قال العديد من الكتاب الصحفيين إن رحيل سمو الأمير نايف بن عبد العزيز كان مفاجأة صدمت الجميع، مؤكدين أن الأمير نايف رجل دولة ولم يكن رجل الأمن الأول فقط، بل مدرسة قائمة بذاتها، تنظر إلى الأمن نظرة شاملة، ساهم في وضع أسس دولة قوية، وأن الشعب السعودي يتماسك ويضيع يديه في يد قادته مجدداً البيعة. وهنا نقدم غيضاً من فيض مما جاء في كتابات أعمدة الرأي في الصحف السعودية اليوم: لم تفق السعودية من فقدان رجل الخير رائد صناعة الدفاع في الدولة السعودية سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله حتى فجعت برجل الشهامة والاستبسال في دعم أمن الوطن نايف بن عبدالعزيز، هكذا هم الأبطال ينسون أنفسهم وينذرونها فداءً لأوطانهم ومنهم تتعلم الأجيال أهمية نكران الذات والتهافت على عمل الخير لما فيه خدمة شعوبهم وأوطانهم والإنسانية جمعاء. عبد الرحمن الشهيب " الشرق"
الموت حَقّ... لكن هَل فِعلاً مَات (نايف)؟! الأعمار بيد الله... لكن هل حَقّاً مَات (نايف)؟! قلت في نفسي: ربما كانت إشاعة!! آهٍ حَضَر القَدرَ!! آهٍ تأكّدَ الخَبَر!! عبد الله منور الجميلي " المدينة"
يغادرنا العمالقة بصمت، وبشكل مفاجئ بعد أن يقدموا للوطن والإنسان ثراء من العطاء والعمل والتضحيات والنضالات التي أسهمت في بناء مداميك التأسيس، وكوّنت كياناً قوياً متماسكاً مؤثراً في المحافل الدولية، مشاركاً في صناعة القرار الأممي، وفاعلاً في إنتاج التقدم والحضارة الإنسانية والحب والرفاه للشعوب. راشد فهد الراشد " الرياض"
برحيل ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله، تفقد السعودية رجل دولة، وركنا من أركان الحكم فيها، وعلى مدى عقود، خدم فيها بلاده بكافة المجالات، وكان يفخر بأنه «جندي من جنود الملك».. كان يقولها بكل اعتزاز، وهو الرجل الذي حظي بثقة الملوك السعوديين الراحلين، رحمهم الله جميعاً، وثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. الأمير نايف لم يكن رجل الأمن الأول فقط، بل كان رجل السياسة المحنك الحليم، ورجل الإعلام العارف بتفاصيله، والأهم من هذا كله أنه مدرك لأهميته، وخطورته، وطوال سنين عملي، وتعاملي، مع الأمير الراحل رحمه الله، أو من له دور حوله، لم يكن يعنى بتفاصيل أخباره، وظهوره، وكيف يتم التعامل معها، بل كان كل همه أن تنشر الحقائق، ولذا فإن الأمير نايف لم يكن يحظى بإنصاف إعلامي يستحقه، عربياً وغربياً، فهو لم يكن رجل الأمن فقط، بل هو رجل دولة حظي بملفات عدة، ومن جلس معه، وتشرّف بالاستماع لوجهات نظره يلمس وضوح الرؤية لديه رحمه الله، وفي جل ملفات المنطقة الشائكة، كان رجلا يؤمن بالاستقرار والإصلاح والتعليم، والانفتاح المتدرج وفق مصالح البلاد، وليس وفق الشعارات، وكان دائماً ما ينظر إلى الصورة الكبيرة. طارق الحميد " الشرق الأوسط"
نايف تعلم نظريات الأمن في مدرستين؛ الأولى في إمارة الرياض التي تولّاها لأعوام طويلة، ثم في مدرسة أخيه فهد، لكنه اختط لنفسه، فيما بعد، مدرسة قائمة بذاتها، تنظر إلى الأمن نظرة شاملة، بمفهومه السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي، لدرجة جعلت وزارة الداخلية الحاضن الأول والقاسم المشترك لكثير من مفاصل الإدارة، أخذا بالاعتبار الجوانب الإنسانية لكل هذه المفاصل الحيوية، وعلى خلاف كثير من مفاهيم وزارة الداخلية في بعض الدول، بقيت وزارة الداخلية السعودية بالنسبة للمواطن المحلي الكلمة المرادفة للأمن الاجتماعي، وكانت حتى وقت قريب جدا متاحة للجميع، مفتوحة لكل المواطنين والمقيمين والمراجعين، في صفو لم يعكره في العقد الأخير سوى لسعات الإرهاب. عبد الرحمن الشبيلي " الشرق الأوسط"
لقد استطاع الأمير نايف -رحمه الله- خلال توليه حقيبة وزارة الداخلية منذ عام 1975م ترسيخ مفهوم الأمن الشامل والمساهمة في دعم قوة الجبهة الداخلية وتماسكها والتفافها حول قيادتها، وهذه أهم مقومات الاستقرار ومصدر قوة السياسة الخارجية للمملكة التي مكنتها من تبوء مراكز متقدمة بين دول العالم، فالمملكة هي الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين (G20) التي تضم أكبر 20 اقتصاداً في العالم، وفي مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، وفي مجلس الاستقرار المالي الذي حل محل منتدى الاستقرار المالي، وفي لجنة بازل المصرفية. وقد تجاوزت المملكة مسألة تطبيق المعايير الدولية التي تضعها المنظمات العالمية إلى المشاركة في إعداد وصياغة هذه المعايير. فادي بن عبدالله العجاجي " الرياض"
