قتل 18 شخصاً على الاقل واصيب اكثر من 200 آخرين الخميس في تفجير سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الشيعي حليف دمشق، بحسب ما افادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية. وتبنت مجموعة مجهولة قالت انها تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد عملية التفجير في شريط بث على شبكة الانترنت، مشيرة الى ان العملية "رسالة" الى حزب الله الذي يشارك منذ اشهر في المعارك الى جانب القوات النظامية السورية. لبنانيون يحملون أحد ضحايا التفجير (أ.ب) واشارت الوكالة الى ان معلومات اولية افادت عن نقل جثث عشرة قتلى جراء انفجار الرويس الى مستشفى الساحل، اضافة الى 42 جريحاً، كما نقلت اربع جثث (ثلاث نساء ورجل) و100 جريح الى مستشفى الرسول الاعظم، فيما نقل 50 جريحا الى مستشفى بهمن و20 آخرون الى مستشفى البرج. وكان الجيش اللبناني افاد في بيان انه "حوالى الساعة 18.20 من بعد ظهر اليوم (الخميس)، حصل انفجار في محلة الرويس-الضاحية الجنوبية ناجم عن سيارة مفخخة"، مشيرا الى وقوع "عدد كبير من الاصابات في صفوف المواطنين واضرار مادية جسيمة في الممتلكات". وتبنت الخميس مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "سرايا عائشة ام المؤمنين للمهام الخارجية" مسؤولية تفجير الخميس، وذلك في شريط بث بعد وقت قليل من الانفجار على موقع "يوتيوب". جهود لإطفاء سيارات مشتعلة جراء الانفجار (رويترز) وفي الشريط، يتلو شخص ملثم والى جانبه مسلحين اثنين بيانا جاء فيه "نرسل اليك ايها (.....) حسن نصرالله، انت وحزبك، رسالتنا الثانية مدوية قوية (...) وما زلتم لا تفقهون ولا تفهمون". وعرضت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لحزب الله لقطات من مكان التفجير، تظهر حريقا كبيرا مندلعا في عدد من السيارات والمباني المحيطة، في حين عمل رجال الاطفاء على مساعدة السكان على اخلاء منازلهم التي تغطيها اعمدة الدخان. كما ظهرت في اللقطات جموع غفيرة من الناس الذين بدا الهلع على وجوههم بالقرب من سيارات تلتهمها النيران ويتصاعد منها الدخان الاسود، في حين عمل عناصر من الجيش اللبناني على ابعاد المتواجدين. رئيس الجمهورية ميشال سليمان ندد "بالتفجير الارهابي الذي ضرب منطقة الضاحية الجنوبية، ووصفه بالاجرامي الجبان الذي يعتمد ايصال الرسائل على دم المواطنين الابرياء وارواحهم وارزاقهم وهو يطاول لبنان كله وجميع اللبنانيين وليس الضاحية فقط"، وذلك بحسب بيان للمكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية. واعتبر ان "موقّع هذا الاسلوب الاجرامي يحمل بصمات الارهاب واسرائيل لزعزعة الاستقرار وصمود اللبنانيين خصوصا في ذكرى حرب تموز"، مؤكدا ان ذلك "لا يغير في الثوابت والقناعات وانما يجب ان يكون حافزا" لجميع اللبنانيين قيادات ومواطنين للتكاتف والتضامن وتعزيز الوحدة الوطنية". كما دان الانفجار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي اعلن الحداد الوطني الجمعة داعياً بعد التشاور مع رئيس الجمهورية الى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع صباح اليوم. كما استنكر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الانفجار، داعياً الى "التحلي بالحكمة وضبط النفس وعدم الانجرار الى ما يريده أعداء لبنان".