يتجلى في المؤتمر الرابع للأدباء السعوديين بالمدينةالمنورة الاهتمام المتزايد بوسائل التواصل الاجتماعي إذ ظهر ذلك من خلال التركيز على أوراق العمل المعدة لبحث التأثيرات الأدبية لهذه الوسائط على شتى صنوف الإبداع عند العرب والسعوديين خصوصا, وبدا من اليوم الاول للمؤتمر بأن وسائل التواصل الاجتماعي ستكون حاضرة وسط اهتمام ثقافي متفاوت ، فيما جرى تحضير خمس أوراق عمل لبحث الأثر الذي أحدثته على الأدباء. وقد طرحت خلال المؤتمر أربعين ورقة عمل من بينها :"المدونات وأثرها في إبداع أدبي تفاعلي بين الكاتب والقارئ" للباحث عبد الحق هقي الذي أكد على مسألة العلاقة بين الكاتب والقارئ في المدونات وخاصيتي التعليق والنصوص المفتوحة، من خلال عرض نماذج عربية وسعودية , وفي بحث آخر يشير عالي سرحان القرشي إلى "انتاج النص الإبداعي وتلقيه عبر الفيس بوك" , كما حاولت الباحثة أميرة على الزهراني السير في اتجاه آخر عبر "القصة القصيرة جدًّا عبر فضاء تويتر" وهي دراسة نصية في الوسيط الإلكتروني . وفي بحث آخر حول الفيس بوك عنوانه "اتجاهات الشعر السعودي على الفيس بوك دراسة وتطبيق على سيميائية الصورة والتصوير في قصيدة طيبة لعبدالله الصيخان" حاول الباحث عبد الرحمن المحسني في ورقة من إعداده الاشارة الى الساحة الإبداعية التي تشهد حراكاً جديداً على منافذ التقنية يقصر معه الفعل النقدي المتابع والكاشف لأبعاد هذه التجربة . وإذا كان النقد الحديث يؤمن بالمتلقي كركن أهم في التجربة، فلاشك أن القنوات التفاعلية التي ينشر من خلالها النص الإبداعي يسهم فيها المتلقي بصورة مباشرة وبضغطة من جهاز الحاسوب أو عبر أجهزة المحمول الذكية يستطيع المتلقي أن يكون فاعلا ومتفاعلا في صناعة النص. ولعل الملاحظ وفق هذه الورقة أن التجربة العربية تشرعن قنوات التقنية المختلفة حتى الاجتماعية منها، وهي ظاهرة جيدة حين تسعى التجربة لتجاوز سقف المعهود وتقتحم القنوات التواصلية لتحقق الشعرية في مساحة نشر لا تحدها حدود. و تقنية الفيس بوك واحدة من التقنيات التواصلية التي استطاع الشاعر الوصول لها وتفعيلها وتطويعها لتكون منفذاً لنشر التجربة الشعرية، وقد رأينا التفاعل الشعري معها يتنوع ويتشكل في اتجاهات مختلفة لدى الشعراء المعاصرين. نقاش على هامش الندوات جانب من الحضور