رغم ولادته في مكةالمكرمة عام 1345 ه وترعرعه بحي سوق الليل في العاصمة المقدسة وقربه من فرق مكةوجدة وارتباطه الوثيق فيما بعد بشخصيات تلك الاندية .. ترك شاعر النشيد الوطني وعملاق الكلمة العذبة الاستاذ الكبير ابراهيم خفاجي الوحدة والاتحاد والأهلي وأتجه بعاطفته وميوله وتشجيعه لنادي "هلال نجد" كما أسماه و تغزل به في قصيدته الشهيرة التي استهلها بأشهر بيت في تاريخ نادي الهلال : إذا لعب الهلال فخبروني فإن الفن منبعه الهلال أمتع ناظري بهلال نجد فمن قمصانه خلق الكمال الى ان يمضي في قصيدته التي اكملها بعد عقود ب 24 بيتاً ليقول : ألا يا سائلي كيف انتمائي بلا فخر أقول أنا هلالي ثم يصف الشاعر الكبير هلاله بأجمل صورة شعرية بعدما بلغ عشقه لناديه مبلغه قائلاً : زعيم في الملاعب لا يبارى تلين لفنه حتى الجبال هلال في العريجا بات عشقاً على انغامه يحلو الوصال سيبقى السحر أزرق في بياض ويبقى المجد ما بقي الهلال لقد تغنى شاعر الوطن الكبير ابراهيم خفاجي " متعه الله بالصحة والعمر المديد " بأمجاد وتاريخ وانجازات الهلال في تلك القصيدة التاريخية ويؤكد اعتزازه وفخره بإنتمائه لهذا النادي الكبير في اكثر من لقاء ومناسبة . وفيما مضى حدثني مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد " رحمه الله " عن بداية علاقة الخفاجي بالهلال قبل 50 عاماً قائلاً : " كان الشاعر الخفاجي احد اعضاء مجلس ادارة الهلال في عام 1384 ه عندما كان برئاستي وبوجود الاستاذ الكبير تركي عبدالله السديري نائباً للرئيس وحرصت على عضوية الخفاجي لأنه شخصية مرموقة ومن ابناء مكةالمكرمة العزيزة جدا على نفسي بشخصياتها الاجتماعية وأبنائها الرياضيين وكان عمل الخفاجي وقتها انتقل لمدينه الرياض مديراً للإدارة المالية بوزارة الزراعة لشؤون المياه وكان يحضر لمقر نادينا في شارع الظهيرة ويتابع تمارين الفريق بجانب الاستاذ محمد رمضان والفنان طارق عبدالحكيم وحين توج هلالنا عام 84 ه بكأس الملك امام الاتحاد وكأس ولي العهد امام الوحدة في موسم واحد كأول ناد يجمع الكأسين في عام واحد على مستوى المملكة كنا نجلس في سطح النادي وإذا بقريحة شاعرنا الكبير تجود بأشهر بيت قيل في نادي الهلال : إذا لعب الهلال فخبروني فإن الفن منبعه الهلال وكان بحق بيت بألف قصيدة ( انتهى كلام مؤسس الهلال ) رحمه الله . لكن في المقابل لم نر أي بوادر تقدير وتكريم اداري هلالي لهذه القامة الشعرية الباسقة التي يعتز كل هلالي بإنتمائها لناديه خاصة بعدما كرمه في الجنادرية العام الماضي الوالد القائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رعاه الله" خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجه الاولى وقبلها منح ميدالية الاستحقاق من الدرجه الاولى مع البراءة الخاصة بها عام 1405 ه من خادم الحرمين الملك فهد رحمه الله تقديراً لمجهوداته في وضع كلمات النشيد الوطني . وتوقعنا من إدارة الامير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد الاعلان عن إقامة حفل تكريمي لهذا الشاعر الهلالي العملاق الذي يفخر الزعيم بإنتمائه ويعتز ان احد مشجعيه صاغ كلمات النشيد الوطني للمملكة لكن للأسف تم تجاهل هذه المناسبة التاريخية والرجل كان في الرياض وحضر حفل تكريمه في الجنادرية وغادر يحمل معه تاريخاً مشرفاً عمره اليوم 90 عاماً دون ان نسمع برغبة هلالية في تكريمه وتعد هذه نقطة سلبية تسجل في تاريخ الإدارة الحالية التي لم تسطر بيته الشهير في لافتة النادي الخارجية ولم تضع قصيدة هذا الشاعر الوطني العظيم بأبياتها الكاملة في نصب تذكاري بكل فخر في مدخل النادي . لقد جاء تجاهل تكريم الخفاجي الهلالي في العام التالي لوفاة مؤسس الهلال " رحمه الله " الذي لو كان على قيد الحياة لما رضي بتجاهل ادارة ناديه لتكريم شخصية الهلال الشعرية الاولى بعد تكريمه من الاب الحاني الملك عبدالله " حفظه الله " . تخيلوا لو كان الخفاجي نصراوياً او اتحادياً او اهلاوياً او اتفاقياً هل كانوا سيفوتون هذه الفرصة والتميز التاريخي لتكريمه وإعلان الاعتزاز والفخر بانتمائه لناديهم ؟