تعيش المملكة العربية العربية السعودية هذه الأيام على وقع فرح غامر بمناسبة الإحتفال باليوم الوطني المجيد، هذا الإحتفال الذي يؤكد مرة أخرى أن الشعب السعودي يعترف بفضل هذه الوحدة عليه، وهاهو يعيش اليوم نتائجها الباهرة التي تأتي لتؤكد أن القيادة الرشيدة تجتهد وتستمر في الفعل والعطاء لتحقيق الأفضل دائما، وهكذا عودنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله ورعاه" دائما بتوجيهاته السديدة ومبادراته العظيمة وحرصه على أن يكون السعوديون كل السعوديين على قلب رجل واحد في الفعل والإنجاز للوصول إلى الهدف المنشود لإعلان رفعة الوطن، وهو أمر ظاهر للعيان لا تخطؤه العين دائما، إذ ظلت المملكة دائما الأرض التي يتجه إليها كل المسلمين من جميع أصقاع الأرض فهي القبلة المقدسة وهي مهبط الرسالة المحمدية الخاتمة ، ولذلك كانت في مستوى هذه الحضوة التاريخية، وهذا الإهتمام العالمي الذي عمل السعوديون جميعا بقيادة ملكهم على أن تكون المملكة في مستوى الحدث دائما سواء من خلال مواقفها في مناصرة قضايا المسلمين وإرساء العدل والأمن العربي المشترك أو من خلال رفضها الدائم للإرهاب والإبتزاز بكل أشكاله أو من خلال التجانس الإجتماعي الذي تعيشه اليوم في الوقت الذي تنقسم فيه العديد من البلدان اجتماعيا ويتفرق ريحها لتدخل منعرجات أخرى من شأنها أن تقودها إلى التشتت والإنقسام والتشرذم، وهذا ما لا وجود له في مملكتنا العزيزة التي خرجت بمواقفها البناءة وتعاطيها الإيجابي مع مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية بإحترام كبير نظرا لحرصها الدائم على مناصرة القضايا العادلة والوقوف إلى جانب الحق وفي وجه كل من يرفض الوحدة والتعاون والبناء على أسس سليمة. تحتفل المملكة العربية السعودية بمناسبة استثنائية في ظرف مهم من تاريخ الأمة العربية والإسلامية وهي تعيش تغييرات خطيرة أتت على الكثير من الأنظمة التقليدية، وقوضت أركان عروش عديدة لأن كثيرا من القيادات العربية للأسف الشديد تعاملت مع الكراسي تعاملا انفراديا وجافا ولم تفكر في شعوبها بالمرة، وهذا ما نجده في المملكة إذ يعمل الجميع على قلب رجل واحد في جسد واحد محاولين دائما أن تكون هذه البلد عنوانا للأمن والأمان والرخاء والتنمية والعمل الدؤوب من أجل وحدة الوطن وتعاون أبناء الأمة . إن ملحمة الوحدة الوطنية لهذا الوطن العملاق الذي أصبح محط أنظار العالم نظرا لما تمتلكه المملكة من مساحة شاسعة ومكانة دينية وتاريخية وإقتصادية معتبرة إضافة إلى دورها الريادي في التأثير والفعل في محيطها العربي والدولي وما تشكله شخصية خادم الحرمين من ثقل وكاريزما وحضور ملفت للانتباه شرقا وغربا، وأهم من كل ذلك الحب الذي يكنه السعوديون والشعوب العربية والإسلامية لشخصه، وما قدمه من مبادرات إنسانية كبيرة وعظيمة تنم عن معدن نادر لرجل طالما قدم الكثير لأبناء شعبه والشعوب العربية الشقيقة، ونحن نرى أن الدول اليوم تتناحر شعوبها وتفشى في أوصالها النفس الطائفي المقيت والأختلافات المذهبية والعرقية والطائفية، لتظل المملكة بإذن الله منسجمة إجتماعيا، متطورة إقتصاديا، صاحبة الريادة سياسيا بفضل السياسة الحكيمة العاقلة التي تقيم الدليل مرة أخرى على أن تاريخ الوحدة ملحمة وطن إلتف حول قياداته لتحقيق ما يصبو إليه، وها قد تحقق الوعد والإنجاز وأصبحت مملكتنا الحبيبة واحة غناء يطيب فيها العيش وتحلو الحياة.. وكل عام والوطن يرفل بثوب العز والفخر والكبرياء والكرامة. * مدير مكتب دبي الإقليمي