في هذا العصر، وتحديداً في الأيام القلائل الماضية، وفي ذروة الحرب السياسية والإعلامية المتسلّطة على مصر وأمنها، وتواصل حملات الضلال والكيد وإشعال نار الفتنة، من أجل المساس بأمن مصر وبشؤونها الداخلية، في وسط تلك الجَلَبَة والمعمعة ومن خلال ما دار ويدور، برز ذلك الموقف التاريخي البطولي الصّادق والشجاع والحكيم، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، سدّد الله خطاه وبارك في عمره وعمله، وما تضمّن من كلماتٍ قوية وواضحة، ترسم خطوطاً حمراء، ضد كل من يحاول أو يريد أو يفكر في زرع أي فتيلٍ يوقد نار الفتنة ويُعين على الضلال ويُساعد على الإرهاب، واستباحة الدماء والأعراض والأموال في مصر العروبة والإسلام، وضد كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية، وزعزعة امنها واستقرارها. تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين مضامين إسلامية منطلقها قوله الله تعالى ( واتقوا فتنةً لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة)، وكذلك التحذير الإلهي الآخر في قوله تعالى (والفتنةُ أشدّ من القتل)، وأيضاً، حرصاً منه، حفظه الله، على بيان المكانة العظيمة والعالية، والاهتمام البالغ والكبير، من قبل المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً، لشقيقتها الكُبرى(مصر) ولشعبها العظيم، وبيان أهميتها أمام العالم أجمع. لذلك أعلن حفظه الله من خلال الكلمة الشاملة والجامعة، التي ألقاها عن وقوفه الكامل، سلفا وحاضرا، مع دولة مصر وشعبها الأبيّ ضد أي نوعٍ من أنواع الإرهاب والضلال والفتنة، وضد كل من يحاول المساس بشؤونها الداخلية، راسماً بذلك أوضح الطّرق، للمجتمع الدولي والإقليمي والعربي والإسلامي، عن كيفية التعامل وبكل شفافية ووضوح، مع الأحداث الحالية والجارية في مصر، التي تسبب في إشعال نار الفتنة فيها شرذمة قليلة ممن لا يخافون الله ولا ينتسبون للدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السامية، الداعية إلى نبذ التطرّف والإرهاب، والبعد عن كل ما من شأنه إثارة وإشعال نار الفتنة والشر في المجتمع، ولكن لأسباب سياسية طامعة، ودوافع شخصية غامضة، وأيدلوجياتٍ رجعيّة راسخة في اذهانهم منذ القدم، لم يُوفقوا في تهدئة المواقف وإزالة ما في الصدور، وطاعة أصحاب الشأن ومن في أيديهم تهدئة الأمور، فقادوا العباد والبلاد، إلى ما وصلت إليه من الهلاك والفساد، ولكن، وبلطف الله ورحمته، ودعوات ووقفات المحبين لمصر، وبرجالها الأكفاء المخلصين، أزال الله الغُمّة، وكشف وفضح ما قام به أعداء الأمّة، ومن الرجال الصادقين المحبين لمصر وشعبها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، حيث عبّر عن ذلك الحرص والحب في موقفه من تلك الأحداث وقال "ليعلم كل من تدخّل في مصر وشؤونها الداخلية أنّهم بذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب، الذي يدّعون محاربته، آملاً منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان". وكذلك قال أيده الله معبّراً عن الموقف القوي للمملكة حكومةً وشعبا، أمام الكل "ليعلم العالم أجمع، بأن المملكة العربية السعودية، شعباً وحكومة، وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المِساس بشؤون مصر الداخلية، في عزمها، وقوّتها، وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر" وأكد حفظه الله على قوة مصر وعزمها وقدرتها على تجاوز المرحلة الحالية والعبور إلى بر الأمان بقدرة الرحيم الرحمن فقال "فمصر الإسلام، والعروبة، والتاريخ المجيد، لن يغيرها قول أو موقف هذا أوذاك، وأنها قادرة على العبور إلى بر الأمان". لقد عبّر خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله وأيده بالحق، بكلمته الضافية الشافية، عن موقف العقل والحكمة، عندما تُثار وتُوقد الفتنة، وذلك لأن كلماته ومواقفه دائماً مبنيةٌ على معطيات ومعلومات تعتمد على الصدق والصراحة والعدل والشجاعة، ولا يخاف في الله لومة لائم. أسأل الله العظيم أن يحفظ لمصر أمنها ويديم عليها استقرارها، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لكل خير وأن يديمه عوناً و عزاً للإسلام والمسلمين.