فجعتُ كما فجع سواي برحيل فقيد البلاد الأستاذ عبدالله محمد الحقيل إلى الدار الآخرة حيث توفاه الله تعالى فجر يوم الثلاثاء 22 صفر 1430ه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد رحلة مع المرض استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، ولكنه كان صبورا يشغل نفسه عن صحته بالقيام بواجباته نحو أسرته ومجتمعه ووطنه. رحل عبدالله الحقيل، وهو خالي أخو الوالدة الصابرة المحتسبة، وقد كانت سجاياه ومكارمه وأفضاله جمة، وتطال الكثير من المحتاجين، كان يتصف بخفة الروح، وحسن الخلق لا يفرق بين القريب والبعيد، وكان نموذجا في التواضع وفي المروءة والكرم ومحبة الناس، والعطف على الأرامل واليتامى والمساكين والمحتاجين. لقد أقال الكثير من العثرات، وأعان على تفريج الكربات، وأعاد إلى الوجوه الحزينة البسمات، وواسى بجاهه وماله ذوي اللهفات، مما زرع المحبة في قلب كل من عرفه، أو لاقاه، او قابله. إن سيرة الإنسان وشمائله وسمعته الطيبة بمثابة عمر ثان للإنسان، تخلد أعماله بعد وفاته، وترفع ذكره وتحمل اسمه محمودا، مذكورا في القلوب.. وكما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانِ فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكرُ للإنسان عمر ثانِ لقد رحلت أيها الخال العزيز، وأعمالك باقية، لها علاماتها وآثارها لدى الكثيرين، رحلت، ولك في قلوب الناس المحبة، والذكر الطيب، رحلت وهم يترحمون عليك وعلى أفعالك، رحلت وكأنك رفضت أن تكون الغربة وطنك، فعدت بجسمك لثرى بلادك، وصعدت روحك الطاهرة إلى الرفيق الأعلى، رحلت فيما تبكيك هذه المرأة الصابرة، هذه الأخت الحانية التي تبكيك في كل وقت، تبكيك صباحا ومساء كأنها تستدعي كل الزمن وتختصره في دمعاتها، تبكيك حتى وهي على سجادة الصلاة داعية لك، راجية من الله تعالى أن يتقبل كل أعمالك الخيرة وأن يسكنك فسيح جناته، وعزاؤها الصبر والسلوان. إن بلادنا ولله الحمد تنجب دائما الرجال العظماء والقادة والمصلحين والأوفياء الذين لهم أياد بيضاء وأعمال حميدة تتناقلها الأنباء، وتحكى على كل لسان. ولقد أسهم الشيخ الراحل في كثير من الأعمال الخيرية الإنسانية، وله في ذلك مواقف مشكورة طيبة، ولعل من أبرز أعماله الخيرة الجانب الذي يخص مدينة المجمعة في سؤاله عن أحواله الفقراء والسؤال عنهم. أما فيما يخص جمعية البر في المجمعة، فيعتبر من الداعمين الرئيسيين لها وكثير السؤال عن أمور الجمعية وعن أحوال الفقراء فيها. لقد ضرب المثل الأعلى في كل عمل نبيل، فلا عجب أن يكون أبناء هذا الوطن مهتمين بأخباره. رحم الله الفقيد، وأدعو الله تعالى أن يتغمده برحمته إنه نعم المولى ونعم النصير.