في وقت ظلت فيه التعاقدات النصراوية تلوي أعناق المتابعين باتجاه ضاحية العريجاء في الرياض، حيث ظل السؤال الحاضر في الأثناء "من وين يجيبون الفلوس؟!"، خصوصا وهم يتابعون حركة شراء العقود المتسارعة ما جعل النصر يتصدر بورصة الانتقالات الصيفية بأقوى الصفقات، لا زال بعض النصراويين يمارسون سياسة التشويش على إدارة النادي بصورة بدت متعمدة والهدف منها واضح. ثمة حالة إجماع من قبل المتابعين للمشهد النصراوي على أن العقود المحلية التي أبرمتها الإدارة النصراوية هي بمثابة "ضربة معلم"، وذلك بالتعاقد مع الثلاثي يحيى الشهري، وعبدالرحيم الجيزاوي، وربيع سفياني، فحتى أبسط المتابعين يستطيعون الوقوف على نوعية هذه الصفقات، غير أن هناك من النصراويين يرون ما لا يراه الجميع، إذ يحاولون وببسالة لافتة تمرير رؤيتهم على أن هذه الصفات ليست سوى عبث مالي يضر بالنصر ولا ينفعه. تلك الآراء الموغلة في التثبيط ليست وليدة هذه الصفقات فقد شاهدناها تتكرر بين تارة وأخرى، وذلك بإعادة تدويرها بطرق وأشكال مختلفة في كل حراك يقوم به الأمير فيصل بن تركي منذ أن تسلم رئاسة النادي، بل إننا نراها تزداد في التصعيد مع كل بوادر نجاح لأي خطوة يخطوها في هذا الاتجاه أو ذاك، ما يدلل على أن مصلحة النصر هي آخر ما يمكن أن نتوقعه من وراء تلك المواقف التي يمكن تجاوز تسميتها آراء خاصة إلى توصيفها بأنها حملة منظمة. لا أجد نفسي مبالغاً في التوصيف، لأن ذلك الهجوم المنّظم والمتواصل لا يصدر عن مشجعين محتقنين عاشوا سنوات طويلة يبحثون فيها عن بطولة يطفئون بها نيران السنين الجدباء حتى يعذرون، إنما تصدر عن أسماء اعتبارية في البيت النصراوي، ما بين شرفيين بارزين، وإداريين سابقين، ونجوم كبار، وإعلاميين لهم تأثيرهم، حتى يكاد المتابع يشعر وكأن هناك غرفة تحكم تدار فيها عملية التأليب على إدارة النادي. الواضح جداً في "البيت الأصفر" أن الأمير فيصل بن تركي الذي يفتح هذا الموسم الباب الأخير في فترة رئاسته بات يرمي بكل ثقله المادي واللوجستي في سبيل إنهاء الموسم وفي يده بطولة، فتصريحاته وتحركاته كلها تؤكد بأن الرجل لا يريد أن يطوي ملف رئاسته دون أن يكتب فيه إنجازاً يؤكد به أنه كان خياراً ناجحاً للنصراويين، ويستطيع من خلاله أن يطرح نفسه كمرشح لدورة رئاسية ثانية، لكن الواضح أكثر أن الطرف المعارض له يدرك ذلك تماماً، ولذلك فهو يخشى من قدرته على قلب الطاولة في الوقت الضائع. التنازع الحاصل في النصر بين الإدارة الرامية لتحقيق مطمع النصراويين في بطولة، وبين من لا همّ لهم إلا إثبات فشل خيارات الأمير فيصل بن تركي، وهم الذين خاطبهم ذات تصريح محتقن بقوله: من أنتم؟! ليس مصلحته الكيان الأصفر، وإنما المصالح الشخصية، خصوصاً من الطرف المعارض، بدليل أنه لم يقدم طوال السنوات الأربع مشروعاً يمكن أن يعوّل عليه غير مشروع إسقاط الإدارة، بأساليب أضرت بالنادي، ولم تزحزح الرئيس خطوة واحدة عن كرسي الرئاسة، وهو ما يجعلنا نستشف أن حراك المعارضة النصراوية لا يتجاوز سياسة "ألعب أو أخرب"!