بمناسبة اليوم الوطني 83 تحدث صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم فقال يصادف الأول من الميزان لهذا العام يوم الإثنين الموافق 17 ذو القعدة 1434ه اليوم الوطني الثالث والثمانون للمملكة العربية السعودية، وفي مثل هذا اليوم من عام 1351ه/1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه ورجاله المخلصون - على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319ه الموافق 15 يناير 1902م، وفي 17 جمادى الأولى 1351ه صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك التاريخ وطوال ثلاثة وثمانين عاماً فالمملكة العربية السعودية تعيش طفرة حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة مسيرة العطاء والبناء. 83 عاماً والمملكة تعيش طفرة حافلة بالإنجازات واليوم ونحن نحتفل بهذا اليوم العظيم.. في تاريخ المملكة نستعيد ذكريات ماضينا التليد وكأننا نرى بأم أعيننا هذا البطل وهو يجوب البلاد عرضا وطولا ليوحدها جزءا جزءا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تحت كلمة التوحيد (لا اله إلا الله محمد رسول الله) بعد أن جمع شتاتها ووحد كلمتها طيب الله ثراه ورجاله المخلصون من أبناء هذا البلد المعطاء وذلك على أصول ثابتة حتى وصلت الى ما نحن عليه في الوقت الحاضر حيث جاء من بعده أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - يرحمهم الله - وقائد مسيرتنا سيدي خادم الحرمين الشريفين أمد الله بعمره وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين فأكملو المسيرة ورفعوا الراية منتهجين سيرة المؤسس - رحمه الله -، إن علينا ونحن نحتفي بهذا اليوم السعيد ونستقبله أن نحاسب أنفسنا وان نسألها عما قدمت لهذا الوطن المعطاء، لقد رسم القادة خطى المؤسس واستطاعوا بإخلاصهم ووفائهم وصدقهم أن يحافظوا على وحدة هذا الكيان إقليميا وفكرياً وان يتقدموا به إلى مصاف الدول المتقدمة والأمة التي تنعم بالرخاء والاستقرار ورغد العيش من اوجب واجباتها ان تجدد العهد وتصدق بالوعد وان تقوي لحمة التماسك وان لا تدع لأي حاقد أو حاسد أو مغرض متلاعب دنيء أن يخترق صفوفها فالبلاد بما وهبها الله من الأمن والخير وفيوض الإحسان مستهدفة ومحسودة على ما تنعم به من نعم لا تعد ولا تحصى فيجب علينا جميعاً أن نحافظ على هذه المعطيات وان نكون يداً واحدة متماسكة ضد أي دخيل لا يريد الخير لبلادنا. لذا وجب علينا ان نستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد - إن شاء الله - من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن إن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أدام الله بقاءه يعتبر أحد أبرز زعماء العالم الذين كسبوا احتراماً عالمياً ودولياً نظير أعماله في تطوير المملكة على نطاق واسع سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي، فهذا مفخرة للجميع حيث إنه منذ توليه حفظه الله الحكم في هذه البلاد فقد أعطى الضوء الأخضر لتطوير نظام التعليم في المدارس واستثمر في مجال العلوم والتقنية والطاقة النووية السلمية إلى جانب جهوده في مكافحة الإرهاب ودعوته للتسامح والاعتدال والتوازن كما لا يخفى على الجميع ما تقدمه بلادنا المملكة العربية السعودية من دعم ومساندة لجميع الأشقاء والأصدقاء والوقوف معهم في كل ضائقة فالدعم للدول المتضررة من الفيضانات والأعاصير والكوارث شاهد عيان على كل ما تبذله الدولة من مساعدات ووقوف دائم ودعم لامحدود وهذا بفضل من الله على بلادنا ان تكون هي البلد الداعم والمعطاء بلا حدود وذلك بتوجيه من قائد مسيرتنا المضفرة وهذا ليس بمستغرب منه يحفظه الله يسانده في ذلك عضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ونحن في بلادنا كل يوم في رفعة وعزة وتقدم يشهد به العدو قبل الصديق فنسأل الله أن يديم على بلادنا ما تنعم به من امن ورخاء واستقرار ورغد عيش في ظل رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين. الأمير فيصل بن بندر