ما إن تشتد المحن التي تجتاح الأمة العربية والإسلامية وتحلك ظلمتها إلا وتبرز بكل وضوح حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشعاعها الباهر الذي يبدد تلك الظلمات وينير المسارات أمام من يتخبطون لكي يعرفوا المسالك السليمة التي توصل إلى النهايات الناجحة، لما تحمله آراؤه من رزانة ورجاحة في العقل الذي يمهد للجميع معرفة ما يجب أن يصار إليه في تبديد أسس تلك الظلمة ويكبح ما يتربص بالأمة من مكائد ومؤامرات ودسائس دائما ما تكون من صنيع وفعل المغرضين والمتربصين بكيان الأمة لغرض الانتقام المتكئ على خلفيات تاريخية كانت في يوم محل احتدام وتصادم، كانت الأمة فيه منتصرة على أعدائها بفضل ما قامت به من دور تاريخي مجيد مسطر على مر الأزمان بأحرف من نور، وبقي الزاد الحقيقي عبر العصور يعترف به العدو قبل الصديق. وفي حك جرح الماضي تأتي الدسائس ومحاولة اقتناص الفرص لمحاولة تشتيت الأمة العربية الإسلامية وتشويه دورها القيادي العريق الذي لا يختلف عليه إلا العدو، والعدو دائما يبحث عن فرصة ليدس ويعمل على التشتيت والفرقة، ومع الأسف أن هناك من يسير دون تفكير ودراية إلى أين يقوده المضللون، سواء من أمته أو من غيرها من المستفيدين من تأجيج الفرقة لطمس وإزالة الحقائق وإحلال الزيف والظلام، ولكن مهما يكن من أفعال المناوئين والمتربصين فإن العقول الكبيرة المدركة لدورها في توجيه وتوضيح المسالك الصحية والتي لا ترضى بديلا عن الحق ومحاولة إحقاقه مهما كان الثمن، هذه العقول تظهر في الوقت المناسب الذي يتطلب أن تكون هي الرأس الموجه بالفعل والنصح والإرشاد، وخادم الحرمين الشريفين له مواقفه المشرفة والشجاعة قبل ما سمي بالربيع العربي، عندما كان يعلن المبادرات والمواقف بالعمل من أجل وحدة الأمة والمصير العربي، في كل الأحداث ومازال يؤلمه ما آلت إليه الأمة العربية من تخبط وفقدان بصيرة، ولكن إيمانه بأن ليس من مشكلة إلا ولها حل، فهو لا يني بين وقت ووقت قصير إلا ويعبر عما يختلج في ذاته عن آلام لما توصلت إليه الأمور، ويؤازره الأمل الذي لا يفارقه بأن لابد من طريق إلى ساحة المحبة والسلام، فما هو حاصل الآن في مصر العربية قلب الأمة العربية النابض والشقيقة الكبرى، وما يقوم به المناوئون والمأزمون ممن يدورون في فلك جر العالم إلى الفتن تحت شعار الأسلمة واستخدام النحر والتمثيل بمن يقف في سبيل حماية المواطنين الآمنين وإفساح المجال لهم للعمل من أجل إنعاش البلاد وإفساح المجال لتسيير الأعمال لكي يعيش ويعتاش الناس في أمان، وما يتشبث به الإخوان من شعار الشرعية وعدم قبول الحوار والدخول ضمن دائرة الإصلاح، ومن ثم اللجوء بعد رفض الشعب لهم الذي توسل فيهم النصح والإرشاد والإصلاح بعد أن تكشفت النوايا والخطط المبيتة منذ سنين، فالشعب الذي خدع قام ليصحح بجميع أطيافه وشتى انتماءاته فهو الحقيق بأن يقول كلمة الحق فأعلنها صريحة قولا وفعلا، وشاهد ومازال العالم يشاهد، وما أعلنه خادم الحرمين الشريفين من مناصرة وانحياز للشعب المصري يأتي من أجل إحقاق الحق في مواجهة الإرهاب الذي عانى ويعاني منه العالم، وهو موقف تاريخي اتسم بالشجاعة والصراحة وقول الحق في وجوه من يعملون ويتدخلون من خارج المنطقة ومنها، وناشد عقلاء العالم من أقصاه إلى أقصاه بأن يقفوا مع الحق وأن يكون العقل هو الموجه، والعالم لا يخلو من العقلاء الذين يزنون الأمور ولهم من التجارب ما يجعلهم في محل التقبل لما ذهب إليه قائد يقدر ويقدس الإنسان، فما بالك إذا كان هذا الإنسان أخ وشقيق في الدين والدم والأرض وجه نداءه من مكان فيه بيت الله ومسجد رسوله الكريم. إن مواقف وتعليقات الزعماء المترددين والملتحفين بأكناف الضبابية تبين مدى الانتهازية للدخول في الشؤون الداخلية باسم الإنسانية وهم من يعمل في كل لحظة ضد الإنسانية في كافة القارات والإنسان يسحق وتداس كرامته، والإرهاب الذي يعلنون محاربته هم من يشعل فتيله ويفسحون المجال له في كل مكان، وهذا ما يوجب أن يتعامل معهم بأساليبهم، لأن الصورة اتضحت فتوجب أن تكون المواقف نابعة من أصحاب الشأن وصاحب الدار أدرى بما فيه وهو القادر على حل مشاكله بنفسه بقيادة وتوجهات عقلائه، فأصحاب العقول الكبيرة هم من يعرف كيف يتصرفون وقت الأزمات، وفي دعوة خادم الحرمين الذي يحمل هم الأمة العربية والإسلامية مناصرة الأشقاء في مصر وتوجهه إلى تحكيم العقل تكمن رجاحة العقل ومداه، في هكذا مواقف تصور الجميع في إطار موقف الرجل الواحد حيث الجميع من الهم متألم ويبحث عن الحل وهو المقصود. حمى الله مصر من أشرارها ومن يساندهم ووفق رجالها الأوفياء المخلصين الذين هم مدركون للوعي القيمي للإنسان واحترامه على مر الزمن وماهم فيه وكيف يتعاملون معه مهما كان السبيل وستثبت أنها قادرة على تجاوز أشد المحن وقلعة حصينة بفضل وعي أهلها المخلصين.