لا تزال تحلم بمتبرع ينقذها من ملازمة جهاز الغسيل الكلوي، خاتمة اليامي عشرينية تعاني منذ طفولتها من الفشل الكلوي، ترقبت "الرياض " منذ دخولها قسم الغسيل الكلوي، لتسرد حكايتها مع المرض، بدأت حديثها بابتسامة موجعة، تخفي وراءها ألم وخز الإبر المتصلة بأنبوب جهاز الغسيل، في جسد منهك أضعفه المرض، يخيل للرائي أنها تتجاوز العقد العاشر من عمرها، قالت: عانيت من الفشل الكلوي منذ طفولتي، وتناول العقاقير الطبية بحذر والتزمت بالحمية، ولكن مع مرور الوقت يتراجع وضعي الصحي، وتتضاعف عدد مرات الغسيل كل عام عن سابقه. ثم أشارت خاتمة إلى عمليات في يدها الأخرى جراء رفض جسدها التئام الجروح التي خلفتها أنابيب جهاز الغسيل، والتي لم تكن أفضل حال من يدها الأخرى والمتصلة بجهاز الغسيل. وختمت خاتمة حديثها بأمنيتها الصغيرة، وقالت: أحلم بمتبرع يعيد لي الأمل بحياة طبيعة بمشيئة الله، وإكمال دراستي وأتفوق كما كنت سابقاً، وهذه أقصى أمنياتي. تجاور خاتمة ستائر تخفي وراءها قصص أمل وليدة المرض المزمن، صمت يلف المكان منهم من التزم الصمت والبعض النوم، فلا حركة تذكر إلا دوران أجهزة الغسيل تثقل الوقت ليمر بصعوبة، وتنتهي رحلة الغسيل لتبدأ رحلة أخرى تمتد لساعات، قلة من المرضى من تعايش مع الواقع والتزم بالإرشادات الطبية بشكل كامل، لعله لا يفجع بمضعفات أخرى، تعقبها جرعات دوائية أخرى، وزيادة عدد مرات الغسيل، وتتأخر حالته ليصل به المطاف الى غرفة العزل. خاتمة أثناء الغسيل الكلوي وتحدثت عائشة السحيباني أخصائية اجتماعية، عن المشكلات التي تواجه مريض الكلى ومنها صعوبات الوعي الأسري للحالة الصحية، وتدني الدخل المادي بسبب قلة الإنتاجية أو ترك العمل، ناهيك عن العوارض النفسية، منها العزلة، والاكتئاب، وهذه الآثار السلبية تنعكس على المرض سلباً فترفع معدل السموم في دم المريض، وخاصة المرضى المصابين بشراهة العصبية للهروب من المرض، ويرفضون الالتزام بالحمية الغذائية أحد أهم الإرشادات الطبية لاستقرار الوضع الصحي لمرضى الفشل الكلوي. وعقب الدكتور أحمد شاهين مقيم أمراض كلى، العلاج الطبي لمرضى الفشل الكلوي يقتصر على الغسيل العادي بالأجهزة، أو الغسيل البروتيني المنزلي، والأخير يلزم استخدامه الكثير من التحذيرات منها التعقيم، مما يصعب اعتماده لكثير من الحالات المرضية. ونوه إلى أن اغلب المصابين بالفشل من كبار السن يليهم الأطفال ثم متوسطي العمر، ويسبق الفشل عوارض صحية يحذر منها الأطباء، إلا أن بعض المرضى لا يلتزمون بالوصفة الدوائية، ويتضاعف المرض إلى الفشل الكلوي، خاصة في حالة الفشل المناعي. منوها إلى أن زراعة الكلى هو الحل الأمثل للفشل، والقائمة تطول لانتظار متبرع حسب النظام، فيعطي الأولية لمتوسطي العمر شريطة أن تكون صلة القرابة من الدرجة الأولى والتقارب العمري، لضمان نجاح زراعة الكلى. يستثنى من الزراعة الحالات التي يكون فيها سبب الفشل قائما والتي تلزم بعضها زراعة الكبد مع الكلى أو بعض أمراض القلب المزمنة، أو الالتهاب الفيروسي والحاد في الجسم. كما أن التبرع يمر بالعديد من الإجراءات الطبية والاجتماعية والقانونية من خلال لجنة مكونة من مختصين تصدر تقرير متكامل عن المتبرع، بعد أخذ موافقة المتبرع القانونية يسبقها التأكد من جميع الوظائف الحيوية والمطابقة للمريض. مشيرا انه من أبرز الصعوبات، فئة الدم نادرة لمرضى، كما أن غالب الأسرة يعانون من فشل بسبب مرض عائلي قد يكون وراثيا أو غير معروف الأسباب، كما أن الإهمال في الأمراض المزمنة خاصة السكر والضغط تخلف الفشل الكلوي. ومن صعوبات التبرع انتظار القائمة والتي تطول سنويا فالتبرع محدود في حين ان الإصابة بالفشل الكلوي في تزايد مستمر، وبعض المرضى يرفضون تبرعا من الأقارب خوفاً عليهم من المضاعفات الصحية جراء التبرع، وفي المقابل كثير من الحالات عادت إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بعد عملية زراعة الكلى. غرف العزل لحالات الفشل الكلوي المتأخرة