أعلن نواب تكتل الوطن في البرلمان الروسي أنهم سيقدمون استجواباً للنيابة العسكرية لتقييم ملابسات الحادث وتحديد مسؤولية ضباط وقيادات البحرية الروسية وبشكل خاص حول حيثيات عمليات الإنقاذ ولماذا لم تنتج روسيا الأجهزة اللازمة لمثل هذه الحوادث وخاصة بعد كارثة الغواصة الذرية كورسك وإلى أي مدى كانت هناك ضرورة لاستدعاء قوات أجنبية . في غضون ذلك طالب زعيم اليساريين غينادي زوغانوف إلى فتح باب المساءلة جديا في وزارة الدفاع عموما بعد هذا الحادث معتبرا أن التسيب في المجال العسكري وصل حدا لا يطاق . وأوضح زوغانوف أنه حتى إن لم يكن لدى روسيا أجهزة قادرة على العمل في الأعماق فكان عليها أن تشتريها لا أن تسمح لقوات عسكرية أجنبية بأن تسرح وتمرح في مناطق عسكرية سرية . تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع سيرغي إيفانوف أوضح في معرض رد غير مباشر على موجة التساؤلات المتصاعدة أن لدى روسيا أجهزة قادرة على العمل في الأعماق وأن طائرة من طراز أنتونوف كانت على وشك الإقلاع حاملة جهازا مشابها لكن وصول المساعدات البريطانية كان أسرع وكان عامل الزمن حاسما مما دفعه إلى إصدار أوامره بإيقاف الطائرة الروسية الشاحنة واللجوء إلى المساعدة البريطانية التي كانت قد وصلت الموقع . وقد بدأت عملياً مرحلة جديدة من التساؤلات والانتقادات حول حيثيات وأسباب غرق الغواصة الروسية في الشرق الأقصى، وأسباب طلب المساعدة من الجانب الأمريكي والبريطاني دون التفكير في الحفاظ على سرية المواقع العسكرية حتى باتت حديث الشارع اليومي. فبعض المراقبين يتساءلون كيف علقت الغواصة بشباك للصيد في منطقة يحظر فيها الصيد أساساً سيما وأن المنطق العسكري فيما يتعلق بالأمان لا يقبل الصدفة مبررا خاصة بعد أن شكلت كارثة غرق الغواصة الروسية الذرية كورسك درساً مؤلما..فيما يشير البعض الآخر إلى المفارقة الساطعة بين شكر وزير الدفاع الروسي لأسطول المحيط الهادي ووصفه البحارة الروس بأنهم أبطال بعد صمودهم أكثر من ثلاثة أيام محاصرين في أعماق البحر وبين مطالبة الرئيس الروسي بإجراء تحقيقات فورية حاسمة يعاقب فيها المذنبون، وهذا عملياً يذكر بالمرحلة التي غرقت فيها الغواصة كورسك وقضى طاقمها المؤلف من 118 عنصراً نحبهم في أغسطس عام 2003 حيث تمت إقالة عدد كبير من الضباط والمسؤولين،في حين يتزايد الاعتقاد بأن نجاح عملية الانقاذ ستخفف من أية عقوبات محتملة . والنقطة الثانية الهامة والتي لها علاقتها كذلك بالغواصة كورسك هو أن روسيا رفضت المساعدات الأجنبية حينها حفاظاً على سرية تجهيزاتها العسكرية رغم أن البحارة في كورسك كانوا أضعافا مضاعفة (قرابة عشرين ضعفا) فما الذي حصل اليوم للسماح للتجهيزات البريطانية والأمريكية بالاطلاع على مواقع ومنشآت أسطول المحيط الهادئ الروسية خاصة أن كل ذلك جاء قبل أيام معدودة من بدء المناورات العسكرية الروسية الصينية المشتركة الضخمة والتي تشارك فيها قوات تقدر بعشرة آلاف ضابط وعسكري واختصاصي من الطرفين بما في ذلك سفن إنزال ومدمرات وقاذفات صواريخ ناهيك عن القوات الجوية والبرية المساندة .