في يوم الثلاثاء لأربع وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول هذا العام رحل عنا الشيخ حمد بن عبدالله الماجد (أبو سعد) أحد رجالات حريملاء وأعيانها، وبرحيله خسارة فادحة ومصاب جلل، ليس على أبنائه وزوجه وبناته ومحبيه فحسب، بل على جميع من عرفه عن قرب أو عن بعد؛ فسيرته عطرة، امتلأت بحب الخير والدعوة إليه وحسن الجوار والنصح والمشاركة لكل من عرفه. عاش محبوباً، ورحل والحزن يعلو وجوه أهله وذويه ومحبيه ومعارفه. فكثير هم من رحلوا عن هذه الدنيا الفانية استجابة لنداء باريهم عز وجل كل من عليها فان ، لكن القلة منهم من رحل جسده وبقي ذكره الحسن كالشمس عندما تغيب يبقى ضياؤها شاهداً على وجودها وقت إشراقها، فالشيخ حمد الماجد كما قال الشاعر: تولى وأبقى بيننا طيب ذكره كباقي ضياء الشمس حين تغيب لن يفتقدك أهلك ومحبوك فقط بل سيفتقدك مصحفك ومسجدك وجيرانك. عاش أبو سعد عابداً زاهداً مؤدياً لواجباته الاجتماعية، يقابل الناس بوجه تعلوه الابتسامة مع وقار الكبار، ويشرق منه نور الطاعة وسمات الخير تنبئ عن رجل محب للخير يدعو للجميع بالهداية وصلاح الحال، وقد شهد له كل من أدى صلاة الجنازة على جسده الطاهر، وكانوا جموعاً غفيرة، اكتظ بهم جنبات الجامع الكبير بحي الحزم بمحافظة حريملاء، تلك الجموع رافقته إلى المقبرة حيث ووري الثرى مجاوراً من سبقوه إلى دار البرزخ. والحقيقة أن الشيخ وإن رحل عن دنيانا الفانية فذكراه الحسنة لن ترحل من أذهاننا حتى نكون في ركب الراحلين. ولا شك أن من ترك في عقبه أبناء أمثال سعد وخالد وعبدالرحمن وشقيقاتهم لم يمت؛ فهؤلاء سائرون على نهج والدهم في بذل الخير والترغيب فيه كذلك، نحسبهم ولا نزكي على الله أحداً، عاملين بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام «إذ مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له». رحم الله أبا سعد رحمة واسعة، وأكرم نزله، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وجعله في صحبة الأنبياء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وبارك في عقبه، وأنزل على أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون . محافظة حريملاء