تسوق نيوزيلندا نفسها للعالم تحت شعار "نقي 100 بالمئة" لكن مؤهلاتها البيئية ليست خالية من العيوب كما يظن كثيرون. فغالبية الأنهار ملوثة لدرجة انها لا تصلح للسباحة وسجلها في مجال الحفاظ على البيئات الطبيعية من بين أسوأ السجلات في العالم على أساس متوسط نصيب الفرد من الدخل، ونيوزيلندا هي الدولة الوحيدة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي لا تصدر تقريرا وطنيا منتظما عن البيئة. وادى اكتشاف شركة فونتيرا النيوزيلندية أكبر مصدر لمنتجات الألبان في العالم لبكتيريا قد تسبب تسمما غذائيا قاتلا في مكونات باعتها لثماني دول إلى كشف ضعف نيوزيلندا في مجال سلامة الأغذية وهشاشة الصورة النظيفة والخضراء التي يقوم عليها اقتصادها الذي يعتمد على الزراعة والسياحة. وتلقى الصادرات الزراعية بما في ذلك منتجات الألبان واللحوم والفاكهة رواجا دوليا بفضل سمعة نيوزيلندا كبلد منتج للأغذية الآمنة والطبيعية العالية الجودة. وقال جيل برينسدون خبير العلامات التجارية في وكالة راديشن للعلامة التجارية في أوكلاند "ان آجلا أو عاجلا كان سرنا الصغير القذر سينكشف." وأضاف "فونتيرا أكبر مصدر لدينا وتتداخل صورتها تماما مع صورة نيوزيلندا وهي أيضا أكبر مساهم في علامة (نقي 100 بالمئة) التجارية. عندما تخرج بشيء على انه نقي 100 بالمئة عليك أن تكون نقيا 100 بالمئة ولقد أثبتنا أننا لسنا كذلك." والقطاع الأولي في نيوزيلندا -الذي يشمل صيد الأسماك والغابات ويمثل حوالي 60 في المئة من الصادرات و 18 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد البالغ 160 مليار دولار- من بين أعلى النسب في العالم المتقدم. وتشكل السياحة حوالي 10 في المئة الناتج المحلي الإجمالي. وعادة ما تسوق البلاد نفسها دوليا بشعار "نقي 100 بالمئة" في الإعلانات المطبوعة والتلفزيونية وتجتذب ملايين الزوار كل عام لزيارة المتنزهات الوطنية والشواطئ والبحيرات لكن هذا التسويق للبلاد يغفل جانبا مظلما للمؤهلات البيئية في البلاد. وتقول وزارة البيئة إن أكثر من 60 في المئة من مياه أنهار نيوزيلندا "سيئة" أو "سيئة للغاية" وغير آمنة للسباحة بسبب التلوث. وتمثل مزارع إنتاج الألبان سببا رئيسيا من أسباب سوء نوعية مياه الانهار بسبب الأسمدة ومياه الصرف. وعلى عكس العديد من البلدان الأخرى تجري تربية الأبقار في نيوزيلندا على مراعي الاعشاب على مدار العام وهذا سبب رئيسي في تجارة سنوية لمنتجات ألبان بتسعة مليارات دولار. وقال مايك جوي خبير البيئة في جامعة ماسي "لأننا نفتقر إلى تنظيم فضلات المزارع منذ 20 عاما لذلك يفعل المزارعون ما في وسعهم لانتاج المزيد من الحليب وهو ما يعني وضع المزيد من الأبقار في المراعي."