يبدو أننا موعودون بجزء جديد من مسلسل "الإخفاق التحكيمي" والذي طالما تابعنا فصوله الدرامية عبر أجزائه؛ الأول خلال المواسم الماضية؛ ولعل ذلك الجزء سيكون "الأكثر إثارة" عطفاً على ما شهدناه في الجولة الأولى؛ إذ جاء الإعلان باكراً من خلال كأس السوبر السعودي وإخفاق حكم اللقاء الدولي عبدالرحمن العمري شوه النهائي بأخطاء أقل ما يقال عنها بأنها كوارثية. وفي الوقت الذي كنا نأمل فيه بتحسن الأوضاع التحكيمية؛ طالعنا رئيس لجنة الحكام عمر المهنا في أحد البرامج الرياضية ليلة انطلاقة الدوري وطالب الجميع بالصبر والوقفة الجادة مع حكامنا الوطنيين وتحمل أخطائهم غير المقصودة مؤكداً بأنهم بشر معرضون للخطأ؛ وبأنهم سيقدمون أداء جيداً خلال منافسات الدوري. وما ان انطلق الدوري مساء (الجمعة) الماضية بلقاءات ثلاثة في جولته الأولى إلا واصطدمت الجماهير والشارع الرياضي بأخطاء كوارثية جديدة في لقاء النصر ونجران الذي أداره تحكيمياً عبدالعزيز الفنيطل وساعده عبدالعزيز الكثيري وماجد الناصر إذ ألغى هدفا لنجران وأبدى معظم النقاد والمحللين التحكيميين استغرابهم من قرار الالغاء والذي أثر على سير المباراة؛ وفي لقاء الفتح والتعاون الذي أداره تحكيمياً فهد العريني وساعده كل من نواف العتيبي واحمد فقيهي ألغي للتعاون أيضاً هدفان بداعي التسلل وأظهرت لقطات الإعادة التلفزيونية أن القرار خاطئ والأهداف صحيحة؛ وإذا ما تأكد بالفعل بأن تلك القرارات خاطئة فأنها أثرت بلا شك على نتائج المباريات كونها أهدافا ملغية وليست هجمات واعدة!. وبغض النظر عن ما آلت إليه النتائج أو من استفاد أو تضرر؛ فالسؤال الذي يطرح نفسه، لماذ وكيف ترتكب ثلاثة أخطاء فادحة في أولى جولات الدوري؟ وإذا حدثت مثل تلك الأخطاء الآن؛ فنحن موعدون بالأخطاء في الجولات المقبلة؟. لمصلحة دورينا والأندية المشاركة فيه وسمعة التحكيم السعودي يتوجب على رئيس لجنة الحكام مثلما يكافئ الحكام بالمعسكرات الخارجية والمطالبة الملحة بحقوقهم وحصولهم على شركة راعية أن "يضرب بيدٍ من حديد" وأن يطالب بدورات تحكيمية جديدة وأن يُبعد من تتكرر منه الأخطاء دون أن يستفيد من التوجيه!.