كان رحمه الله رئيسا لي ووالداً وموجهاً ومرشداً ومعلماً. أخذت منه أصول القيادة، وتعلمت منه أسس الإدارة، واستقيت منه قواعد التعامل، ورغم ذلك لم أكن لأصل إلى شيء مقارنة به رحمه الله فلقد كان نموذجاً نادراً من القادة، كان عالماً بأصول السياسة والحكم، متمكنا من الأمور الشرعية والقواعد النظامية، يملك حلما لا يملكه إلا القليل النادر من الرجال، دبلوماسياً بارعاً يتعامل مع الموقف بما يستحقه، يواجه القضايا الدولية والاجتماعية بحزم عمر بن الخطاب، وحكمة عمرو بن العاص وروية الأحنف بن قيس، وسياسة معاوية بن أبي سفيان، رجل صالح في دينه «ولن أزكي على الله أحدا»، مخلصاً لمليكه، محباً لوطنه، متفهماً لحاجاته، مدركاً لمتطلبات العصر مع الالتزام بالثوابت، عاملا بكتاب الله وسنة رسوله. وكيل وزارة الداخلية أحمد بن محمد السالم " عكاظ"
من منا ينسى يوم الثلاثاء أول محرم 1400 ه ومع آخر رصاصات الكلاشنكوف التي أطلقها أتباع جهيمان العتيبي قائد التمرد وبعد محاصرته ومن بقي من أتباعه بقبو الحرم المكي، عندما قطع التلفزيون السعودي بثه ليظهر الأمير نايف وزير الداخلية آنذاك على الشاشة وآثار التعب ظاهرة عليه وملامح البشرى تتسلل على استحياء ليعلن تطهير قبو المسجد الحرام من عناصر التمرد، ومنذ ذلك العام وسموه يدير أهم الملفات بالمملكة مثل الأمن الداخلي وهندسة اتفاقيات الحدود مع دول الجوار، ولذا كان من الطبيعي أن يصل رجل بقوة وكاريزما سموه إلى الثقة الملكية ليصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووليا للعهد ووزير الداخلية ليدعم ويكمل مسيرة الوطن بجانب أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «حفظه الله».. رحم الله فقيد الوطن وألهم الشعب السعودي والقيادة الصبر والسلوان. محمد البكر "المدينة"
كل فقيد يغادر دنياه هو فقيد بيته أو أسرته أو إدارات مسؤوليته.. نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - هو فقيد مجتمعه.. بل هو فقيد عالمه العربي وعالمه الإسلامي بخصوصيات تميّز عقلي وكفاءة أداء مسؤوليات وصيانة حياة مجتمع بكامله.. وبهذا فهو يرقى.. على مستوى العالم.. إلى نموذج فريد امتازت به شخصيته عند القياس إلى مستويات الأمن عالمياً.. تركي عبدالله السديري " الرياض"
حق الراحل علينا تنفيذ توصياته يرحمه الله عشية تولي منصب ولاية العهد عندما خاطب الشعب السعودي بوضوح وقال: "إننا مستهدفون في وطننا وفي عقيدتنا وعلمائنا الأجلاء، وأطالب الجميع بالدفاع عن وطنهم وأبنائهم وعن الأجيال القادمة، وأن نرى عملاً إيجابياً، ونقول الحق ولا تأخذنا في الحق لومة لائم"، واجب الوفاء لنايف بن عبدالعزيز علينا يكون بتنفيذ توصياته بالالتفاف حول القيادة، والدفاع عن الوطن، وعن العقيدة، وعن الحدود، والمكتسبات، وعن المرتكزات الرئيسة لعناصر القوة في المجتمع السعودي: الدين، والوحدة، والمقدسات. محمد الشمري "الشرق"
في رحيل رمز: وماذا بعد؟.. نحن لا نلتفت إلى السؤال: ماذا بعد وماذا سيكون؟؟ لأننا جربنا مثل هذا السؤال من قبل ما لا يقل عن عشرين مرة، وفي كل ظرف طارئ أو منعطف من مسيرة هذا الشعب مع أسرته تركنا هذا السؤال للقائلين به من أهل الأسئلة، ولم يكن لنا من رد سوى الجواب المختلف.. نحن، وبشهادة منظمة السلم الدولي الصادرة مساء ما قبل البارحة، ثاني دول العالم العربي من حيث مؤشر الأمان والاستقرار. ونحن بنسبة السكان والمساحة أول دول هذا المؤشر. هذه أولى إجاباتنا المختلفة على السؤال: ماذا بعد؟ وماذا سيكون؟ وهو ذلك السؤال الذي نسمعه من غيرنا مع كل ظرف طارئ أو منعطف. واليوم نكمل ما يقرب أو يقارب ستين سنة منذ أن رحل الضخم الكبير.. الإمام عبد العزيز ثم قالت عنه أشهر إذاعات الدنيا وأكثرها يومئذ استقراء وتحليلاً (إنها نهاية دولة). وبعد ستين سنة أيضاً كان جوابنا الذي لا يختلف: إنها بداية مرحلة ووقود مرحلة. والسبب لأننا أوفياء بالعهد، والوفاء به ليس مجرد يد تصافح كبير الأسرة أو شيخ القبيلة: إنها اليد التي تعاهده بيد لبيعة في الرقاب نقابل بها الله ديناً نؤمن به وديْناً نلتزم الوفاء بسداده وبالبيد الأخرى.. يد تمتد إلى البناء لتكمل أحلام الراحل إلى آمال الباقي، لأن الحياة بناء واستخلاف بفطرة هذا الدين، مثلما الموت إيمان بقدر الله وقضائه... علي سعد الموسى " الوطن"