استجابت كثير من الأسر لظروف السوق التي فرضت التفكير في بدائل لقضاء أيام العيد بعيداً عن الشاليهات والاستراحات، وكشفت لقاءات "الرياض" مع عدد من المواطنين عن تغير سلوكياتهم وواقعيتهم في اختيار أماكن يجدون فيها الترفيه والمتعة والالتقاء ببعضهم بدون أن يرهقوا أنفسهم مادياً، وتأتي تلك الاستجابة كتحول ثقافي مهم يمكن أن يرفع من مستوى الوعي، ويخفف من التزاحم على تلك الأماكن التي تحسن استغلال مثل هذه المناسبات. المواطنون يغيرون سلوكياتهم في العيد ويتوجهون إلى الأماكن العامة شاليهات مزدحمة نتيجة الطلب المتزايد، والعدد الثابت في تلك المواقع الترفيهية تتكرر في كل عام مشاكل حجوزات الشاليهات والاستراحات، والتي تحسن استغلال الأزمة بزيادة أسعارها مما أدى إلى زيادة سنوياً بما لايقل عن 10 – 15% رغم أن خدماتها لم تتحسن ومرافقها كما هي،ولم يتغير شيء في واقع حجوزات الشاليهات والاستراحات التي عادة تغلق ابواب الحجز في نهايات شعبان من كل عام نتيجة الطلب المتزايد وثبات أعدادها والتزام الكثير منها بعقود سنوية مما يجعل المعروض منها محدوداً قياساً للطلب الكبير عليها فترة العيد. الأمانة تجذب زوار وأهالي جدة بمشاريع تطويرية وبرامج ترفيهية استغلال وفيما وصلت أسعار الشاليهات ايام العيد مابين 10000 إلى 18500 ريال لأيام العيد الخمسة حسب اشتراط ملاكها، وهي الفترة التي تسبق عودة الموظفين إلى أعمالهم، يكشف المواطن ياسر الشريف عن استغلال أصحاب الشاليهات لظروف مرتاديها وإجبارهم على حجز مدة خمسة أيام، ويشير إلى أنه لم يتمكن من الاستئجار نتيجة المبالغة في القيمة والتي تصل إلى مايقارب 20 ألف ريال، يقول: رغم إصرار الأبناء على قضاء أيام العيد في أحد الشاليهات إلا أنني مضطر لعدم تحقيق رغبتهم وذلك لأن السعر مبالغ فيه لأن نصف هذا المبلغ لن يكفي كمصاريف إضافة إلى قيمة الإيجار، ويتفق معه المواطن أسامة العلي الذي صرف فكرة قضاء العيد في الشاليهات مما دعاه للتفكير في السفر إلى دبي أو أبوظبي والاستفادة من العروض التي تقدمها المكاتب السياحية قياساً على المبالغ التي يطالب بها أصحاب الشاليهات، وأشاروا إلى جانب مهم في الشاليهات يحدث أيام العيد والمتمثل في افتقاد الخصوصية في أيام العيد نتيجة استقبال كثير من المستأجرين ضيوف من أقاربهم وبأعداد كبيرة مما ينشأ عنه الفوضى والمضايقات. اشتراطات التراخيص تقلص الاستراحات وترفع أسعارها أعياد مؤجلة وتكشف المواطنه مها الشيخ عن تغيير وجهتهم إلى إحدى العواصم الخليجية لقضاء فترة العيد منعاً لاستغلال أصحاب الشاليهات تلك المناسبات، وتشير إلى دوافع التغيير التي اتخذتها وزوجها وأطفالها بعد مراجعتهم الميزانية التي سيصرفونها لو قاموا باستئجار شاليه ومدى المتعة التي سيجدونها قياساً بما سيلاقوه لو غيروا وجهتهم إلى أي مدينة خليجية من تلك التي تزخر بالأماكن الترفيهية، ولتوفر عروض سياحية مغرية تناسب ثقافتنا وعاداتنا، تشمل التذاكر والسكن ومواقع متميزة تتوافر فيها مقومات السياحة والانضباط. وتلفت إلى ضرورة تبني الجهات المعنية بالترفيه والسياحة لمشاريع استثمارية كبيرة تتناسب والكثافة السكانية الهائلة والإقبال الكبير على جدة مما يتطلب مشاريع تليق بالمدينة وحجم الطلب، وتشير إلى صعوبة توفير حجوزات على كثير من الوجهات السياحية مما يكشف الطب العالي على السفر لقضاء إجازة العيد. صورة من موقع أمانة جدة تكشف الإقبال الكبير على الكورنيش الشمالي استراحات محاصرة إلى ذلك فقد قلصت اشتراطات الأمانة والدفاع المدني من عدد الاستراحات المعروضة للإيجار نتيجة عدم تكمن الكثير من أصحاب الاستراحات الوفاء بتلك الشروط، ويبين سعيد الحامد الذي يمتلك استراحة معدة للاستثمار استحالة تحقيق شروط التراخيص للاستراحات، ويكشف عن قيام كثير من ملاك الاستراحات بالامتناع عن الإيجار اليومي والبحث عن مستأجرين بعقود سنوية نتيجة المضايقات والغرامات التي