يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فكلما ازدادت الأمة في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري، وذلك بالإضافة إلى أن الانخراط في العمل التطوعي مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات. ونظراً لأهمية العمل التطوعي للشباب والذي يشكل أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دورهم في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع, قامت مبادرة زايد العطاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بإطلاق حزمة من المبادرات التطوعية في شهر رمضان لتعزيز العمل المجتمعي محلياً وعالمياً تحت شعار "تلاحمنا مسئوليتنا" في دورتها الحادية عشرة، بالشراكة مع العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، في نموذج مميز للشراكة المجتمعية. وتهدف الحملة إلى تقديم خدمات تطوعية وإنسانية للأسر المتعففة في مختلف إمارات الدولة، إضافة إلى تعزيز مفهوم التلاحم الاجتماعي، وترسيخ ثقافة العمل التطوعي والمجتمعي لدى الشباب من أبناء الإمارات، من خلال أنشطة وفعاليات متنوعة في شهر رمضان المبارك، تشمل ملتقيات صحية مجتمعية وتحريك عيادات توعوية ووقائية والقيام بزيارات إلى الأسر المتعففة ومراكز الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، والمستشفيات وغيرها من الفعاليات التطوعية والإنسانية، التي سيتم تدشينها خلال شهر رمضان المبارك. ويرى القائمون على المبادرة أن العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه، يعد رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، كما يعد العمل التطوعي من أبرز متطلبات الحياة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في المجالات كافة. وتأتي المبادرة انسجاماً مع توجيهات القيادة الحكيمة التي تحفز الشباب من أبناء الإمارات لتبني مبادرات تطوعية، سواء على الصعيد الشخصي أو المؤسسي, حيث تلهم ممارسة العمل التطوعي ومزاولته المتطوع الكثير من الأفكار الإبداعية، التي سيتم تبنيها من قبل مبادرة زايد العطاء، لتمكين الشباب من خدمة المجتمع المحلي والعالمي. وقد طرحت مبادرة زايد العطاء العديد من الأفكار للتطوع المجتمعي والإنساني منذ تأسيسها عام 2002، وقدمت نموذجاً مميزاً للأعمال التطوعية، يحتذى به محلياً وعالمياً، أبرزها إطلاق حملة المليون متطوع، حيث انطلقت الحملة في عام 2009، لاستقطاب مليون متطوع من الرجال والنساء من مختلف التخصصات، للمشاركة بمليون ساعة تطوع في التنمية المجتمعية والاقتصادية، في مجالات الصحة والبيئة والتعليم والثقافة. كما تم تبني حملة عالمية لعلاج مليون طفل ومسن، والتنظيم السنوي لمؤتمر الإمارات للتطوع، وإطلاق جائزة الإمارات للتطوع وتأسيس أكاديمية الإمارات للتطوع، وتبني المهرجان العالمي للتطوع وتنظيم الملتقى العربي لتمكين الشباب في العمل التطوعي وإطلاق رواد الأعمال الاجتماعيون ومبادرات الاستثمار الاجتماعي ومشاريعها المستدامة، واحتضان ملتقى العطاء العربي سنوياً بحضور رواد العمل التطوعي والعطاء الإنساني، الذي يتم فيه تكريم فرسان العطاء العربي من الملوك ورؤساء الدول ورواد العمل الاجتماعي. جدير بالذكر أن المبادرة قد قامت بتدشين البرنامج الوطني للمسئولية الاجتماعية "مسئولية"، بهدف ترسيخ ثقافة العطاء في المؤسسات، وتشجيعها على ابتكار وتبني مبادرات المسئولية الاجتماعية, ويتضمن البرنامج جائزة المسئولية الاجتماعية في ثلاث فئات: أبو ظبي والإمارات والجائزة العربية, كما أطلقت المبادرة برنامج "وقاية" بشراكة مع وزارة الصحة وهيئة الصحة بأبو ظبي لتعزيز الوعي الصحي بين أفراد المجتمع، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المزمنة, وكذلك برنامج "تدريب بلا حدود" الذي يعد الأول من نوعه، ويهدف إلى توفير برامج تدريبية لصقل مهارات الكوادر المهنية الطبية، وتطوير أدائهم في مجالات طب الطوارئ والقلب والعناية المركزة والإصابات والكوارث.