في كل يوم ينضم لركب الراحلين شخص قريباً كان أو بعيداً وكل الناس على ذلك الركب سائرون وها نحن نودع الشيخ الفاضل الزاهد العابد عبدالعزيز بن علي العليان في يوم السبت 13/8/1434 أحد أعمدة أسرة العليان الكريمة في مركز العيينة التابع لمحافظة الدرعية العريقة عن عمر يناهز التسعين عاماً قضى سبعاً وثلاثين عاماً منها موظفاً في وزارة الحج ثم ترجل عن العمل الحكومي ليمارس حياته كغيره من منسوبي الدوائر الحكومية ليلتحق بالعمل مؤذناً واستمر حتى السويعات الأخيرة من عمره المدير الحافل بالعمل والعبادة والقيام بالمسؤوليات والواجبات الاجتماعية على نهج أسلافه المحبين للخير والداعين والمساهمين في نشره والترغيب فيه، لقد كان خبر وفاته صدمة ليس لأبناء أخيه وأقاربه فحسب بل لكل من عرفه بنبل أخلاقه وكرم شمائله ترجمه يوم رحيله حين تسابق المحبون والمشيعون لأداء الصلاة على جثمانه في جامع الملك خالد بأم الحمام ومن ثم مرافقته لينضم لمن سبقوه إلى دار البرزخ حيث اكتظت جنبات مقبرة العيينة ومن ثم توافد المعزون لمقر اقامة العزاء في مزرعة شقيقه الراحل الشيخ محمد بن علي العليان لتأدية واجب العزاء إظهاراً لحقه عليهم وتبياناً لمنزلة أقاربه لدى كل من عرفهم فرحيل الأنفس أمر محتوم وقدر مقدور لا مفر منه يقول تبارك وتعالى (كل نفس ذائقة الموت) والمرء كما يقول الشاعر: وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته لابد يوماً على آلة حداء محمول وكثير من يرحلون عنا وقلة من يبقى في الذاكرة من عرفوهم بقول الشاعر «تولى وألقى بيننا طيب ذكره كباقي ضياء الشمس حين تغيب» مما يعزي النفس لفقدان الأحباب حسن الختام فقد كان آخر عهد شيخنا عبدالعزيز العليان بهذه الدار الثانية وضوء للصلاة حيث كان يهم غفر الله له للذهاب للمسجد ولكن كانت المنية له أقرب من حبل الوريد والأعمال بالخواتيم والسعيد من ختم له بطاعة عاش الفقيد زاهداً في الدنيا ومقبلاً على الطاعة تعلو وجهه ابتسامة الرضا جميل السجايا بكاه الصغار قبل الكبار رحم الله الفقيد أبا سعود ورفع درجته في عليين مع الشهداء الصالحين وأعان أبناء أخيه على بره بعد موته كما كانوا بررة به في حياته (إنا لله وإنا إليه راجعون).