مرت التعاقدات النصراوية «المحلية» بحقبة وصفها الكثيرون بالمتردية إذ عانت الجماهير «الصفراء» من تراجع فريقها في قائمة «المتعاقدين» في سوق الانتقالات السعودي، في وقت اقتصرت فيه أقوى الصفقات على أندية الاتحاد والهلال والشباب والأهلي. ومع مرور الوقت بدأت سياسة مسيري النصر في سلك مسار مختلف عن السابق، وزاد عدد الصفقات بشكل كبير وتحديداً إبان رئاسة الأمير فيصل بن عبدالرحمن في «ولايته الثانية»، إلا أن تلك التعاقدات الكثيرة لم تكن قوية كونها ارتبطت بأسماء لاعبين تجاوزت أعمارهم سن ال30 بل إن أنديتهم لم تعد ترغب في استمرارهم لمواسم جديدة، أو في بعض الأحيان منسقين من الأندية الأخرى، وهو الأمر الذي لم يثمر عمه أي نجاح مما انعكس سلباً على الجماهير، التي أظهرت رد فعل غاضب حيال التعاقدات التي أطلق على إثرها لقب «دار العجزة» على النادي. النصراويون تأملوا برئيس جديد تتواكب إمكاناته مع متطلبات «عصر الاحتراف» الذي يتطلب در أموال بسخاء، وهو ربما الأمر الذي كان ينطبق على عضو شرف النادي (حينها) الأمير فيصل بن تركي، الذي ترشح لرئاسة النادي بعد سلسلة من وقفات وتعاقدات قدمها كهدية للفريق في أوقات متفرقة، إذ كسب بعد ذلك قلوب الجماهير، وثقة أعضاء الشرف الذين أهدوا فيصل بن تركي كرسي الرئاسة ومنذ ذلك الوقت وأوضاع النص في «سوق الانتقالات السعودي» بدت مختلفة تماماً وأفضل حالاً بل إن «العالمي» كان الأكثر إنفاقاً للملايين بين أقرانه فيما يتعلق بالتعاقدات المحلية. موسم 2009-2010 «كحيلان» كما أطلقت عليه الجماهير «العاشقة» قص شريط التعاقدات بصفقة من العيار الثقيل عندما جلب مهاجم القادسية محمد السهلاوي بمبلغ قياسي قدّر ب32 مليون ريال مدة خمسة أعوام، إذ سُجِّلت هذه الصفقة في مقدمة التعاقدات الأغلى في تاريخ الكرة السعودية، جماهير النصر اسبتشرت خيراً بعد أن أصبح فريقها ينفق الملايين في سبيل صناعة فريق قوي، كما أضحى أحد أبرز العلامات في سوق الانتقالات ودائماً ما يرتبط اسمه بالأسماء المميزة، خصوصاً أن التعاقد مع السهلاوي جاء تعويضاً لعدم نجاح المفاوضات مع مهاجم الوحدة (حينها) والأهلي حالياً عيسى المحياني الذي قرر الانتقال للهلال قبل ثلاثة مواسم ب15 مليوناً على رغم ظهور إدارة الوحدة وإعلانها استعداد النصر دفع 30 مليون ريال نظير كسب خدمات مهاجمها. بعد ذلك تجلت سياسة فيصل بن تركي في عملية التعاقدات واعتماده غالباً على أسماء شابة من شأنها خدمة النادي مستقبلاً إذ تعاقد مع سعود حمود وحسين ربيع من نادي الرياض، وخالد الزيلعي وعبدالله القرني من نادي أبها، فيما جاءت الصفقة الأكثر جدلاً وقوة للرئيس «المنفق» في بدايته مع المدافع المخضرم حسين عبدالغني، في صفقة كان لها أبعاد كثيرة في الوسط الرياضي، ما بين عودته لناديه السابق الأهلي أو استمرار تجربته الأوروبية، قبل أن يصبح لاعباً نصراوياً في صفقة غير الكثير من مفاهيم التعاقدات في «البيت الأصفر». المقربون من النصر تخوفوا بعض الشيء من إبرام صفقتين في نهاية فترة الانتقالات تمثلت في التعاقد مع كل من مدافع الشباب