طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا اثر لقائه في نيويورك وزير الخارجية الاميركي جون كيري بان تسلم الولاياتالمتحدة "سريعا" مقاتلي المعارضة اسلحة تمكنها من مواجهة ترسانة الرئيس بشار الاسد. وقال الجربا في بيان اثر لقائه في مقر الامم الامتحدة بنيويورك الوزير الاميركي ان الرئيس السوري "يسعى الى الانتصار عسكريا من خلال ترسانة تتراوح من الاسلحة الكيميائية الى القنابل الانشطارية". واضاف "طالما ان النظام لم يوافق على حل سياسي فنحن بحاجة الى ان ندافع عن انفسنا". واِلتقى الجربا أمس في نيويورك اعضاء مجلس الامن الدولي. وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما قد وعدت بزيادة مساعدتها العسكرية الى مقاتلي المعارضة السورية بعدما اتهمت نظام الاسد باللجوء الى السلاح الكيميائي ضد معارضيه. وخلال لقائه كيري دعا الجربا الولاياتالمتحدة الى الوفاء بهذا الوعد "سريعا وبما يتيح لنا الدفاع عن انفسنا وحماية السكان المدنيين". واضاف "ان حرماننا من حقنا المشروع في الدفاع عن انفسنا يهدد باستمرار النظام فآلاف الاشخاص سيقتلون والقمع سيتواصل بدون اي أمل في ان تكون هناك نهاية له". وأكد الجربا ان الائتلاف "يعي تماما المخاوف الاميركية بما خص التطرف وامكانية الاستيلاء على المساعدة العسكرية"، مشددا على ان المعارضة السورية "مصممة 100% على ارساء نظام ديموقراطي منفتح على جميع السوريين بغض النظر عن انتمائهم الديني او العرقي". من جهته وصف كيري اللقاء مع الجربا ب"الايجابي" ولكن من دون ان يتطرق الى موضوع تسليح المعارضة. وتعمل الولاياتالمتحدة حالياً على اختبار قدرة المعارضة السورية على توزيع الحصص الغذائية والمجموعات الطبية والأموال على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ويجتمع مسؤولون أميركيون اسبوعيا في تركيا مع زعماء المعارضة السورية للاتفاق على أفضل السبل لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة إلى مقاتلي المعارضة والبلدات والمناطق التي عصفت بها الحرب. وتحضر سهير الأتاسي إحدى اشهر زعيمات المعارضة السورية الاجتماعات بوصفها منسقة للمساعدات "غير الفتاكة" التي تتضمن معدات للمقاتلين والمجالس المحلية مقارنة بالمساعدات الإنسانية للمهجرين. ويتم تسليم الامدادات الى ضباط في الجيش السوري الحر في أماكن سرية لا يمكن الكشف عنها لأسباب أمنية. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية يشارك في هذا الجهد "إني اقوم بتوقيع الأوراق وأصافح مسؤول الجيش الحر. وأتمنى له الخير ثم انصرف". ويأخذ المقاتلون المعونات إلى وحداتهم ويوزعون أيضا بعضها على المدارس والمشافي والمجالس المحلية. وبالنظر إلى غياب وجود دبلوماسي أميركي على الأرض فإن سورية تنطوي على تحد جسيم لمنسقي المعونات. ويقول مسؤولون أميركيون انهم يعتمدون على شبكة من نحو 75 شابا سوريا يجمعون المعلومات في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون وينقلونها الى وحدة الأتاسي. وغالبا ما يتم التحقق من تلك المعلومات من مجموعات للأمم المتحدة. وقد مهد الكونغرس الطريق في وقت سابق من هذا الشهر لكي ترسل واشنطن الى المعارضة بالاضافة إلى المساعدات غير الفتاكة والإنسانية اسلحة. ووافق المشرعون على تمويل محدود لعملية نقل الاسلحة وهم يخشون ان ينتهي الأمر بالاسلحة والذخائر في أيدي جماعات إسلامية متشددة.وقال داتش روبرزبرجر ارفع ديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب "احدى القضايا الأساسية هي الحرص على ألا يصل شيء إلى أيدي تنظيم القاعدة". ولمتابعة سير المعونات غير الفتاكة التي تدخل سورية يطلب المسؤولون الأميركيون من المعارضة ارسال أدلة مصورة لشحنات الامدادات كإثبات ان تلك السلع وصلت الى الأيدي الصحيحة. وقال المسؤول "إذا كنا نرسل كميات صغيرة من النقد إلى مجلس محلي لدفع الرواتب فإننا نصر على التوقيعات والصور. واحد السبل لتقليل الخطر هي أننا نحتفظ بكميات نقد صغيرة وندفع شيئا مثل إعانة مالية صغيرة أكثر من كونه راتبا". ومع أنه ليس من السهل دائما ضمان ان تصل الامدادات الى الجهات المقصودة أو ألا تجد طريقها في نهاية المطاف إلى السوق السوداء فإن منسقي المعارضة السورية بدأوا يكتسبون ثقة المسؤولين الأميركيين. وقال المسؤول الأميركي "لقد اجتازوا الاختبار حتى الآن".وترسل فرنسا أيضا إمدادات إلى مقاتلي المعارضة منها مظاريف تحوي نقودا يتم تسليمها على الحدود التركية.