فرضت المتغيرات الدينية والاجتماعية والاقتصادية على العرب منذ القدم طبيعة القوة والحرب فكان العربي في العصر الجاهلي مستعدا بسيفه وفرسه للحرب كون ذلك يمثل جزءا كبيرا من ثقافته وموقعه الاجتماعي حتى جاءت رسالة الإِسلام ترسم للعرب مثلاً عليا جديدة في التشريع وسائر نواحي حياتهم، موجهة لهم إِلى الخير فجعلت باعث البطولة ليس السلب والنهب والإِغارة على المجاورين بل هو الجهاد والقتال في سبيل الله، وفي سبيل نشر دينه العظيم. فمن انتصر فرح بالفوز ونصرة الاسلام ، ومن استشهد فاز بجنات النعيم لذا كان هذا النهج دافعا قويا للتضحية والاستشهاد لغاية سامية وهي نشر الدين وعليه فقد سجل للمسلمين انتصارات كانت عند غيرهم من المعجزات يقول الشاعر عمر بن الحمام وهو بطل اسلامي مغوار: ركضنا الى الله بغير زاد إلا التقى وعمل المعاد والصبر في الله على الجهاد وكل زاد عرضة النفاد ويقول الخليفة علي بن ابي طالب: لاتحسبن الله خاذل دينه ونبيه يا معشر الاحزاب ومازالت مسيرة شعر الحماسة عند العرب تسير مواكبه في الوصف الرائع لقوة الجيوش وتلهم الجنود القوة والحماس نحو الفداء من اجل الدين والوطن وهذا الحماس مفعم بالفخر العربي الاسلامي كونه منهجا اسلاميا والذي يدعو للقوة والثبات ونصرة الاسلام والمسلمين ومع متغيرات العصر لم تتغير ثقافة العرب الدينية نحو الدفاع عن الدين والوطن حتى عصرنا الحالي يقول الشاعر خلف بن هذال: وين انت يلي له العذراء تكحله يقوم لعيونها وتشوم لفعاله من طيب أبوها تبا وصفه حليلٍ له يقلط على شوفة البارود وظلاله أبيك في لازم قدك وقدٍ له قمر عربسات يبرى لك وتبرى له امر ضروري وخلك مستعد له منت مراسل تجي وتروح برساله والى جانب شعر الحماسة يأتي شعر الفخر والقوة وقد أعطى عنتر بن شداد مثالا على ذلك يقول في احدى مفاخره: ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني، وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم