يتم تشخيص المرض عن طريق أخذ تاريخ الحالة المرضية بالتفصيل وكذلك الفحص السريري للمفاصل من قبل الطبيب المختص. ولا يوجد فحص خاص لتشخيص المرض. هناك بعض الفحوصات المخبرية التي تساعد على التشخيص مثل: * اختبارات صورة الدم ووظائف الكبد والكلى وكذلك سرعة ترسب الكريات الحمراء والبروتين التفاعلي. * العامل الرثوي (Rheumatiod Factor) وهو عبارة عن جسم مضاد يوجد في الدم ويمكن قياسه مخبرياً ويكون إيجابياً في 70 بالمئة من الحالات تقريباً. وأهمية العامل الرثوي في التشخيص تكمن في وجوده مع وجود أعراض وعلامات خاصة بهذا المرض. * عامل السي سي بي((Anti-CCP وهو ايضاً عبارة عن جسم مضاد يوجد في الدم ويمكن قياسه مخبرياً وهو تحليل حديث نسبياً واكثر دقة من العامل الرثوي في تشخيص المرض. * سحب السائل المتجمع في المفصل وإجراء فحوص مخبرية عليه وهو اجراء لا يسبب أي أضرار أو آثار جانبية كما يعتقد بل العكس قد يكون له أثار إيجابية حيث يؤدي إلى تخفيف الألم وتخفيف التورم. * الأشعة السينية: قد تعطي صورة عن مدى تأثر المفاصل وتطور المرض. * أشعة الموجات فوق الصوتية واشعة الرنين المغناطيسي للمفاصل ((MRI مفيدة في التشخيص المبكر، حيث يمكن اكتشاف التآكلات العظمية خلال ثلاثة اشهر من بداية المرض في حين قد يستغرق اكتشاف ذلك بالأشعة السينية العادية. مرض المفاصل الرثوي والحالة النفسية تؤثرالحالة النفسية على نشاط المرض حيث إن التوتر أو الاكتئاب قد يؤدي إلى تهيج المرض واشتداد الاعراض. وعلاج مرض المفاصل الرثوي يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب الأخصائي. خطوط العلاج الرئيسية: أولاً: تخفيف الألم. ثانياً: إيقاف سير المرض ومنع تطوره. ثالثاً: تاهيل المريض. ينصح المريض بالتالي: * الراحة التامة وخصوصاً أثناء مرحلة ازدياد نشاط المرض. * الاهتمام بالغذاء الغني بالعناصر الغذائية. * الامتناع عن التدخين لما له من تأثير سلبي على المرض بالإضافة لكونه عاملا مثبطا للعلاج. * تخفيف الوزن وتجنب السمنة. * للرياضة تأثير إيجابي على التهاب المفاصل ولكن لابد من اختيار الرياضة المناسبة ويفضل ممارستها أثناء فترة هدوء المرض وبشكل تدريجي وتعتبر السباحة من أفضل الرياضات التي تزيد من لياقة الجسم بدون إجهاد للمفاصل وكذلك المشي الخفيف * الاهتمام بالصحة العامة: * الاهتمام بعلاج مرض السكر وارتفاع الضغط وكذلك ارتفاع الكوليسترول إذا كان المريض يعاني من تلك الأمراض * الإسراع في علاج الالتهابات الجرثومية عند حدوثها وخصوصاً أن مرضى التهاب المفاصل الرثوي اكثر عرضة لتلك الالتهابات * الالتزام بالتطعيمات اللازمة ولكن بعد استشارة الطبيب لأن بعض التطعيمات غير مناسبة للمريض. * أهمية العلاج المبكر: أثبتت الأبحاث أن مرض المفاصل الرثوي يمكن أن يتطور بشكل سريع مسبباً تآكلاً في المفاصل وتشوهات لا يمكن تداركها، حيث إن معظم الضرر الذي يصيب المفصل يحدث في أول سنتين إلى ثلاث سنوات من بداية المرض لذلك يبادر الأطباء لعلاج هذا المرض بشكل مبكر ومكثف من أجل السيطرة عليه ومنع حدوث ضرر دائم في المفاصل. كما أثبتت نتائج الداسات الطبية الحديثة أيضاً أن السيطرة المبكرة على التهاب المفاصل الرثوي تمنع حدوث مضاعفات مثل الوفاة المبكرة والاصابة بالأورام. الأدوية المستعملة في العلاج الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية: وتتميز هذه الأدوية بأنها مضادة للالتهاب ومسكنة للألم وتوجد أنواع متعددة من هذه العلاجات مع ملاحظة أن الاستجابة للعلاج تختلف من شخص لآخر ومن أمثلة ذلك الفولترين والبروفين والموبيك وغيرها، ويجب تناول هذه الأدوية بانتظام وتحت إشراف الطبيب. الأدوية المعدلة لطبيعة المرض بطيئة التأثير: مثل الميثوتركسات السلفاسلزين واليفلونامايد والبلاكونيل وغيرها، تعطى هذه الأدوية من أجل إيقاف سير المرض والسيطرة علية ومنع تطوره وهي غير مسكنة للألم بشكل مباشر ولكنها تخفف الأعراض بعد السيطرة على المرض . وتتميز هذه الأدوية بأن تأثيرها بطيء وعلى المريض استعمال الدواء لفترة تحددها نوعية الدواء المستعمل ولكن قد تطول إلى عدة أشهر قبل تحسن الأعراض المرضية كذلك يحتاج المريض إلى إجراء فحوص مخبرية بشكل دوري منتظم وذلك حسب توجيهات الطبيب المعالج واشرافه. عقار الكورتيزون: من الأدوية المضادة للالتهاب ذات المفعول السريع وهو لا يمنع تطور المرض ولكن يخفف الأعراض بشكل سريع.. يجب أن يعطى عقار الكورتيزون بإشراف الطبيب المختص بحذر وعناية وبأقل جرعة ممكنة بسبب الآثار الجانبية العديدة لهذا الدواء. كما يجب أن لا يوقف المريض استعمال هذا الدواء بشكل فجائي ولكن تدريجياً وبإشراف الطبيب المختص لان إيقافه قد يؤدي إلى انتكاسة وعودة الأعراض المرضية، يمكن أن يعطى الكورتيزون على شكل حقن في المفصل المصاب حيث يساعد في السيطرة على الالتهاب مما يخفف من الألم والتورم، يجب عدم الإفراط في أخذ حقن الكورتيزون في المفصل لأنها قد تؤدي إلى العديد من المضاعافات الجانبية. الأدوية البيولوجية: تستهدف بعض العناصر فى الجهاز المناعى، وتعتبر إنجازاً كبيراً في مجال علاج مرض المفاصل الرثوي، وتعمل تلك الأدوية على الجهاز المناعي وخفض المستويات الدمويَّة للمَوادِّ الكيميائية والبروتينات المحرِّضَة للالتهاب وبالتالي السيطرة على المرض ويظهر تأثير تلك الأدوية على مستويين: - يُساعِد على تَخفيف الألم والسيطرة على الأعراض والعلامات المرضية. - حماية المفاصلَ وذلك عن طريق تثبيط التآكلات العظمية. وتشمل الأدوية البيولوجية: الأدوية المضادة لعامل نخر الورم نوع ألفا» Anti-TNF)) وتعمل على تثبيط مادة تسمى «عامل نخر الورم نوع ألفا»(TNF) المعروفه بارتباطها بعدد من الأمراض الالتهابية مثل مرض التهاب المفاصل الرثوي ويلعب هذا العامل دورا هاما في الالتهابات وكذلك تآكل المفاصل. وتشمل تلك الأدوية: - الرامكيد ويؤخذ عن طريق حقنة وريدية كل أربعة إلى ثمانية أسابيع في المستشفى. - إنبريل ويؤخذ بالحقن تحت الجلد مرة إلى مرتين اسبوعياً حسب الجرعة ويمكن للمريض أن يأخذ حقنة الإنبريل بنفسه أو أن يقوم أحد أقارب المريض بإعطائها له وذلك بعد الحصول على التدريب اللازم. - الهيوميرا ويؤخذ بالحقن تحت الجلد مرة كل أسبوعين ويمكن للمريض أن يأخذ الحقنة بنفسه أو بمساعدة أحد أقاربه وذلك بعد الحصول على التدريب اللازم لذلك. عقار المابثيرا (Mabthera) هو إحدى أنواع الأجسام المضادة التي تستخدم في العلاج، ويعمل المابثيرا على مهاجمة وتدمير الخلايا الليمفاوية من النوع ب (B-lymphocytes) والتي تلعب دوراً هاماً في الإصابة بتلك الالتهابات بالمفاصل، وذلك عن طريق التعرف على بروتين (مستضدات) الموجود على سطح تلك الخلايا (CD20)، وبذلك يمنع الالتهابات والضرر الذي يصيب المفاصل. يتم إعطاء جرعتين في الوريد بينهما أسبوعان، ويمكن تكرارالعلاج بعد 6 – 12 اشهر، لكن بعد استشارة الطبيب المعالج. دواء الأَباتاسيبت (Abatacept). يمنع تَفعيل وتَكاثر خَلايا الدَّم البَيضاء المعروفة باسم الخلايا اللِّمفية التائيَّة T-cells، والتي تعدُّ مَسؤولةً عن حدوث الالتهاب، وعن طريق منع أو تَثبيط تَفعيل هذه الخلايا اللِّمفيَّة وخفض المستويات الدمويَّة للمَوادِّ الكيميائية المحرِّضَة للالتهاب يمارسُ الدَّواءُ تأثيرَه وفعلَه. يُعطى الأَباتاسيبت عن طريق الحقن الوَريدي، ويتم أعطاء الجرعة الأولى ثم الثانية تعقبها بأسبوعين والثالثة فى الأسبوع الرابع لتكرر كل 4 أسابيع، ويُعطى الأَباتاسيبت في المستشفى. الأكتيمرا (Actemra)هي إحدى أنواع الأجسام المضادة وتعمل على تثبيط مادة تسمى IL-6، والتي تلعب دوراً هاماً في الألتهابات التى تحصل فى مرضى الروماتويد، الدواء يعطى شهرياً عن طريق الحقن بالوريد. العلاج الطبيعي: للعلاج الطبيعي أهمية كبرى في علاج مرض المفاصل الرثوي، وهو متوفر في معظم المستشفيات ويتم تحت اشراف اختصاصين وبتعليمات من قبل الطبيب المعالج. وللعلاج الطبيعي وسائل متعددة تختلف من مريض إلى آخر كل حسب احتياجاته، ومن ذلك تمارين خاصة تهدف إلى تقوية العضلات والوقاية من حدوث تشوهات وتيبس المفاصل، ويجب أن تجرى تلك التمارين بعد خمود الالتهاب وألا تكون مرهقة، كما تتوفر في أقسام العلاج الطبيعي جبائر ووسائل تقويمية أخرى لوقاية المفاصل من التشوه كذلك أحذية طبية مصممة بشكل خاص لتصحيح وضع القدم المصابة. العلاج الجراحي: وله أهمية قصوى خاصة في الحالات المتطورة عندما تتأثر حركة المفصل ويصبح محدود الوظيفة، وتبديل مفصل الورك التام وكذلك تبديل الركبة التام بمفاصل صناعية من العمليات الجراحية التي تجرى بنجاح كبير. * وحدة الأمراض الروماتيزمية