سجلت الإدارة النصراوية الجديدة بقيادة الأمير سعد بن فيصل ونائبه فهد المشيقح نجاحا مبكرا من خلال تحركاتها الإيجابية منذ أن تسلمت المهمة قبل ثلاثة أسابيع وواكب ذلك تجسيد لعملها على ارض الواقع الأمر الذي اسعد عشاق فارس نجد وجعلهم ينتظرون عودته إلى سابق عهده من خلال وقوفه في منصات التتويج والانضمام إلى ركب الإبطال بعد أن غاب عنهم فترة طويلة لظروف خارجة عن إرادة جماهيره وادارته وأعضاء شرفه ونجومه الذين دعم بهم منتخبات الوطن واثروا الساحات الخضراء بالعطاء والإبداع وجذب الجماهير الذواقة لكرة القدم إلى المدرجات ولاشك أن غياب فريق كبير بحجم النصر عن الإنجازات خلال الفترة الماضية اثر على تنافسه مع الأندية الأخرى وقلل من الإثارة في بعض المباريات التي كان النصر يشعلها مع أقرانه بالقوة والمتابعة على مختلف الأصعدة حتى اسهم معها برفع مستوى التنافس وقيمة البطولات المحلية التي كان للنصر نصيب منها بل انه نال شرف المشاركة في مناسبات خليجية وعربية وآسيوية قبل أن يكون ممثلا لاندية القارة الصفراء في بطولة العالم في البرازيل والتألق هناك ولفت الأنظار بصورة مذهلة. .. بداية تحركات الإدارة النصراوية الجديدة كانت بتلمس احتياجات النادي والتعرف أولا على ظروف اللاعبين من خلال الاجتماع بهم وعرض كل منهم للمشاكل التي تحد من عطائه في الملعب الأمر الذي خلق جوا إيجابيا داخل مقر النصر ولدى اللاعبين وحتى الجماهير التي كانت تنتظر إغلاق ملف الفراغ الإداري على أحر من الجمر عقب استقالة الإدارة السابقة برئاسة الأمير ممدوح بن عبد الرحمن مع نهاية الموسم الرياضي الماضي وزادها تفاؤلا التصريحات المتعقلة للرئيس الجديد وعدم مبالغته في تصوير الواقع وإصراره على أن المرحلة الحالية بالنسبة للنصر تحتاج إلى وقفة الجميع دون استثناء حتى يعود الفارس الأصفر إلى إسقاط الفرسان الآخرين وإزاحتهم عن طريقه نحو البطولات. وتلا ذلك تشكيل الجهاز الإداري وتعيين النجم السابق والخلوق محيسن الجمعان مديرا للكرة وإسناد مهمة تدريب الفريق الأولمبي المدرب الوطني يوسف خميس كخطوتين أوليين في الاتجاه لمعالجة السلبيات وانتشال اللاعبين من أجواء الاخفاقات الماضية بصورة تدريجية أما الخطوة الأهم في مسيرة الإدارة النصراوية الحالية حتى الآن فهي صرف جميع الرواتب المتأخرة للاعبين وبشكل فوري كأسلوب ناجح من اجل تحفيزهم على التفاعل مع العمل الإداري الجديد ومن ثم أشعارهم بأن النادي مقبل على مرحلة اكثر إيجابية. .. العطاء الإداري النصراوي الجديد لم يتوقف عند هذا الحد إنما امتد إلي إقرار خطوة قد تكون هي الأولى في الأندية السعودية وتمثل ذلك في تحويل مرتبات اللاعبين المحترفين إلى حساباتهم مع نهاية كل شهر حرصا من الإدارة على تهيئتهم وتركهم فقط يتفرغون للتدريبات والمباريات ولاشك أن هذه المبادرة تستحق التقدير والاحترام وفي نفس الوقت تشعر اللاعب بقيمة جهده وأهميته لدى الإدارة التي واصلت العمل في الإجازة الصيفية وكانت قريبة جدا من النادي الاصفر وكانت أيضا تواصل اتصالاتها في اكثر من بلد من اجل إنهاء موضوع المدرب واللاعبين