قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن مجموعة العشرين لكبرى الاقتصادات المتقدمة والصاعدة في العالم، لن تتوصل إلى اتفاق بشأن سورية، لان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يبعد أميالا " عن الحقيقة بشأن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. ومع انطلاق فعاليات اليوم الثاني من قمة العشرين في مدينة سانت بطرسبروج الروسية، وجه قادة الاقتصادات الكبرى في العالم الجمعة بشكل رسمي اهتمامهم إلى الحاجة إلى خلق فرص عمل لتعزيز النمو الاقتصادي. لكن الجدل بشأن الرد على استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية لا يزال يلقي بظلاله على جدول الأعمال الرسمي للقمة. وأوضح كاميرون قائلا إننا "لن تتوصل مجموعة العشرين المنعقدة حاليا إلى نتائج بشأن سورية.. الانقسامات كبيرة للغاية". وهيمنت خطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية والمعارضة القوية من جانب الرئيس الروسي المضيف فلاديمير بوتين على اليوم الأول من القمة، على الرغم من أن التركيز الأساسي للمجموعة هو الاقتصاد العالمي. غير أن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بن روديز قال للصحفيين إن الصراع يمكن أن يتم حله في نهاية المطاف وذلك فقط عبر الوسائل السياسية وأن روسيا حليف سورية يجب أن تشارك في أي مفاوضات سلام في جنيف. ويعد اجتماع هذا العام هو الأول الذي لا تهيمن عليه شؤون مالية ملحة منذ أن حظيت المجموعة بأهمية جديدة في ذروة أزمة الائتمان عام 2008 ، ودعا بوتين القادة إلى تأمين موارد جديدة للنمو الاقتصادي وزيادة التوظيف في دولهم. وقال بوتين في اليوم الثاني للقمة المنعقدة حاليا في قصر قسطنطين خارج مدينة سانت بطرسبرج: "يمكننا من خلال التنمية فقط أن نتجنب عودة الأزمة وتأمين تحقيق استدامة على المدى البعيد للاقتصاد". وأشار إلى أن المستويات العامة للبطالة داخل دول مجموعة العشرين تظل أعلى مما كانت عليه قبل بداية الأزمة المالية خريف عام 2008، خاصة معدلات البطالة الحادة بين الشباب. كما ركز القادة على قضايا التهرب الضريبي وتحويل الأرباح، بينما تضغط الأسواق الصاعدة على الدول المتقدمة من أجل تقديم إجراءات تنشيط اقتصادية في وقت يبحث فيه مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) التخلص تدريجيا من برنامجه لشراء السندات. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو إن الدول النامية تستعد أيضا لإصلاحات مالية، بينما لم تعد أوروبا في قلب الاهتمام على الرغم من بقاء الهواجس حيالها. صورة جماعية «الفرنسية» وتمثل القمة أيضا فرصة للقادة لبحث القضايا الدبلوماسية المهمة الأخرى على هامش الاجتماعات. فقد التقى الرئيس الصيني شي جين بينج برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في أول اجتماع لهما منذ أن تولى شي السلطة وسط توتر بين البلدين بسبب نزاع إقليمي. ووفقا للمتحدث باسم بوتين، أظهرت مناقشات حفل العشاء للقادة بشأن سورية في وقت متأخر من أمس الخميس أنهم منقسمون نصفين بشأن القضية. وقال المتحدث ديمتري بيسكوف للصحفيين عقب انتهاء حفل العشاء إن "مجموعة من الدول تعرض حججا بأن من الضروري اتخاذ عمل سريع دون الاهتمام بمؤسسات دولية شرعية". وذكرت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن بيسكوف قوله إن "عددا من الدول الأخرى رفض التقليل من قيمة القانون الدولي وشدد على أن مجلس الأمن الدولي فقط هو من لديه الحق في اتخاذ قرار بشأن استخدام القوة".