عبر الرئيسان الاميركي باراك اوباما والايراني حسن روحاني أمس عن رغبتهما في اعطاء فرصة للدبلوماسية في الملف النووي لكن اللقاء المنتظر بينهما لم يحصل ما يدل على الارتياب الذي لا يزال قائما بين الطرفين. ومن على منصة الجمعية العامة للامم المتحدة قال اوباما ان روحاني الذي انتخب رئيسا لايران قبل فترة قصيرة تلقى "تفويضا لسلوك طريق اكثر اعتدالا" من سلوك سلفه محمود احمدي نجاد الذي عرف بمواقفه المتشددة جدا". وتابع الرئيس الاميركي "قد يبدو من الصعب جدا تجاوز العقبات الا انني مقتنع بانه لا بد من تجربة الطريق الدبلوماسية". وبعد ساعات ومن على المنصة نفسها تطرق روحاني ايضا الذي القى اول خطاب له على الساحة الدولية منذ انتخابه رئيسا لايران في 14 يونيو الى تطور محتمل في العلاقات بين البلدين. وقال "اذا تجنبت (الولاياتالمتحدة) تلبية المصالح القصيرة المدى لمجموعات الضغط المؤيدة للحرب، يمكننا ان نجد اطارا نعالج فيه خلافاتنا". واضاف ان "الجمهورية الاسلامية في ايران ستتحرك في شكل مسؤول في ما يتعلق بالامن الاقليمي والدولي"، منددا بقوة بالعقوبات المفروضة على بلاده. من جهته ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطاب الرئيس الايراني امام الجمعية العامة للامم المتحدة معتبرا انه "مراوغ ومليء بالخبث". وقال نتنياهو في بيان اصدره مكتبه في القدس "كما كان متوقعا، كان خطاب روحاني مراوغا ومليئا بالخبث". وتابع "ان روحاني تحدث عن حقوق الانسان في وقت تشارك القوات الايرانية على نطاق واسع في قتل مدنيين ابرياء في سورية". وقال ان الرئيس الايراني "تحدث عن برنامج نووي لاهداف سلمية في حين ان هذا البرنامج وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية له طابع عسكري". وفيما كانت التصريحات الاخيرة الصادرة عن مسؤولين من الولاياتالمتحدةوايران توحي بان لقاء سيعقد بين اوباما وروحاني على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، سرت شائعات الثلاثاء عن احتمال حصول مصافحة تاريخية بينهما.لكن هذه الامال خابت، وقال مسؤول في البيت الابيض رافضا كشف هويته "قلنا علنا، وايضا في الكواليس للايرانيين اننا منفتحون على فكرة مشاورات على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، مشاورات غير رسمية لا لقاء ثنائيا. وتبين ان هذا الامر بالغ التعقيد حاليا بالنسبة الى الايرانيين". وفي المقابل التقى الرئيس الايراني أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اول لقاء على هذا المستوى بين البلدين منذ 2005. من جهته طالب الرئيس الفرنسي ايران ب"افعال ملموسة" بشأن ملفها النووي، معربا عن الامل بقيام حوار "مباشر وصريح" مع طهران، وذلك قبل ان يلتقي روحاني. واستمر هذا الاجتماع اربعين دقيقة. وتحدث هولاند في ختامه عن "لقاء اول يستدعي لقاءات اخرى" فيما امل روحاني ب"مستقبل افضل" للعلاقة بين البلدين. من جهة أخرى، وصف الرئيس الايراني حسن روحاني المحرقة النازية بحق اليهود (الهولوكوست) بأنها "تستحق الاستنكار والادانة". وأوضح في معرض رده على سؤال لمحطة سي ان ان عما إذا كان يقر بحدوث "الهولوكوست"، أنه: "كما سبق وصرحت، فأنا لست مؤرخا.. وعندما يتعلق الأمر بالحديث عن أبعاد المحرقة، فإن المؤرخين هم من ينبغي أن يحكموا بذلك".وأضاف: "لكن إجمالا يمكنني أن اقول إن أي جريمة تحدث في التاريخ ضد الإنسانية، بما في ذلك المحرقة التي ارتكبها النازيون ضد اليهود، وغير اليهود كذلك، فهي جديرة بالاستنكار والادانة". وأوضحت "سي إن إن" أن هذا الموقف من روحاني يختلف تماما عن سلفه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، الذي طالما شكك في "الهولوكوست" وحجمها، ودأب على وصفها بأنها مجرد "خرافة" استخدمت في إقامة إسرائيل، التي لا تعترف بها بلاده.