يمثل العمل الطبي التطوعي رافداً لتقديم الخدمات الطبية للفقراء والمحتاجين بالإضافة مساعداً للقطاع الحكومي والخاص، منذ عام 1428ه والجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى «عناية» تشكل قصة نجاح لامعة، فهي تواصل عملها في هذا المجال، من خلال اسهاماتها في توفير الخدمات الطبية المجانية لفئة من المجتمع تعاني من قلة الدخل والإزدحام على المستشفيات الحكومية والمقيمين لعدم شملهم بالتامين الطبي، والجمعية تقوم بتقديم خدمة صحية مجانية تخضع لفكر فائم على إستراتيجية واضحة تستهدف المشكلات الصحية وتستبقها في جميع محافظات الرياض، والجمعية ترى أن العمل التطوعي يقرب المجتمع من افراده ونخبته من الواقع الصحي، ويجعل الناس أكثر أستيعاباً للمشكلات والمشاركة في حلها. كما أدعو أن يكون العمل الطبي التطوعي المؤسسي يصلح أن يكون جهة رقابية وتطويرية غير مباشرة على الأداء الحكومي فهو يسدد ثغرات الأنظمة. كما أؤكد أن العمل التطوعي يعد رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها فالامة كلما ازدادت في التقدم والرقي ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري كما يعد التوجه للعمل الخيري التطوعي مطب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات، كما ادعوا إلى أهمية الأستثمار في العمل التطوعي الطبي وبناء روح الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ومفهوم التطوع يتضمن جهوداً إنسانية تبذل من أفراد المجتمع بصورة فردية أو جماعية، ويقوم بصفة أساسية على الرغبة والدافع الذاتي سواءً كان هذا الدافع شعورياً أو لا شعورياً ولا يهدف المتطوع تحقيق مقابل مادي أو ربح خاص بل أكتساب شعور الإنتماء إلى المجتمع وتحمل بعض المسؤوليات التي تسهم في تلبية احتياجات اجتماعية ملحة أو خدمة قضية من القضايا التي يعاني منها المجتمع وهو دافع أساسي من دوافع التنمية بمفهومها الشامل إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً وثقافياً ودليل ساطع على حيوية المجتمع وترجمة مشاعر الولاء والانتماء للوطن إلى واقع ملموس واستثمار وقت الشباب في أعمال نبيلة، إضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليص فوارق الطبقية بين أفراد المجتمع. كما أؤكد أن العمل التطوعي الطبي هو جزء أساسي من مهنة الطب، حيث أن التثقيف الطبي هو الحلقة الأولى فيما يسمى بالوقاية، يحول الثقافة إلى سلوك ملموس يؤثر تأثيراً مباشراً على صحة الإنسان، ويفر على خزينة الدولة ملايين الريالات إضافة إلى تقديم العلاج. * أمين عام جمعية عناية