لم يمر عميد الأندية السعودية وكبيرها تاريخياً (الاتحاد) بأزمة مالية اشد وطأة من أزمة ديونه الحالية التي حرمته جهود لاعبيه الاجانب غير ان هذه الظروف القاسية اسهمت في نجاحه بتقديم جيل شاب في منظومة متكاملة من اللاعبين جمعت بين خبرة الكبار وحيوية الشباب لنشاهد مجموعة رائعة من العناصر الديناميكية التي كانت تنتظر الفرصة فقط لتحرث الملعب طولاً وعرضاً وتنثر الابداع بروح عالية وتقلب النتائج وتوجع الفريق المقابل. تجربة العميد الناجحة اعادت الى الاذهان تلك المتعة الكروية التي كنا نشاهدها من مواهب الهلال والنصر والاهلي والاتفاق والشباب في الزمن الجميل وخصوصاً بعد غياب اللاعب الاجنبي عن ملاعبنا بعد موسم 1401 ه ولسنوات عدة. اما اتحاد اليوم الذي اعاد رسم تلك الصورة الجميلة لأنديتنا بالماضي فيبقى قيمة تاريخية وفنية تستحق الاحترام والتقدير بإدارة واعية يقودها الاستاذ محمد الفايز ونائبه المحامي عادل جمجوم تدير فرقة شابة منسجمة يتقدمها مهاجم الشباب السابق وهداف الدوري الجديد مختار فلاتة وكان ابرز ضحايا هذه الفرقة فريق الشباب في نهاية الموسم الماضي وبداية الموسم الجديد عندما سقط مرتين ب 8 اهداف تاريخية وثاني رباعية على التوالي بقيادة مختار الذي احرز ستة اهداف من تلك الغلّة بمهارة عالية وموهبة تهديفية رفيعة. وحين نشيد بعمل ادارة اتحاد اليوم فذاك لانها اقدمت على مغامرة كبيرة في اواخر الموسم الفائت بانتهاجها سياسة الاحلال الناجحة في صفوف فريقها الاول وضحت بالكثير من الاسماء الرنانة وتمسكت بمدرب فريقها الاولمبي الاسباني بينات وعززت ثقتها به وبأفراده فاستحقت الاعجاب ورفع القبعة احتراماً لسلامة تخطيطها وصحة نهجها الذي توج بآخر بطولات الموسم واغلى الكؤوس .. كأس الملك للأبطال. وفي لقاء الكلاسيكو الاول لهذا الموسم وبداية المشوار لدوري جميل وبغياب العنصر الاجنبي وافضل مدافع سعودي - اسامة المولد – قلبت فرقة الاتحاد الشابة النتيجة بأقوى انتصار وفوز ساحق برباعية اخرى لعميد الاندية السعودية على حساب عميد اندية العاصمة ومعه تأكيد لفشل الشباب في الثأر لخسارته من الاتحاد في كأس الابطال قبل ثلاثة اشهر تقريبا. ولا ننسى نجاح العميد في تجربته بإقامة معسكر إعدادي داخل المملكة مقارنة بالمعسكرات الخارجية للفرق الاخرى ومن بينها الشباب الذي عسكر في بلجيكا ثم ابو ظبي قبل ظهوره المخيب للآمال امام جمهوره في بدايه مشوار الدوري من ما يعني ان المعسكرات الخارجية ترفيهية اكثر منها ذات جدوى واضافة فنية ! في المقابل نقول كشف الاتحاد بانتصاره الرباعي على شيخ الأندية ان رهان ادارة الشباب على مدربها البلجيكي برودوم سيكون خاسراً في موسمه الثالث بعدما افقد الليث كأس الابطال بتشكيله الخاطئ وإبقائه ناصر الشمراني في دكة الاحتياط معظم فترات النهائي وحين نزل سجل هدفي فريقه بجانب توصيته بالاستغناء عن هداف الدوري (تيجالي) وصانع الالعاب كماتشو وقبلهم الهداف مختار فلاتة الذي لقّنه درسا لا ينساه اذ لدغ شباك الشباب بستة اهداف تاريخية في مباراتين فقط مثبتاً انه قوة هجومية وموهبة تهديفية لم يحسن رئيس الشباب تقدير قيمتها الفنية حين باعه بثمن بخس لا يتعدى سبعة ملايين ريال! واذا كان الفتح متعه دوري الموسم الماضي .. فإن الاتحاد العنيد الذي تصدر الاسبوع الاول برباعية الشباب .. سيكون بعناصره الشابة وروحهم الوثابة متعة الدوري الجديد وصناع مجد جديد للعميد.