قد يكون دين آرثر شوارتز ميلر نموذجاً للانحراف على امتداد التاريخ وتقول الشرطة إنه يحتفظ في منزله بسان خوزيه بولاية كاليفورنيا بسجلات عن 36,000 جريمة جنسية ضحاياها صبية، حدثت على مدى ثلاثة أجيال، في سبع ولايات أمريكية، بالاضافة لكل من البرازيل والمكسيك. وسجل شوارتز ميلر تفاصيل هذه الجرائم المروعة في 1,360 صفحة موزعة على سبع مذكرات ذكر فيها أسماء وألقاب ضحاياها، بالاضافة إلى الأفعال المشينة التي أخضعهم إليها، وينقسم الضحايا إلى عدة طوائف تحت مسميات «أطفال تحت الثانية عشرة من العمر» و«أطفال أذكياء»، و«أطفال بشعر أشقر» و«أطفال أبدوا مقاومة» بالاضافة إلى تفاصيل عن الممارسات الشاذة التي كانوا ضحية لها، وأثار ارتفاع عدد الضحايا دهشة ضباط الشرطة. ويقول الرقيب توم سميث رئيس قسم وحدة استغلال الأطفال بسان خوزيه «أشعر بنفس الصدمة التي تشعرون بها ازاء هذه الفظائع، لم أر من قبل شيئاً مماثلاً»! ويضيف الملازم سكوت كورنفيلد: «لو كان عشر هذا العدد صحيحاً فإن ذلك يجعله من بين أخطر المجرمين الذين عرفناهم». ولشوارتز ميلر، 63 عاما، تاريخ طويل في الاتهام بالممارسات المشينة مع الأطفال، كانت بدايتها في عام 1970 بولاية ألاسكا، وايداهو، ثم أوريغون، كما اعتقل في نيويورك وكاليفورنيا واركانساس وواشنطن. وفي عام 1993 اعتقل لاتهامه بممارسة 61 مخالفة جنسية وقضايا متعلقة بتعاطي الخمر، كان من بينها قضية متعلقة بثلاثة صبيان من بورتلاند بولاية أوريغون. ووجه المسؤولون إليه الاتهام بارتكاب «سلسلة جرائم جنسية ضد الأطفال» ولكن لتردد الصبيان في الشهادة ضده، لم تتم ادانته في ثلاث جرائم لواط وحكم عليه باطلاق السراح المشروط لثلاث سنوات فقط. ويقول جيم هايدن، المدعي العام في تلك القضية: «كنت أتمنى أن يودع ذلك المجرم في السجن للأبد، ولكن تعقيدات القضية لم تسمح بذلك»، ولكن يبدو أن الحظ لن يحالف شوارتزميلر هذه المرة، فبالاضافة إلى المذكرات التي كان يحتفظ بها في منزله بسان خوزيه عثرت الشرطة على صور لآلاف الأطفال في أوضاع فاضحة وعدد من أجهزة الكمبيوتر وسيرفر كمبيوتر طوله ستة أقدام، يتوقع المحققون أن تكون محتوية على المزيد من الصور الاباحية عن ممارسته الشاذة، بل قد تكون محتوية على قاعدة بيانات عن ضحاياه. وتعتقد الشرطة أن شوارتز ميلر الذي يعمل مقاول في مجال صيانة المنازل، كان يصادق أطفال عملائه ويدعوهم إلى منزله، حيث يسمح لهم بممارسة ألعاب الفيديو، ومشاهدة الأطفال، وركوب دراجة نارية صغيرة، قبل أن يوقع بهم، واستخدمه واحد، على الأقل، من الآباء المغفلين للجلوس مع أطفاله، حسب ما زعم أحد الجيران. وفي النهاية وقع المجرم الشاذ في قبضة الشرطة بعد بلاغ تقدمت به احدى الأمهات في سان خوزيه عن وجود صور اباحية لدى ابنها كان على وشك اتلافها حسب تعليمات شوارتز ميلر. ويقبع شوارتز ميلرحاليا في سجن سان خوزيه بدون ضمان وقد يحكم عليه بالسجن لمدة 105 أعوام، ووجهت اليه تهمة الاعتداء الجنسي على طفل وست تهم أخرى. ويقول المسؤولون إن تهما أخرى قد توجه إليه من ولايات أخرى، واعتقل زميله في الزنزانة فريد افليرتز، 34 عاما، وهو بدوره متهم بالممارسات الشاذة مع الأطفال، بتهمة انتهاك جنسي ضحيتها أحد الشباب بسان خوزيه. وتقول جارته فينس نونيز وهي أم لثلاث فتيات في عمر المدرسة: «إن هذا شيء مروع لكل سكان الحي، لقد بدأنا الآن مراقبة دقيقة لكل الأطفال في المنطقة».