدكتور جمال يوسف الزرعوني رئيس مجلس إدارة جمعية حماية اللغة العربية بالشارقة انتشار هذه الأخطاء إلى أسباب مختلفة أولها عدم مراقبة الخطاطين الذين يكونون عادة من جنسيات آسيوية ولا علاقة لهم باللغة العربية، فيتعاملون مع اللغة كصورة، وهو ما يتسبب عادة في كوارث في حق اللغة العربية، وأضاف الزرعوني في حديثه ل "الرياض": أن كثيراً من كتّاب هذه اللافتات من الخطاطين أو العاملين في محلات الدعاية والإعلان تنقصهم المهارات اللغوية اللازمة، مضيفاً كون بعض هؤلاء الخطاطين ليسوا عرباً، فتشوهت اللغة على أيديهم.وبخصوص الصفة الرقابية للجمعية أكد رئيس جمعية حماية اللغة العربية أن المواطنين كثيرا ما يرسلون لنا ملاحظاتهم، فننقلها إلى الدوائر المختصة التي تشير إلى أصحاب الأخطاء في اللافتات الخارجية بتغييرها فورا، والجهود الفردية في هذا المجال جنبت اللغة العربية العديد من الكوارث المرتكبة في حقها.ومن أهم الأخطاء التي يتذكرها الزرعوني في هذا المجال، أن حضانة كتب على واجهتها "حضانة الوجة السعيد" والأصح "حضانة الوجه السعيد " و"مطعم عالفحم " والاصح "على الفحم، و"ورشة التفائل" والأصح "التفاؤل" وأخطاء أخرى للأسف الشديد ترد في لافتات حكومية نبهنا إليها عدد من المهتمين باللغة العربية من خلال تصويرها وإرسالها لنا بغية الإشارة إلى الجهات المسؤولة بمراجعتها.
وخلص الدكتور الزرعوني إلى القول: إن لوي عنق اللغة العربية في الشوارع واللافتات يمثل خطرا محدقا على لغتنا العربية التي تعاني للأسف الشديد في بعض المواضع عدم اهتمام، لكن دعوتي تتمثل في إجراء اختبارات في اللغة العربية لكل الخطاطين في الدولة على غرار ما هو حاصل في المملكة العربية السعودية التي لديها تعليمات واضحة وصارمة وصريحة في هذا المجال.
القرارات تمنع
ويستنكر المهتمون باللغة العربية التوجه الدعائي الآخر المتمثل في استخدام الإنجليزية، واصفاً إياه بأنه أخطر وأنكى من الخطأ في العربية، وبأن انتشاره الكثيف يدفع الإنسان إلى الشعور بغربة (اللسان) في بلده، مع أن ثمة جهات حكومية تحظر استعمال الكلمات الأجنبية في أسماء المحلات التجارية، وهذه الظاهرة عائدة إلى التعلق بما هو أجنبي بغض النظر عن صلاحيته وجودته، كما أن الترجمة الحرفية من الانجليزية إلى العربية من شأنها أن تدخل العديد من الكلمات الدخيلة على لغتنا العربية.
ويقول الدكتور عبدالمجيد الويس استاذ النحو والصرف بجامعة الطائف ل "الرياض": لاشك إن اللغة العربية تتعرض لإهمال من جهات عدة، وعدم الرقابة والمتابعة لفوضى الأسماء التي تتعلق على واجهات المحلات التجارية، فهي إما إنها اجنبية صرفة أو مشوهة وأما إنها عربية مستهجنة ممسوخة ملفقة يسيء للذوق العام واللغة بشكل خاص، ويضيف الويس قائلا: لذلك فإنني استغل هذه الفرصة من هذا المنبر لأتقدم لكم ولصحيفتكم على هذه اللفتة الذكية وأطالب بتفعيل مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" ودعم هذا المشروع الوطني وتأسيس حملة إعلامية كبيرة مدعومة للحد من ظاهرة الأسماء والأخطاء الشائعة التي تشوه سمعة البلد وتؤثر على سلامة اللغة العربية وازالة مثل هذة الشوائب والأخطاء المكررة والمستمرة واستبدالها بما يتناسب مع حجم ودور وأهمية البلد ومكانة لغتنا العربية الأصيلة.
وتقول رئيس قسم اللغة العربية باحدى مدارس الإمارات ع ش: هذا التصرف والسلوك يسيء للغة العربية ويشوه صورتها امام ابنائها وخصوصا الأطفال، ويرسخ بأذهانهم هذه المعلومة الخاطئة ويعتقدون إنها صحيحة لأنهم رأوها على صحيفة أو لافتة أو منشور رسمي ويظنون انها صحيحة وهذه الطامة الكبرى، لابد أن الدول العربية ودولنا الخليجية التي هي معنية بالأمر أكثر من غيرها أن تحافظ على سلامة اللغة العربية بشدة وبقوة وحذر لأنها ترمز لهويتنا الوطنية والثقافية، لاسيما انها لغة القرآن ولغة الجنة ولابد لتربية النشء على اسس وقواعد عربية سليمة.
وأخيرا
لابد من توعية المجتمع، وتنمية الحس اللغوي لديه، وتعزيز مكانة العربية في أنفس الناس ووضع شروط إلزامية صارمة لمن يمنح رخصة لفتح محل وهو معرفته ومعرفة العاملين معه في المحل باللغة العربية، ويشتراط حصوله على شهادة تثبت الصحة اللغوية لأي لافتة يصدرها، ولا يضعها أو يعلنها امام الجمهور والمارة إلا بعد تدقيقها وتكون معتمدة من جهة علمية كجمعية حماية اللغة العربية، كما يلزم مراقبة جميع اللافتات، ومحاسبتها مالياً وقانونيا والمطالبة بتصحيحها فور الإبلاغ عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.