دعا الشاعر البحريني علي الشرقاوي إلى ضرورة دراسة تجربة الفنان خالد الشيخ اللحنية والموسيقية، مشيراً إلى أن أغنية "جروحي قلبي وتر"، تعد تجربة متطورة في تطوير الأغنية الخليجية، لأنها "شملت أموراً جديدة لأول مرة يتطرق لها الفنان الخليجي". وأضاف الشرقاوي في أمسية (تأثير أغنية أيام زمان على ذائقة المجتمع الخليجي) التي أقيمت بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، متسائلاً: "كيف للجيل الجديد أن يطور ويقدم أغنية وعملاً جديداً وهو لم يدرس التجارب السابقة في الغناء الخليجي". موضحاً أنه ليس لديه قطيعة مع جيل الجيل الجديد، بل إن الجيل الجديد هو الذي نشأ على القطيعة مع نفسه. وكشف الشرقاوي أنه أعطى أشعاره لأغلب الفنانين البحرينيين، "لكن المشكلة لا يوجد لديهم همّ، ففي تصوري أن القضية الأساسية وجود الهمّ عند الفنان، طرباً كان أو مسرحياً أو شاعراً.. الخ". مستغرباً رغبة فنان ذي صوت جميل بعمر السبعة عشر عاماً، يريد أن يغني عن الحب "لكنه لم يعش الحب". مؤكداً على ضرورة أن يفهم الجيل التجارب السابقة في الغناء ليشكل تجربته الغنائية. وعن الفنانين الذين تعبوا من ظروف الانتاج والساحة الفنية وتوقفوا عن العطاء، أكد الشرقاوي أن الفنان الحقيقي لا يتوقف و"صاحب الحلم لا يتوقف، فليس أفضل من الظروف التي نعيشها الآن، في زمن الإنترنت واليوتيوب وفي لحظات يمكنك أن تصل للناس" منتقداً كلمة "الظروف" التي يرى الشرقاوي أنها ليست سوى شماعة ليداري بها كسله. وشملت الأمسية التي أدارها الصحافي هاني الحجي، مشاركة الفنان سلمان جهام والدكتور سمير الضامر الذي تحدث عن التحولات الاجتماعية والفكرية وتأثيرها في المجتمع السعودي. أما الفنان سلمان جهام فأشار إلى دور الثقافات والحضارات الشرقية المحيطة في تشكيل هوية الأغنية وبالتالي ذوق المجتمع، موسيقياً. وتحدث الدكتور سمير الضامر بحسرة على انحسار وتراجع الفن الشعبي في الأحساء محملاً المثقفين مسؤولية تهميش وهضم تجربة جيل الفنانين الشعبيين في مدينة الأحساء. مضيفاً: "كان هناك انفصال بين المطربين والمثقفين". مؤكداً أن الأصل يتوجب أن يكون الفن والطرب والثقافة في دائرة واحدة، في حين "أنك لو بحثت لن تجد أحداً من المثقفين من كتب عن هذه التجارب، ولن تجد لو بحثت في أرشيف أعوام (1400 و 1401...الخ) إلا قصاصات أخبار صغيرة، جداً". معلناً: "الجيل المثقف في الأحساء لم يقف للأسف وقفة مشرفة مع الفنانين الشعبيين، حيث كان يسمع ويستأنس ولكن من بعيد". وعن غياب البعد الأخلاقي والإنساني في الأغنية الحالية، علق رئيس لجنة الموسيقى في الجمعية الفنان سلمان جهام، قائلاً: "المبدعون سابقاً وضعوا هذا البعد في اعتباراتهم ولم يكن ذلك سلعة كما الآن". جانب من الأمسية