رفض أحد أبرز مستشاري الرئيس الافغاني حامد كرزاي للشؤون الدينية إلغاء مرسوم أصدره علماء دين في شمال البلاد يعيد القيود التي كانت مفروضة على المرأة إبان حكم حركة طالبان في دلالة على عودة الاتجاه المحافظ للبلاد مع استعداد قوات حلف شمال الاطلسي للرحيل من هناك. وبعد أيام من اطلاق الولاياتالمتحدة برنامجا يتكلف 200 مليون دولار لتعزيز دور المرأة في افغانستان قال عضو بارز في مجلس العلماء انه لن يتدخل في مرسوم اصدره علماء دين في منطقة ده صلاح بإقليم بغلان. صدر المرسوم المؤلف من ثماني نقاط في أواخر يونيو ويقضي بمنع مغادرة المرأة منزلها بدون محرم وباغلاق متاجر أدوات التجميل بحجة انها تستخدم للدعارة وهو اتهام رفضه السكان والشرطة. وصرح عناية الله بليغ عضو مجلس العلماء ومستشار الرئيس قائلاً "لا مجال لبقاء مثل هذه المتاجر. المحال للتجارة وليس الفسق". ووصف سكان ده صلاح المرسوم "بالفتوى" رغم أن اصدار مثل هذه الفتاوي الملزمة يقتصر على كبار العلماء في كابول. وفي مؤشر على معارضة مثل هذه الفتاوى قتل صاحب محل شاب رئيس بلدية بالرصاص حين حاول تنفيذ الفتوى. كما تحظر الفتوى على النساء دخول العيادات الطبية بدون محرم وتهدد "بعقوبات" غير محددة للمخالفات. تعاني افغانستان من واحد من اعلى معدلات وفيات الاطفال في العالم وبعد أكثر من عقد من الاطاحة بطالبان بدعم من الولاياتالمتحدة لا تزال من اسوأ الدول في معاملة المواليد من الإناث. وتضمن المرسوم تهديدا بإعلان الجهاد اذا ما حاولت السلطات منع تنفيذ الفتوى. ويخشى كثيرون في افغانستان من اجهاض الحريات التي نالتها المرأة بشق الانفس مع اقتراب رحيل القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في ظل الجهود المبذولة للتوصل لاتفاق سياسي مع طالبان لانهاء الحرب الدائرة منذ 12 عاما. وفي دولة شديدة المحافظة يهيمن عليها الرجال حيث تطغى غالبا سطوة الدين على سلطة القانون يقف علماء الدين في كثير من الاحيان حجر عثرة امام نيل النساء حقوقهن التي يحصلن عليها بموجب الدستور. وفي ده صلاح التي يقطنها 80 ألف نسمة معظمهم من الطاجيك مصدر الدعم الرئيسي لطالبان وقف عبدالله امام متجره لأدوات التجميل الذي اغلق بألواح من الخشب قائلاً "يريدون عودة ايام طالبان. اذا استسلمنا لهم فسيسيطرون على المنطقة وتصبح الحياة مستحيلة". وتابع "نحن فقراء ..اغلق متجري. اريد ان تتحرك الحكومة. يحكم الملالي المنطقة الآن مثلما كانت تفعل طالبان". وقال الطبيب شاه اغا اندربي إن شائعة الدعارة والزنا في ده صلاح بلا أساس وإنها مجرد ذريعة لقمع النساء. وتابع "لا شيء يحدث في هذه المتاجر انا واثق من ذلك. لا يوجد دليل. كل ما يريدونه هو اغلاق هذه المتاجر في وجه النساء". كما رفض قائد شرطة ده صلاح الكولونيل عبد الأحد نبي زاده ما تضمنه المرسوم من مزاعم قائلا ان رئيس البلدية الذي قتل اثناء اغلاق المتاجر تحرك تحت تأثير التهديد بالجهاد ضده اذا اعتبر معارضا لتنفيذ الفتوى. وقال نبي زاده "الجميع هنا مسلمون. ولم نر سلوكا مماثلا لمزاعمهم في هذه المدينة الصغيرة. كانت النساء تذهبن للسوق لشراء احتياجاتهن وعارض المحافظون ذلك". واعلن مسؤولون أميركيون الأسبوع الماضي عن برنامج لمساعدة النساء الافغانيات بقيمة 200 مليون دولار على ان يقدم مانحون اخرون في التحالف الذي يقوده حلف شمال الاطلسي مساعدات مماثلة. ومن المقرر أن تنهي القوات المتحالفة عملياتها القتالية في افغانستان في نهاية العام المقبل. واتهمت جماعات لحماية حقوق الانسان واخرى نسائية كرزاي بالنكوص عن تعهداته بحماية الحريات التي تتمتع بها النساء وابرزت معارضة البرلمان لمرسوم رئاسي يحظر العنف ضد النساء. كما عينت الحكومة مسؤولا سابقا من طالبان بمجلس حقوق الإنسان الجديد في حين تمنع قوانين جنائية يناقشها البرلمان على النساء والفتيات الشهادة ضد المتهمين بإساءة معاملتهن من قبل افراد اسرهن.