الأجانب وأسفر ذلك عن التعاقد المبدئي مع اللاعب البرازيلي (جيري) ومواطنه ادريانو والاقتراب من التعاقد مع المدرب البرتغالي( مورينو) الذي ينافسه على تدريب الفريق البرازيلي باتيستا وتخلل هذه الخطوات البحث عن لاعبين محليين لتعزيز صفوف الفريق وتجديد عقود بعض النجوم التي انتهت مع قدوم الإدارة الجديدة وقبل ذلك دخول مليون ريال لخزينة النادي من الأمير فيصل بن تركي بن ناصر وتكفل أحد أعضاء الشرف بدفع مستحقات العاملين بالنادي تفاعلا مع الفكر الإداري النصراوي الجديد الذي كان شعاره حسب تصريحات الأمير سعد بن فيصل (النصر للجميع) مما يعني فتح الأبواب أمام كل من يريد خدمته بالمال والرأي والدعم المعنوي دون حصر ذلك في أشخاص أو أطراف معينة وكدليل على تفاعل جميع النصراويين مع الأدارة الجديدة وقربها من جميع أبناء النادي حضور الرئيس السابق الأمير ممدوح بن عبد الرحمن لمقر النصر يوم الأحد الماضي والالتقاء مع الإدارة الحالية والتأكيد على انه حضر من اجل النصر كدليل على الالتفافة معها واحترامها من الجميع ومما زاد الإعجاب بها انها لم تهمش نجاحات الإدارات السابقة وكذلك دور أعضاء الشرف بل اعتبرت أن عملها مكمل لمن سبقها. .. الأداء النصراوي الإداري لم يكن محصورا فقط في اتخاذ بعض القرارات الهامة من اجل مستقبل افضل للنصر وتنقية أجوائه من السلبيات والانطلاقة به إلى القمة إنما واكب ذلك احترام للأندية الأخرى والتأكيد على أن جميعها أندية وطن تعمل من اجل غاية واحدة هي خدمة الرياضة السعودية وقد أشار إلى ذلك سمو رئيس النصر من خلال لقائه بالقناة الرياضية بعد توليه للمهمة حيث أكد أن التنافس فقط داخل الملعب أما خارجه فالجميع اخوة يجمعهم بالدرجة الأولى حب الوطن والحرص على مصالحه بعيدا عن الإساءة للآخرين ونحسب أن هذا النهج سيضيف المزيد من التقارب بين الأندية السعودية ويخفف من لغة التعصب التي يتحدث بها البعض بصورة شبه دائمة حتى توترت العلاقات بلا مبرر. .. إذن فلننتظر نتائج عمل إدارة النصر الجديدة فالبوادر تشير إلى أنها ستكون إيجابية ومفرحة لجماهيره في مختلف المنافسات المقبلة كيف لا والنادي اصبح أشبه بخلية النحل من الإداريين وأعضاء الشرف والجماهير الذين همهم بالدرجة الأولى مساندة الرئيس وبقية أعضاء أدارته الذين كان اختيارهم موفقا إلى ابعد حد خاصة إذا ما عرفنا أن نائب الرئيس فهد المشيقح من الذين تشبعوا خبرة للعمل في الوسط الرياضي من خلال نادي النصر الأمر الذي سوف يساعده على تقديم أفكار جديدة كذلك الحال للدكتور سعد الطمرة الذي يعتبر الدينمو المحرك للإدارة الجديدة والرجل المثالي الأستاذ فهد العجلان الذي دعم لعبة الطائرة وطورها في النصر إلى جانب فهد الطخيم وحسام الصالح ومحمد العليان وسعود المطيري ورائد البراهيم وعبد الله المانع(امين الصندوق) وراكان العتيبي (مسؤول الاحتراف الخارجي) وفهد الطخيم (مسؤول الاحتراف الداخلي) وهؤلاء شكلوا بقبولهم للعمل مع إدارة الأمير سعد بن فيصل ثقة كبيرة لجماهير النصر كونهم يجمعون بين المؤهل والخبرة الرياضية وروح الشباب وحب العمل والإنتاج بشكل إيجابي.