في يوم ظهر الجمعة من تاريخ 5/8/1434 في إحدى غرف العناية المركزة صعدت أنفاس جدتي الى السماء معلنة رحيلها الأبدي من هذه الحياة التي لطالما كنا نترقب شفاءها بأمل لكن سبقتنا المنية وخطفتها من وجوه تنتظرها بلهفة وشوق لتفجعنا بفراقها النهائي تاركة تلك القلوب المنتظرة بحزن صامت لا يشفى.. جدتي لطالما انتظرت أن تنتهي الجامعة وتبتدئ الاجازة كي اذهب إليك كالمعتاد.. لكن عندما علمت بخبر وفاتك اتاني شوقي خائبا ويقول انتهت لن تعود!! في هذه اللحظة شوقي تجمد لا يعرف اين يذهب ووقفت دموعي بمحجر عينيّ تسأل هذا صدق ام حلم؟وسكن في صدري ذاك الشيء الثقيل او بقلبي ذاك الفراغ الكبير والانكسارالعظيم وبمخيلتي تلك الصور تارة تضحكين وتارة تصلين وأخرى تأكلين بينما في تلك صورة تتألمين.. والدموع حائرة بالتصديق وتتساءل ماالذي حدث! لكن ياجدتي اركان منزلك ايضا لم تجعلني اصدق وفاتك.. رحلتِ وتركتِ لي تلك الاركان تحكي لي تفاصيلك وتحيي ذكراك متجاهلة حقيقة وداعك من هذه الحياة.. ياجدتي ياجدتي ياجدتي سأخبرك بأن رحيلك مؤلم.. قلبي انكسر وصدري انفطر وعقلي انصدم ودمع عيني ذبل.. وذاك البيت اكتأب وتلك السجادة فقدت جبينا سجد عليها في قمم التعب والالم.. وايضا بابك انغلق.. وتلك القلوب تصطبر.. لكن هنيئا قد فزتِ بالذكر الحسن فالجميع ثنى للأهل ركن صخر.. والجار صحبه وفاء طول دهر.. وللمحتاج يد تصل مع بسمة أمل.. لذا أقول الجميع قد فقد.. ياجدتي احرقوني قهرا عندما يقولون رحمها الله ابكوني صمتا عندما يقولون في جنات الخلد.. إنني أراك لم تغيبي عن البال.. الحزن اكل جسدي، والغم اكتسى قلبي والهم اعتلى صدري..! سأقول لك ايضا ان رمضان بانتظاره حرقة حيارى به لمبسم غاب ولنفس رحلت هل نفرح بقدومه ام نحزن لغيابه بك.. والعيد؟! كيف سيكون العيد حرقة تلو غصة ثم خنقة اعلم بذلك! ليس اعتراضا على قدرك يا الله لكن غيابها مؤلم كثيرا.. كثيرون من قالوا لِمَ الحزن هي جدة فقط! لم يعلموا أن تلك الراحلة جعلتني كابنتها أكلت من يدها ونمت بجانبها ولم تضايقني قط بسمتها لي فرحة وضحكتها بهجة، وكلامها حكمة، وهدوؤها نسمة.. ووجودها نعمة وغيابها اشبه بالغصة.. هي فؤادي وروح الجسد.. ياجدتي ياجدتي عسى قبرك من النور سطع.. وفي المساحة.. وسع وغسلتِ بالثلج والبرد.. وفي جنة الفردوس تشربين من أكبر نهر أنا وجميع من فقد.. يالله يالله حزني ليس اعتراضا بل انه فقدا.. فأجبر كسرا.. وفرج هما.. وازل غما.. واغفر ذنبا.. ولاتفجع أحدا.. يااحبتي.. تمسكوا بأحبتكم جيدا.. وبروا بوالديكم دوما.. قبل أن يأتي الموت وتفروا ندما..