يستمر مقاتلو المعارضة السورية في مواجهة محاولات القوات النظامية اقتحام الاحياء التي يسيطرون عليها في وسط مدينة حمص لليوم الثالث على التوالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وتشهد اطراف هذه الاحياء المحاصرة منذ اكثر من سنة اشتباكات عنيفة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي ان "القصف العنيف يتواصل على الاحياء الواقعة تحت سيطرة الكتائب المقاتلة في حمص"، وابرزها الخالدية واحياء حمص القديمة، مؤكدا ان "القوات النظامية لم تحقق اي تقدم على الارض، ولم تتمكن من استعادة اي منطقة جديدة". واوضح عبدالرحمن ان "32 عنصرا من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني (الموالي لها) قتلوا خلال يومين". واضاف "ان حزب الله اللبناني يشارك في المعارك على جبهة الخالدية، ويتخذ من حي الزهراء (ذي الغالبية العلوية في حمص) قاعدة خلفية له". وتأتي الحملة على المدينة بعد اقل من شهر على سيطرة النظام وحزب الله على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص. وافاد الناشط يزن الحمصي عبر سكايب ان النظام يحاول اقتحام الاحياء المحاصرة من اربعة محاور. واضاف "القصف أقل من الايام الماضية، لكنه لا يتوقف"، موضحا ان المدنيين في هذه الاحياء "اعتادوا على القصف الذي لم يتوقف منذ اكثر من سنة. انهم يقيمون في اقبية منذ اشهر". وكان الحمصي اشار الاحد الى استمرار وجود حوالي مئة عائلة في حي الخالدية. وبث ناشطون اشرطة فيديو على موقع "يوتيوب" يظهر فيها دمار هائل في وسط المدينة، في محيط مسجد خالد بن الوليد الذي تبدو عليه ايضا ثغرات واسعة وآثار قصف مدفعي. بينما ابنية من حوله احيلت ركاما، وبدت معظم المنطقة فارغة وقد خلت من سكانها المدنيين على الارجح منذ زمن، نتيجة حملات القصف المتكررة والاشتباكات في المدينة. كما بث المكتب الاعلامي في تنسيقية حي الخالدية صورا مماثلة لابنية غير قابلة للسكن بسبب الدمار سمعت فيها اصوات اطلاق رصاص وقصف. وحمص (وسط) هي ثالث كبرى المدن السورية، وقد شهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسية في تحول النزاع الى العسكرة بعد سقوطه في ايدي القوات النظامية في شباط/فبراير 2012. وتعتبر استراتيجية بالنسبة الى النظام، لانها تربط بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي المهم بالنسبة الى نظام الرئيس بشار الاسد. في دمشق، افاد المرصد عن سقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة، بينما تعرض حي القابون (شمال شرق) لقصف بعد منتصف الليل. في محافظة إدلب (شمال غرب)، سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز بسنقول الواقع بين مدينتي أريحا واللاذقية (غرب) على الطريق الدولي، بعد اشتباكات عنيفة استمرت اياما عدة. وادت اعمال العنف الاحد الى مقتل 84 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا. وبلغ عدد القتلى في سوريا منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011، اكثر من مئة الف.