لقد مرت المملكة بمراحل ثابتة التطوير، مطمئنة للأسس التي قامت عليها الدولة الفتية، عارفة أين تضع خطواتها، وأي مستقبل تريد، فمنذ وضع المؤسس، عبقري الرؤية، الملك عبد العزيز آل سعود أسُسَ هذا الوطن، وسرعان ما ائتلفت أوصال شبه الجزيرة العربية، وتضامن أهلها مستبشرين كل الخير بالوحدة التي أرساها على العدل والخير، والمنهج الذي ارتضاه الله لنا " كتاب الله وسنة رسوله الكريم"، وكان الإخلاص والعمل لوجه الله أهم سماته - طيب الله ثراه – فأصبحت هذه الخصائص ميزة ناصعة للحكم في المملكة. ولا شك في أن التطور الذي شهدته المملكة، و"الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي " الذي عشناه ونعيشه في ظل هذا الحكم الميمون أكبر معول تقوم عليه الاستثمارات الكبرى، والمشاريع العملاقة، والاطمئنان الاجتماعي بتوالد فرص العمل على الدوام، ناهيك عن الفرص الكثيرة للمشروعات الصغيرة، والمشاريع التكميلية، وكل هذا جعل من المملكة وطنا جاذباً لرؤوس الأموال الأجنبية جنباً إلى جنب مع المحلية منها، بفضل ما انتهجه ملوكنا العظام، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله. ونحن نقطف ثمار هذا العطاء الآن، فقد حقق الاقتصاد السعودي المرتبة السابعة عالمياً من حيث وضع الاستثمار الدولي في عام 2011م، حيث بلغ صافي وضع الاستثمار الدولي للمملكة 2.19 تريليون ريال (583.7 مليار دولار)، تسبقه دول كبرى على الترتيب بدءا بالمركز الأول وهي اليابان والصين وألمانيا وسويسرا وهونجكونج ثم سنغافورة سادسا. كما تمكن الاقتصاد السعودي من تحسين أدائه مع الاقتصاد العالمي خلال الأعوام الأخيرة ليرتفع صافي وضع الاستثمار الدولي للمملكة من 1.81 تريليون ريال بنهاية عام 2010مإلى 2.19 تريليون ريال بنهاية عام 2011م، أي بنسبة نمو بلغت 20.1%، وتشير التوقعات بأن يحقق الاقتصاد السعودي نتائج أفضل مع نهاية 2013م، وتحتل المملكة المرتبة الأولى عربيا و 23 عالميا كأهم وأقوى مركز مالي وفقا للتصنيف الذي أصدره منتدى الاقتصاد العالمي كما تعتبر الأولى عالمياً من حيث الاستقرار المالي، بينما احتلت المرتبة 40 عالمياً فيما يتعلق بالخدمات المصرفية، وذلك يرجع إلى ثبات القوة الاقتصادية للبنوك، ونظام العملة السعودي وابتعاد اقتصادها عن أزمة الديون السيادية. بالإضافة إلى ذلك فقد احتلت المملكة المركز 17 عالميا من حيث تطور البيئة الاقتصادية، مرجعا أسباب ذلك إلى انخفاض تكلفة ممارسة الأعمال التجارية في المملكة، أما فيما يخص صندوق النقد الدولي فقد حلت السعودية في المرتبة الثامنة عالميا، ضمن قائمة الصندوق للدول العشر الأكثر نموا اقتصاديا في العالم لعام 2012م، وأن الاقتصادالسعودي سيظل مزدهرا، وما الإصلاحات المتعددة اقتصاديا، وتحفيز القطاع الخاص إلا ثمرة من هذه الثمار الدانية لرفعة الوطن. إن ما نعيشه اليوم لهو إعجاز قبل أن يكون إنجازا بكل المقاييس، نشكر الله ونحمده حمدا كثيرا، أن منحنا الرؤية الثاقبة بفضل رجال من الذهب بإرادة من الفولاذ، يصنعون المجد لوطننا بدأب وبإخلاص، واضعين على عاتقهم مصلحة الوطن والمواطن، صادقين في وعودهم، لذا نتقدم في هذا اليوم المبارك بأسمى آيات الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وأصحاب السمو والمعالي في حكومتنا الرشيدة، ولكل مخلص لهذا الوطن، متمنين المزيد من العطاء والرخاء لهذا الشعب الكريم. ولتسعد برجالك ياوطن. *رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية العمومية للسيارات