بعيون مترقّّبة ترنو إلى المارّة عبر مركباتهم قبيل الإفطار، يقف مجموعة من الشباب السعودي الغض عند الإشارات المرورية في الطرقات الرئيسية، يحملون معهم "وجبات إفطار صائم" يقدمونها بكل حب لمن تُجبره الإشارة على التّوقُّّف. دماثة الخلق والابتسامة التي تجلل وجوههم والعبارات المرحّبة هي أبرز سمات هؤلاء الشباب. يقول مالك السلطان إنه يجد سعادة غامرة وهو يجوب الطرقات بحثاً عن صائم داهمه الوقت وهو راجعٌ إلى منزله ولن يتمكن من الإفطار مع أسرته فتكون الوجبة التي نقدمها له بمثابة هدية يُسر ويفرح بها هذا العابر الذي قضى شطر يومه صائماً يتحمّل حرارة الصيف والجوع. ويتفق معه عبدالمحسن القحطاني الذي يعتبر أن هذه الوجبة المعدة بشكل جيد ومغلفة بطريقة صحية وجاذبة تخلق شعوراً جميلاً للصائمين الذين يتلقفونها بابتسامة مشفوعة بأجمل دعاء لهذا الشباب الرائع الذي يضرب أروع الأمثلة في العطاء،حيث انهم يحرمون أنفسهم لذة المكوث في منازلهم على هدير المكيفات الباردة بصخبها اللذيذ طمعاً في أجر تفطير صائم. أما الشاب ناصر الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملاً قال:هو تقليد سنوي سنّه والدي يتمثل في جلب هذه الوجبات ونقوم بتغليفها بطريقة جيدة عند محلات التغليف بشكل يومي وأقوم أنا بتوزيعها عند الإشارات وعما إذا كان هناك من جهة تدعمهم كجمعية أو خلافه أجاب بالنفي مضيفاً:هو اجتهاد من الوالد ورغبة في الأجر من رب العباد في شهر يتسابق فيه المسلمون في مضمار العطاء والخير. هكذا كان مشهد طرقات الرياض قبيل الإفطار بدقائق،حركة دائبة وأياد تمتد إلى مجموعة من الكراتين التي تحوي الوجبات بعضها من الجمعيات الخيرية وبعضها الآخر من بعض فاعلي الخير. هذا المنظر الإنساني الذي يعكس خيرية هذا الدين ومضامينه الجميلة يتكرر كل عام من شاب في مختلف الأعمار كلهم يندب نفسه لهذا السلوك الرائع غايتهم في ذلك رضا الله والطمع في نيل أجره في شهر عظيم تتضاعف فيه الحسنات وتتسع فرصة الظفر بخيري الدنيا والآخرة. مالك السلطان خلال توزيع الوجبات عبدالمحسن القحطاني يهم بتسليم أحد العابرين وجبة إفطار