لاتقل عن 5000 ريال وإغلاق الاستراحة شهرا كاملا، ويطالب بمراجعة تلك الاشتراطات نظراً للشروط التعجيزية، في حين يرى أن الاستراحات كانت تمثل متنفساً لكثير من الأسر، لأنها تناسب شرائح معينة من المجتمع ذات الدخول المتوسطة والمحدودة، ويرى أن المتضرر الأكبر هو المواطن لأن ذلك انعكس على الاستراحات المعروضة للإيجار التي ارتفعت اسعارها، ويشير المواطن عبدالعزيز باوزير إلى تكبده مشقة التجوال اليومي طيلة الأسبوع المنصرم بحثاً عن استراحة مناسبة، يقول أخرج كل يوم بعد صلاة العصر في بحث مستمر عن استراحة مناسبة تجمعنا أيام العيد وهذا ما تعودنا عليه كل عام، إلا أنني أصدم بعدم وجود استراحة مناسبة، ويكشف عن سر سرعة نفاد حجز الاستراحات قياساً إلى الشاليهات، يقول: رغم أسعارها المرتفعة إلا أن مشاركة أربع إلى خمس أسر تخفف من حجم المبلغ الذي نتوزعه سوية، ولكن هذا العام تغير الحال بعد بإغلاق العديد من الاستراحات أبوابها وتحولها لاستراحات خاصة وبعد البحث عن الأسباب أعادوا ذلك لقيام لجنة من عدة جهات أمنية بمحاصرتهم وتغريمهم مبالغ كبيرة في حال التأجير مما دفعهم لإيجارها بعقود سنوية أو بيعها. ياسر الشريف التجربة العمانية ويستغرب المواطن صالح فريد نمطية تفكير المسؤولين في الجهات المعنية بمواقع الترفيه، وحصرها في الحدائق والمتنزهات التي تفتقد لعوامل جذب الأسر السعودية، وينتقد عدم بحثهم عن حلول لآلاف الأسر التي تظل تهيم على وجهها بحثاً عن حيز في الكورنيش أو الحدائق أيام العيد أو الاستسلام والبقاء حبيسة البيوت، ويلفت إلى تجربة عاشها في زيارة لمدينة صلالة الشهر الفائت، يقول كنت في رحلة عمل ومعي مرشد سياحي من ابناء صلالة ولفت نظري أعداد كبيرة من المخيمات بأحجام تشبه الصيوان الكبير منصوبة بأسلوب منظم وفق تقسيمات هندسية على امتداد مساحات شاسعة في أطراف المدينة وبعد أن لاحظ دهشتي ذكر أنها مخيمات تقيمها بلدية صلالة للأسر بإيجار رمزي وموصل لها الخدمات والمرافق المطلوبة ويضيف: تقريباً يخرج لها غالب ابناء المدينة، كل أسرة تأخذ لها مخيما وتحظى بإشراف ورقابة وتمارس فيها مناشط وبرامج ترفيهية. ويتساءل لماذا لا تقوم الأمانة بالاستفادة من تجربة العمانيين وتنفيذ تلك المخيمات في كافة أرجاء المدينة في الشمال والشرق والجنوب بحيث تخدم كافة الأحياء ومثل تلك المخيمات قد تكون مدخلا لتخفيف الأعباء المالية على الأسر وتربية الوعي البيئي وتخفيف الازدحام على مناطق الترفيه مثل الكورنيش والمولات، وتشيع البهجة في النفوس. صالح فريد العيد موسم المخالفين يلفت المواطن ياسر الشريف إلى جانب مهم يتكرر حدوثه في أيام العيد الذي يتحول في نظره إلى موسم جني أرباح لمخالفي نظام الإقامة والعمالة التي تتاجر في كل شيء بدءاً بالدبابات والخيل والبليلة إلى أن يصل الأمر إلى الممنوعات مثل الطراطيع، ويشير إلى تجاوزات تحدث من هؤلاء المخالفين تتمثل في الإزعاج والتلوث الذي تحدثه مركباتهم من خلال الأدخنة الكثيفة، إضافة إلى خطر دهس الأطفال والمخاطرة حين يركب عليها أطفال لايحسنون قيادتها، وطالب بتكثيف الحملات الأمنية فترة العيد. مها الشيخ العيد مع الأمانة أحلى ويبدي المهندس سامي نوار مدير إدارة الثقافة والإعلام بأمانة جدة تفاؤله بفعاليات ومناسبات العيد التي يرى انها ستكون مصدر سعادة وبهجة لمن يقضي العيد في جدة، ويشير إلى برامج متنوعة تخدم كافة الأعمار، إضافة إلى مشاريع تطوير الكونيش الأوسط والشمالي والتي ستكون متنفسا كبيرا لأهالي جدة وزوارها ويكشف عن جهودهم في الأمانة بالتنسيق مع الجهات الأمنية في منع الدبابات والخيول من ارتياد الكثير من المواقع في الكورنيش وتحديد مواقع معينة لها لضمان عدم إيذاء المتنزهين، ويقول: مستوى التجهيزات وأماكن الترفيه سوف تغني كثيرا من الأسر عن المنتجعات والاستراحات لما توفره من مساحات خضراء وملاه وجلسات تستوعب أعداداً كبيرة من المتنزهين.