الموت ورد مورد ونهاية حتمية طال بنا الأمد أم قصر وكأس المنون كل ابن أنثى وإن طالت سلامته وأمده لابد أن يشربها والموت سنة الله تعالى في خلقه فكل هالك إلا وجهه ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها. قال الباري عزَّ وجلَّ (كل نفس ذائقة الموت)، ولا بد من الانضمام لركب الراحلين عن دار الفناء لأول منازل الآخرة. يقول الشاعر: الموت بين الناس مشترك لا سوقة يبقى ولا ملك وموت المؤثرين في محيطهم الأسري والاجتماعي خسارة كبيرة ومصاب جلل، يقول الشاعر: وليست الرزية فقد مال ولا فرس تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد شيخ يحزن لموته خلق كثير ففي يوم الخميس السابع والعشرين من شهر رجب المحرم لهذا العام أفلت شمس الشيخ محمد بن مبارك الجميعة عن خمس وثمانين سنة كانت حافلة بالعمل والخير والتعامل الحسن ودماثة الخلق وجمال الشمائل مع الجيران والمعارف والأقارب والأحباب، فما عهد عنه غفر الله له وأحسن مثواه القيام بواجباته الأسرية والاجتماعية، وكان قدوة لأفراد أسرته وأصهاره في كل أمر محمود وخلق جميل، فكانت بداياته موظفاً بوزارة البرق والبريد والهاتف في تلك الأيام ثم التحق بالعمل مؤذناً في مسجد حي الطويلعة الواقع في الحي القديم بمحافظة حريملاء لفترة ليست بالقصيرة، ولقد كان يوم الصلاة عليه شاهداً على محبة الناس ومعارفه له، حيث تزاحمت الجموع الغفيرة للصلاة عليه بجامع حي الحزم، حيث يصلى على الجنائز ومن لم يتمكن من اللحاق بالصلاة عليه بالجامع أدى الصلاة عليه في مقبرة صفية التي اكتظت بالمشيعين الداعين له بالرحمة والمغفرة لما عهدوه عنه من كف الأذى والتعامل بالحسنى مع كل من عرفه، ولقد من عليه بعقب نافع تسابقوا على بره ورعايته طيلة حياته ولا شك ان من ترك عقبا نالوا مناصب في المحافظة أمثال مبارك (أبو عصام) الذي يعمل مديراً لإدارة الأحوال وعبدالعزيز (أبو زياد) الذي يعمل مديراً لمركز الرعاية الصحية الأولية بمحافظة حريملاء ومنصور وفهد، فذلك الشيخ الفقيد وإن رحل جسده الطاهر إلى دار البرزخ فذكره سيبقى بإذن الله تترجمه مواقف وأخلاق وأساليب تعامل أبنائه الأفاضل الذين سيكونون بإذن الله سائرين على نهج والدهم في فعل الخير والدعوة إليه والترغيب فيه ورعاية القريب المحتاج والقيام على شؤون من لهم بهم صلة وقرابة، اللهم اغفر للشيخ محمد بن مبارك الجميعة ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة وبارك في عقبه وأحفاده وأنزل على ذويه ومحبيه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون). عبدالعزيز بن سليمان - ا بن محمد الحسين