حل علينا شهر رمضان المبارك، أسال الله تعالى ان يتقبل من جميع المسلمين صيامه وقيامه. ومنذ بدأ اقتراب الشهر الكريم أخذت الكثير من القنوات التلفزيونية تعلن عن رصيدها من المسلسلات والمسابقات وبرامجها الترفيهية التي قد امضت في تجهيزها اشهرا عديدة، عندما اتفحص هذه البرامج أتعجب ما شأن رمضان شهر العبادة والصدقات والصيام والقيام بهذا الغثاء من التهريج والاستعراض للأزياء النسائية، ولا نجد مبررا واحدا ليستقبل هذا الشهر العظيم بهذا النوع من البرامج ويختص بها، إلا استغلال وقت الصائمين وتجمعهم في وقت واحد يستحيل جمعهم فيه في غير هذا الشهر المبارك، وهذا إن كان ذكاء من الناحية التسوقية ؛ إلا أنه غير مقبول من الناحية الدينية والتربوية. لا اختلف مع من يقول ان الإعلام هو السلطة الرابعة وفي نظري انه أعلى من هذا فلو رأينا الناس ومدى تأثيره عليهم لعلمنا مدى خطورته. اعجبتني مقولة: ( الناس في هذا الزمان على دين اعلامهم ). وعودا إلى برامج رمضان، عبر بعض الفضائيات التجارية التي لا تحترم حرمة الشهر الكريم ولا مشاعر الصائمين بتمريرها أنواعاً من الفن الهابط، والبرامج المستنسخة بطريقة بائسة ورديئة من بعض البرامج الأجنبية. ولا ننسى أن هناك قنوات جيدة تحاول جهدها أن تقدم الجديد والمفيد، وتبتعد ما وسعها ذلك عن الانحطاط بذوق المشاهد. وارجو من الله ان يعين هذه القنوات على تقديم مايليق بهذا الموسم العظيم من مواسم العمل الصالح، وخصوصا أن أمتنا العربية والإسلامية ليست في وضع يسمح لها بالتهريج والمرح الزائد، وماتعانيه من الجراح كاف لأن تشمر عن ساعد الجد. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.