تمكنت قناة سكاي نيوز العربية بعد عام من انطلاقتها من تسجيل حضور مؤثر في المشهد الإعلامي العربي, معلنة عن نفسها منافساً قوياً للقنوات الإخبارية العربية وذلك من حيث المحتوى والمضمون في رسالتها الإعلامية، «الرياض» توجهت بعدة أسئلة إلى مديرها العام نارت يوسف بوران لمعرفة ماذا قدمت القناة خلال عام ومن يمولها وكيف تنظر للجمهور السعودي: * بداية نريد أن نعرف هوية القناة وما طبيعة الشراكة بين شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي وشركة بي سكاي بي البريطانية؟ - سكاي نيوز عربية مؤسسة ذات طابع وروح عربية خالصة، نقلت واستفادت من خبرة سكاي نيوز البريطانية وأخذت عنها أفضل الممارسات الصحفية والمهنية، نحن طاقم عربي من بلد عربي، بإدارة عربية مستقلة من المنطقة العربية وإلى المنطقة العربية. وُلدت هذه المؤسسة لتقدم خدمة إعلامية تنقل الأخبار فورَ حدوثها، وتخاطب الجمهور العربي، بلغة العصر، ومن خلال منصاتٍ متعددة تستفيد من التطورات التكنولوجية الحديثة، مثل تقنيةِ البث التلفزيوني عالي الوضوح، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية. سياستنا التحريرية مستقلة ولا تتأثر برأس المال وهذا المشروع الطموح ثمرةٌ للتعاون بين «شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي» ومؤسسة «بريتش سكاي برودكاستينج» الرائدةِ في مجال الإعلام، وقد سعينا إلى إنجاح هذا التعاون معها لما تمتلكه من خبرة وسمعة مرموقة في نقل الأخبار بدقة وموضوعية. * كيف تنظرون إلى مسيرة عام كامل في قناتكم.. وماذا لديكم على أجندتكم للعام الثاني؟ - وُلدت سكاي نيوز عربية في مرحلة شديدة الازدحام والتنافس بين المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية العربية، مرحلة كان الظهور والنجاح فيها مرهونين بتقديم إضافات نوعية في الشكل والمحتوى ونوع البرامج. ولقد شهدت السنة الماضية مرحلة صعبة على المنطقة العربية، امتازت باستقطاب سياسي أدى إلى استقطاب إعلامي، وهذا ما جعل دورنا أكثر أهمية من خلال تقديم مادة متوازنة تجذب الآخرين. ويمكننا القول اليوم إننا حجزنا لأنفسنا مرتبة متقدمة بين القنوات الإخبارية العربية، خلال فترة قياسية، فبعد مرور 15 شهراً على انطلاقتنا، تمكنا من تحقيق نسب مشاهدة متميزة مقارنة بالعديد من القنوات العربية، وقد كانت جودة المنتج الإخباري ودقته وموضوعيته سبباً رئيسياً لهذا الرواج. ومع هذا الإنجاز، ارتفع سقف توقعاتنا والجمهور الذي ينتظر منا باقة متكاملة من الأخبار والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمنوعات، في ظل تحديات كبيرة لتحقيق مزيد من الانتشار. * ما الإضافة التي تعتقدون أنكم قدمتوها للمشهد الإعلامي.. كيف تصنفون أنفسكم؟ - لا يختلف اثنان على جودة شاشة سكاي نيوز عربية وتفوق حضور وشكل وسهولة استخدام منصاتنا الرقمية الأخرى، ولكن ذلك لا يكفي، فهو يحتاج إلى مضمون إعلامي يناسب الجمهور في أي منطقة جغرافية، ونحن نسعى إلى أن نكون ضمن الخيارات الأولى للجمهور العربي التي تقدم محتوى إعلامياً رصيناً حسب الأسس والمعايير الصحفية والأخلاقية التي وضعناها لأنفسنا. ولتطبيق هذه الأسس كانت سكاي نيوز عربية أول قناة إخبارية في الشرق الأوسط لديها هيئة استشارية مستقلة للتحرير، من أجل ضمان توازن ودقة وتناسق طرح الأخبار. فإضافة إلى المهام التي أضطلع بها مع زملائي في إدارة التحرير، هناك ستة خبراء من قادة الرأي من مناطق ومجالات مختلفة يقومون بدعم عملية صنع القرار التحريرية. إن الأهميةَ الاستراتيجية للعالم العربي، والتطورات التي يشهدها، يسهمان في صياغة المحتوى الإخباري في مختلفِ أنحاء العالم، ولهذا سنحرص على أن تواكب «سكاي نيوز عربية» هذه التطورات بأكبر قدرٍ من المسؤولية والحيادية المهنيّة. وبما أن العالم العربي يضمُ ما يقارب نحو 90 مليون نسمة من جيل الشباب، ستركز القناة على مواكبة اهتمامات هذا الجيل في مجالات السياسة، والاقتصاد، والرياضة، والعلوم والتكنولوجيا، والثقافة. * من تستهدفون؟ وكيف تنظرون إلى الجمهور السعودي؟ - الشباب هم الشريحة الأكبر من جمهور الوطن العربي، وهم على قائمة أولوياتنا، ولكن التنوع في المنتج الإعلامي الذي نقدّمه يلبي تطلعات مختلف الشرائح والفئات العمرية. أما المملكة فهي من أهم دول العالم العربي، كمركز قوي وتأثير سياسي واقتصادي، ونؤمن بأنه لكي تحقق أي مؤسسة إعلامية النجاح في العالم العربي، يجب أن تستقطب جمهور المملكة والشباب وقادة ورموز الفكر وصنّاع القرار. وجمهور المملكة على رأس أولوياتنا وجزء رئيسي من استراتيجيتنا، خصوصاً في ظل مساعي سكاي نيوز عربية إلى أن تكون قناة الشباب العربي العصري ومن بينهم الشباب السعودي، ولقد قمنا مؤخراً بتوقيع تعاون إعلامي خاص مع إذاعة روتانا، سيمكن الجمهور السعودي من الاستماع على رأس كل ساعة إلى مواجز سكاي نيوز عربية الإخبارية يومياً من الثامنة صباحاً حتى الحادية عشرة مساء. * وهل أنتم راضون عمّا حققتموه حتى الآن؟ - أقول دائماً إن من يشاهدنا يحبنا، وكل ما نحتاجه هو قليل من وقت المشاهدين مع شاشتنا لتغيير قناعاتهم بأن نكون خيارهم الأول، في سوق شديد المنافسة. ولا أبالغ عندما أقول إن النجاح الذي حققته سكاي في هذا الزمن القياسي فاق توقعاتنا، لكنه في الوقت نفسه وضع على كاهلنا المزيد من المسؤوليات لنكون بمستوى وتطلعات الجمهور. العمل في مجال الأخبار يتطلب جهوداً كبيرة للوصول إلى الحقيقة والمعلومة الصحيحة في الوقت والشكل المناسبين، ولا توجد وسيلة إعلامية من دون أخطاء، لكن التحدي الأساسي كان برصد العثرات، والاستفادة من الدروس والاستماع لرأي وملاحظات الجمهور من خلال الأبحاث والاستطلاعات المستمرة وأيضاً من خلال تحليل المضمون والنسب التي يوفرها كل من موقعنا الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، التي انطلقت في اللحظة نفسها التي انطلقت فيها القناة. * مقركم الرئيسي في أبوظبي، ولكم مكاتب ومراسلون في الخارج، كيف تنظرون إلى الكادر الخليجي؟ - أعتقد أن من أهم مقومات نجاح «سكاي نيوز عربية» هو أنها تتخذ من أبوظبي مقراً لها. ولأن سكاي قناة عربية أولاً وأخيراً، تستفيد من المناخ الحيوي والحِراك الثقافي الذي تشهده دولة الإمارات وجعلها وِجهة لكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية. والكفاءات الخليجية والإماراتية جزء أساسي من الكادر متعدد الجنسيات في القناة التي يعمل فيها أكثر 400 شخص من 36 جنسية. وأذكر هنا أن إحدى أهم نقاط قوتنا أننا قناة إخبارية عربية من الوطن العربي وإليه، تنتج من الوطن العربي، ولسنا نسخة عربية عن قناة أجنبية. * غالباً ما يُحكى عن صعوبة التواجد في ظل «زحمة» عالم الفضائيات الإخبارية.. ما أسباب ظهوركم في هذا التوقيت؟ - أعتقد أن مجال المنافسة أكبر في عالم الفضائيات الإخبارية، في ظل زيادة وعي الجمهور بجودة المنتج الإعلامي، فهو أصبح يرفض مادة لا تخاطب عقله ومنطقه بموضوعية ودقة ووضوح، ضمن قوالب متجددة ومنصات وتطبيقات حديثة. نعم المنافسة شرسة في ظل تعدد الخيارات، حيث تفصلك عن أي مؤسسة إعلامية أخرى كبسة زر، لكن سكاي نيوز عربية قامت من اللحظة الأولى لانطلاقها باستحداث تطبيقات خاصة لأجهزة (آي باد، أندرويد، أي فون، بلاك بيري، نوكيا وكافة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية) إضافة إلى الموقع الإلكتروني والتقنيات المتعددة لالتقاط بث القناة على عرب سات ونايل سات وهوت بيرد، وكذلك المنصات التلفزيونية المدفوعة بتقنية الوضوح العالي HD . وأذكر بأن سكاي نيوز عربية ولدت في زمن صعب، من ناحية حجم الأحداث والتحولات الكبيرة في المنطقة العربية، إضافة إلى الخيارات المتعددة أمام المشاهدين. ونحن نتطلع إلى أن نكون في موقع إعلامي بارز في المشهدين العربي والدولي، يقدم للمشاهد باقة متكاملة. * ومن يمول محطتكم؟ وهل لديه تأثير في السياسة التحريرية؟ - في ما يتعلّق بالمحتوى التحريري، يقرّره فريق التحرير في سكاي نيوز عربيّة، وهو فريق يضم العديد من الكفاءات والخبرات، وتشرف عليها لجنة التحرير الاستشارية المستقلة. يشرف أعضاء مجلس الإدارة على الشركة من منظور تجاري ومالي، ولا تأثير لهم في القرارات المتعلّقة بالمحتوى التحريري. أما بالنسبة للتمويل، فسبق أن أشرت إلى أن سكاي نيوز عربيّة مشروع مشترك بنسبة خمسين في المئة بين شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي، وهي شركة استثماريّة خاصّة، و»بي سكاي بي» المؤسّسة البريطانيّة الرائدة في مجال تلفزيون الكابل. وأخيراً اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر لصحيفة «الرياض» وفريق عملها، ونعدكم بأن نُكرّس طاقات أكثر من 400 شخص من كادر سكاي نيوز عربية، وخبرات مختلف مكاتبنا وتحالفاتنا المنتشرة حول العالم في أكثر من 27 دولة، لنقل أبرز ما يهم المجتمع السعودي والعربي بأطيافه كافة لحظة بلحظة.