على هامة الريح والروح كان الأمل .. وفي مطلع الفجر لاح الفلاح وكان الوطن.. تشع الشموس وتهفو النفوس فكان الرهان .. تواقيع أمن .. ووقع أمان .. فباح الزمن أجاب الرجال نداء المنادي.. من البحر للبحر.. روح تلبّي وأخرى تفادي ... فجاءت بلادي على قامة الدين للدين قامت.. وفي سيرة الحق بالحق سارت.. فأخفق خصم وخاب معادي وجاء البيان .. بصوت أذان .. وعزّ كيان .. فلانت نفوس .. له الفضل والله اكبر أتى البحر عذبا نديا .. ينادي الصحاري حفيّا شجيا .. فجاءت بلادي **** وطني كيف اصبح حبك تهمة؟ .. ومن جعل التغنّي بك وأنت تحتضن قبلة المسلمين والحرمين الشريفين جناية؟ يا بلد المئة الف مئذنة هذا فخرنا وبمثل هذا نفتخر. وطني ما ارحب فضاءك ... وما اجمل ثراك وما ابهى إنسانك .. وطني حين يكون لكل شعب وليّه وإمامه ودستوره فوليّنا ووليك الله وإمامنا وإمامك نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، ودستورك ودستورنا يا وطني الفرقان برهانا وحجة. وطني حين يكون لكل وطن لغته تأتي لغتك تعبّداً لله واليك يستقبل مليار ونصف مليار عابد قبلتهم ويستدبرون الدنيا كلّها خمس مرات في يومهم وليلتهم ويزيدون. يا وطني ... ثلاثة وثمانون عاما والشعوب من حولنا تُجرى عليها تجارب كل مختبرات العقائد والملل من شرق وغرب، وتُستباح أحلامها باسم كل ثائر ومغامر . وأنت أنت يا وطني ثابت الأركان تتساقط على جدار مبادئك كل نحلة وملّة. حفظتها فحفظتك وصنتها فصانتك.. نعم كلمة التوحيد التي هي رايتك أعلنتها يا وطني شامخة سامية لحظة أشرقت شمسك فصدعت بها منهج وحدة، وراية توحيد مضيئة على بيرق لا ينحني تتوسّطه "لا اله إلا الله محمد رسول الله". وطني .. في كل حقبة تنتهي تتكرّر العبر والدروس في إعجاز وحدة وطن ومجد مواطن... بفضل من الله المتربّصون من حولك يذوبون .. والخصوم القريبون والبعيدون يتقهقرون .. وننطلق مع وطننا في كل عهد إلى الغد متوكلين على من أوكلنا امرنا اليه وتمضي بنا السفينة مبحرة باسم الله مجريها ومرسيها. وطني في يومك الأغر .. اعلم - يا وطني- كم نحن مقصرون وربما مهملون .. ولكنك يا كبير المقام تعفو وتصفح .. نستميحك عذرا يا وطني فنحن بشر وربما تجاذب بعضنا إغراء الضجيج .. وللضجيج عشاق .. وربما استقطب بعضنا شعور استيراد الأزمات من حولنا. ومن اجل ذلك ربما قسا بعضنا على بعض في مسائل وحقوق جعلتنا في همساتنا نخاف على (الجموع) الطيبة من ظلم (القليل) من بيننا ممن استعذبوا رفع الصوت واستجلاب انتباه (الغرباء) على بعض مشاكل (بيتنا)الصغيرة والكبيرة. وطني لك العتبى حتى نصحو أما أنت فقد رضيت عنّا رضي الله عنك. *مسارات: قال ومضى: قد أفهم (مبررات) من (لا وطن له) ولكن لا أبرّر (سلوك) من عنده وطن ويفتقد (الشعور) تجاهه..