صالح صديق ومدافع قطر القطري والهلال والاتحاد السابق أحمد الدوخي نظير تقدمهما في العمر. ثم أضاف في فترة الانتقالات الشتوية تعاقده مع مدافع الأهلي محمد عيد في صفقة كان ثمنها ثلاثة ملايين ريال والتنازل عن محور الارتكاز يوسف الموينع لمصلحة النادي الأهلي، وكذلك مدافع القادسية عبدالكريم الخيبري. موسم 2010 - 2011 استعان فيصل بن تركي بمدرب الفريق وبعض أعضاء مجلس الإدارة وبحث معهم أبرز حاجات الفريق لإبرام صفقات محلية جديدة، وبدأت الشائعات بربط أسماء عديدة بالنصر، ولكن من دون أي حراك علني من الإدارة، إذ كان العمل يدار في الخفاء للظفر بخدمات لاعب الاتفاق عبدالرحمن القحطاني الذي كان اسمه بجانب اسم النصر في غالبية المواسم الأربع الماضية، إذ نجح فيصل بن تركي هذه المرة في التوقيع معه مدة أربعة اعوام في صفقة قدرت ب14 مليون ريال، واكتفى الفريق حينها بهذا التعاقد نظير اكتفاء الفريق بعد وفرة التعاقدات في الموسم الأول. قبل أن يتعاقد مع مدافع فريق الشعلة عمر هوساوي في فترة الانتقالات الشتوية. موسم 2011 - 2012 كانت الآمال النصراوية كبيرة مطلع هذا الموسم، وانتظرت صفقات مدوية تزيد من قوة الفريق، وبدأت الإدارة إعلان تعاقداتها بالتوقيع مع مدافع الحزم وليد الطايع في صفقة لم تجد ترحيباً من الجماهير، خصوصاً أن اللاعب حينها كان يتلقى علاجاً نظير إصابته بقطع في الرباط الصليبي، ثم أتبعت الإدارة صفقة الطايع بالتعاقد مع مدافع الوحدة عدنان فلاتة مما رفع من حدة غضب جماهير النادي التي انتقدت التحول في مسار التعاقدات الجديد للإدارة إذ اعتبر مناصرو الفريق «الأصفر» أن مثل تلك التعاقدات ليست إلا حملاً مضاعفاً سيزيد من العناء، ولكن انتقال عبدالعزيز فلاتة من القادسية أخمد بعضاً من ذلك الغضب، وشعرت الجماهير بتحسن الأوضاع حينما ظفرت الإدارة بتوقيع مدافع القادسية خالد الغامدي، ولكن استقطاب مهاجم الأهلي السابق مالك معاذ بنظام الإعارة لم يكن مرضياً للنصراويين نظراً لإنقطاع اللاعب وتراجع أدائه. وفي فترة الانتقالات الشتوية حظي النصر بتوقيع لاعب الشباب عبدالعزيز السعران، وجاءت الصفقة الأبرز في الاتفاق مع خالد عزيز لاعب الهلال الذي انتقل للشباب، من أجل تمثيل الفريق. موسم 2012 - 2013 حذرت جماهير النصر من تكرار تعاقدات الموسم المنصرم كونها لم تجدِ نفعاً، وظهر الفريق بحال سيئ، ولكن التعاقدات كانت مرضية لهم إلى حد بعيد نسبة إلى ردود فعلهم الإيجابية إزاء التعاقد مع لاعب الاتحاد والشباب السابق عبده عطيف الذي كان اسمه مرتبطاً دائماً بالنصر، إضافة إلى مدافع الوحدة إبراهيم الزبيدي، وحارس أبها متعب عسيري، وعوض خميس من نجران، قبل أن يعلن رئيس النادي فيصل بن تركي عن إغلاق ملف التعاقدات على رغم تبقى أكثر من شهر على فترة تسجيل اللاعبين. انتقالات النصر المحلية مع الأمير فيصل بن تركي دارت في فلك «كبار السن» أو المستهلكين المتوافرين في السوق (كما أطلقت عليهم جماهير النصر)، و«شبان» ومواهب كانوا علامات فارقة مع الفريق المواسم الماضية إلا أنهم كلفوا خزانة النادي الملايين.