انتقل إلى رحمة مولاه مطلع هذا الأسبوع الشيخ حمد بن سليمان بن جبرين. رحل عن دنيانا الشيخ حمد رحمة الله وأسكنه فسيح جناته إلى مثواه الأخير بعد أن قدم أعمالاً جليلة لوطنه ومواطنيه لمدة امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً عامرة بالجهد وأعمال الخير. فقد عمل الفقيد في إمارة الباحة ومحافظاً لعفيف لمدة ثلاث سنوات ثم محافظاً للدوادمي طوال تسع سنوات وأخيراً محافظاً لحفر الباطن على مدى واحد وعشرين عاماً إلى أن تقاعد مؤخراً. ثلاثون عاماً من الوفاء والولاء لولاة الأمر امتناناً للتشريف، واستشعاراً بعظم التكليف فكان الفقيد أهلاً للثقة ومحل احترام الجميع، يرعى الذمم ويأمر بالمعروف ويتعامل بالمروءة والإحسان. إننا بهذه الكلمات لاننصب سرادق للبكاء فالصبر فضيلة نستعين به على مصائب الدهر ومغالبة أحزاننا. وحزننا ليس على أقدارهم وانما لما فاتنا منهم. والذاكرة لاتسقط الألم العظيم وعاطفة الكلمات أقل من أن تحتمل مايعتمل في النفوس. فهولاء رجال جاهدوا لكي يكون المستقبل أقل حرجاً وأكثر أمناً لنا وقد كان. فقد سادنا الوالد حمد بحلمه وصدقه وعلمه وشهامته وتواضعه لايفرق بين الناس صغيرهم وكبيرهم وعزاؤنا في أبنائه أنه ترك بيننا ذرية بعضها من بعض شجرة طيبة مباركة وهم حصاد ما زرع وجميل ماصنع ووصل لما انقطع، فلهم صادق المواساة وخالص العزاء. لقد عبر الكثيرون عن بالغ حزنهم وعميق ألمهم بوفاة الفقيد الراحل حتى ضاق بهم المكان على سعته. إننا في هذا المقام نتقدم بوافر الشكر والعرفان لمواساة ولاة الأمر ونتوجه بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام لمشاركتهم الكريمة في الصلاة على الفقيد. والله نسأل لفقيدنا الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا وأبناءه وأحباءه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.